شهدت بلجيكا مساء الأحد دخولاً غير مسبوق لطائرات من دون طيار في أجواء منشأة نووية، حيث تمّ رصد ثلاث طائرات دون طيار تحلّقت فوق محطة دويل للطاقة النووية Doel Nuclear Power Plant الواقعة قرب مدينة أنتِويرب.
وأفادت شركة الطاقة القائمة على تشغيل المحطة بأن الحادثة تمّ تسجيلها مساء ذلك اليوم، وتمّ فتح تحقيق أمني في الواقعة.
ووصفت الحكومة البلجيكية ووزارة الدفاع الحادثة بأنها انتهاك جسيم للأجواء الوطنية ويُعدّ ضمن سلسلة متصاعدة من حالات الطائرات دون طيار التي طالت منشآت عسكرية ومدنية في البلاد.
فبحسب وزير الدفاع البلجيكي ثيو فرانكين، تمّ خلال الأيام الأخيرة رصد طائرات مشابهة فوق قاعدة عسكرية تضمّ أسلحة نووية أميركية في شمال البلاد، وفقا لـ موقع بيزنس انسايدر
ووفق مصادر إعلامية بلجيكية، فإنّ انعكاسات هذا النوع من الانتهاكات تشمل شلّ مؤقت للمطارات وفتح تحقيقات أمنية عاجلة، وقد فرضت الحكومة إجراءات تعزيزية فورية منها إطلاق تحالف وطني لمراقبة الأجواء وزيادة القدرة على التصدّي للطائرات الصغيرة، حسب صحيفة “لوموند” الفرنسية
ومن الناحية التقنية، حذر الخبراء من أن الطائرات دون طيار بهذا العدد والتحليق في منطقة ذات حساسية نووية يعكس قدراً مرتفعاً من التنظيم والقدرة التشغيلية، وليس مجرد تحليق عشوائي.
وأشار الوزير فرانكن إلى أن الجهة المخترقة تستعمل تقنيات التشويش واختبار الترددات الأمنية، ما يضع بلجيكا أمام فشل محتمل في حماية منشآت استراتيجية ضد تهديدات-غير تقليدية.
وحتى اللحظة، لم تُعلن أي جهة رسمياً عن تبنّي الحادثة أو تحديد الجهة الفاعلة، لكنّ التحليل السياسي يشير إلى احتمالية تورط جهات أجنبية تستعمل أسلحة لردع “هجينة” لأغراض تجسسية أو ضغط دبلوماسي ــ في وقت تستضيف بلجيكا مقرات كبيرة لـ NATO وكمية معتبرة من الأصول النقدية الروسية المجمدة، ما يجعلها هدفاً محتمَلاً لهذه العمليات، وفقا لصحيفة ذا جارديان.
ويمثل الحادث مرحلة تصعيد في التهديدات غير المألوفة للأجواء الأوروبية، وتلقي بظلالها على جدوى منظومات الدفاع الوطني التي تبدو حتى الآن غير جاهزة للتعامل مع هذا النوع من الطائرات الصغيرة، الأمر الذي يدعو إلى تحرّك عاجل لوضع آليات وقائية متقدمة وجادّة.

