في تصعيد هو الأخطر منذ عقود، كشفت تقارير استخباراتية وبيانات تتبع جوي اليوم، الأربعاء 24 ديسمبر 2025، عن تحركات عسكرية أمريكية ضخمة شملت نقل وحدات من "قوات النخبة" وطائرات عمليات خاصة إلى منطقة البحر الكاريبي.
يأتي هذا التحشيد تزامناً مع تصريحات حازمة من البيت الأبيض والرئيس دونالد ترامب، تؤكد أن واشنطن لن تتراجع عن ضغوطها حتى يتنحى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن السلطة، في إطار ما عُرف بـ "عملية الرمح الجنوبي" (Operation Southern Spear).
تفاصيل الحشد العسكري: قوات "العمليات الخاصة" في الميدان
شهدت الساعات الأخيرة تحركات استراتيجية مكثفة تعكس استعداد الولايات المتحدة لخيارات تتجاوز الحصار البحري:
• طائرات المهام الصعبة: وصلت ما لا يقل عن 10 طائرات من طراز CV-22 Osprey (التي تجمع بين قدرات المروحية والطائرة النفاثة) إلى منطقة الكاريبي قادمة من قاعدة "كانون" الجوية، وهي القاعدة التي تضم الجناح 27 للعمليات الخاصة المتخصص في "التسلل العميق".
• قوات النخبة: هبطت طائرات شحن ضخمة من طراز C-17 في بورتوريكو محملة بجنود من فوج الرينجرز الـ 75 (قوات الصاعقة) والفرقة 101 المحمولة جواً (النسور الصارخة)، وهي وحدات معروفة بقدرتها على تنفيذ ضربات خاطفة والاستيلاء على المطارات والمنشآت الاستراتيجية.
• الأسطول الأضخم: أعلن ترامب أن الولايات المتحدة تمتلك حالياً في المنطقة "أكبر أسطول بحري في أمريكا الجنوبية بلا منازع"، يضم حاملة الطائرات "جيرالد فورد" ومدمرات حربية متطورة.
الموقف السياسي: إنذار أخير لمادورو
لم تكتفِ واشنطن بالتحركات العسكرية، بل وجهت رسائل سياسية حاسمة:
1. لا بديل عن الاستسلام: نقلت مصادر أن رئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، أكدت رغبة ترامب في إجبار مادورو على التنحي، قائلة: "يريد الاستمرار في تدمير السفن (أسطول الظل النفطي) حتى يستسلم مادورو".
2. إغلاق الأجواء: أعلن ترامب إغلاق المجال الجوي حول فنزويلا بالكامل، محذراً من أن "البرنامج الذي بدأ في البحر سيبدأ قريباً على الأرض".
3. رفض العفو: تشير التقارير إلى فشل محاولات سابقة للتفاوض، حيث رفض ترامب طلباً من مادورو بمنحه "عفواً شاملاً" عن تهم تتعلق بالإرهاب المرتبط بالمخدرات مقابل التنحي.
السياق الدولي: انقسام في مجلس الأمن
أثارت هذه التحركات ردود فعل دولية غاضبة، حيث عقد مجلس الأمن جلسة طارئة (23 ديسمبر) شهدت تراشقاً لفظياً حاداً:
• روسيا وفنزويلا: وصف السفير الروسي التحركات الأمريكية بأنها "سلوك رعاة البقر" وعدوان صارخ يتعارض مع القانون الدولي، بينما اتهمت كراكاس واشنطن بـ "الابتزاز الأكبر في التاريخ" بهدف السيطرة على النفط.
• واشنطن: تبرر الولايات المتحدة عملياتها بأنها "نزاع مسلح غير دولي" ضد كارتلات المخدرات (كارتل الشمس) التي تتهم مادورو بقيادتها.
خيارات مفتوحة على الحرب
ختاماً، تشير كل المعطيات الميدانية إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية قد حسمت أمرها بالانتقال من "الحصار الاقتصادي" إلى "التدخل الجراحي".
إن وجود قوات الرينجرز وطائرات الأوسبري في بورتوريكو يعني أن "العملية البرية" لم تعد مجرد تهديد لفظي، بل أصبحت خطة جاهزة للتنفيذ بانتظار إشارة الانطلاق من البيت الأبيض، مما يضع المنطقة برمتها على فوهة بركان.