هناك انفصال بين واقع تدريس اللغة العربية في مدارسنا، وبين الهدف من تدريس اللغة العربية، هذا الانفصال يجعل من اللغة العربية لغة ثقيلة تصرف الطلاب عن جوهر اللغة العربية ويجعلها عبئًا يريد كل طالب أن يتخلص منه بمجرد انتهائه من أداء اختبارات المادة وحصوله على درجات النجاح.
لذا، فإن تحديد الأهداف التي من أجلها ندرس اللغة العربية يعيدها إلى الطريق الصحيح الذي يقربها من أفهام الطلاب ونفوسهم، فهي لغة تذوق ومشاعر وتعبير.
الهدف الأول هو هدف حسي بأن يحب الطالب لغته العربية، فهل الطريقة التي تُدرَّس بها اللغة العربية وتوضع بها مناهجها تخدم هذا الهدف؟ حب اللغة العربية ينطلق من اختيار النصوص التي تناسب كل مرحلة من مراحل التعليم، وتستعين بلغة القرآن لزرع قيمة اللغة وإدراك أهميتها في نفوس الطلاب وقلوبهم.
الهدف الثاني وهو هدف تطبيقي، وذلك يتم بربط اللغة بأصلها وهو تقويم اللسان وتصحيح الفهم بها، أن ينطق أبناؤنا الكلمات العربية نطقًا صحيحًا، وأن يكتبون حروفها كتابةً سليمة، أن يستمع ويقرأ ويكتب.
الهدف الثالث وهو التعبير بها، أن يستطيع كل طالب أن يستخدم مفردات اللغة في تكوين جملة صحيحة، لينشئ نصًّا يتسق مع ما يريد أن يقوله، ويرتب أفكاره ترتيبًا يخدم رغبته في التعبير اللغوي كتابةً ولفظًا.
كل هدف من هذه الأهداف الثلاثة له وسيلة حسب كل مرحلة عمرية للطالب، تبدأ من القصص والحواديت والألعاب والتلوين، ثم إدخال الوسائل التعليمية التكنولوجية والاستفادة من خدمات الذكاء الاصطناعي، وصولًا إلى النصوص والقصائد وشتى مجالات اللغة العربية.
حتى نصل إلى إعداد أجيال تحب اللغة العربية ويفهمونها ويحافظون عليها؛ فهي أساس الهوية ولغة التواصل بين أبنائها، ووسيلة اعتزاز وافتخار لكل من يتحدث بها.