قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه يشرع رفع الأذان للمصلي المنفرد على مذهب الشافعية وكذلك الإقامة، سواء كان في المسجد أو في البيت أو غيرهما.
وأضاف جمعة، في فيديو له، أن الأذان عبادة في ذاته من خلال التكبير والشهادتين والحيعلتين، منوها أن الشيطان يجرى على مدى سمع صوت الأذان والإقامة.
الأذان للمنفرد سنة ، ويشرع فعله للصلاة المقضية ، ويؤتى به على صفته كاملا ، فإذا كان الأذان للفجر ، قيل فيه : الصلاة خير من النوم مرتين ؛ لأنها جملة من الأذان الشرعي .
ويدل على سنية الأذان للمنفرد : ما روى البخاري (609) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ : ( إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
كما يسن الجهر بالقراءة في صلاة الصبح والأوليين من المغرب والعشاء ، للإمام وللمنفرد، فإذا صليت الصبح وحدك فينبغي أن تجهر بالقراءة .
حكم الصلاة أثناء الأذان
الصلاة أثناء الأذان صحيحة، لأن وقت الصلاة يبدأ مع بداية الأذان، والانتظار حتى انتهاء المؤذن من الأذان يكون أولى وأفضل، وهناك سنة ينبغي الحفاظ عليها وهى سنة ترديد الأذان خلف المؤذن للحصول على الأجر والثواب على ذلك.
نشأة فكرة الأذان
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يحب الصوت الحسن، فأمر بلالًا بالأذان .
وأضاف جمعة عبر صفحته على الفيسبوك: كان عبد الله بن زيد هو الذي رأى رؤية الآذان حيث قال "لما أمر بالناقوس يعمل به للناس ليجتمعوا للصلاة طاف بي وأنا نائم رجلا يحمل ناقوسا في يده، فقلت : يا عبد الله أتبيع الناقوس. قال : وما تصنع به ؟ فقلت : ندعو به إلى الصلاة. قال أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ فقلت : بلى.. قال : تقول الله أكبر فذكره مربع التكبير بلا ترجيع. قال : ثم استأخر بعيدا فقال : تقول إذا قمت إلى الصلاة فذكر الإقامة مفردة وثنى قد قامت الصلاة. فلما أصبحت أتيت رسول الله فأخبرته بما رأيت فقال إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى منك صوتا فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال فسمع بذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول والذي بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل ما أرى فقال فلله الحمد" ...أبو داود والترمذي وابن حبان.
وأوضح: اتخذ "أبا محذورة" مؤذنًا بمكة وهو أوس بن معير بن لوذان ابن ربيعة بن سعد بن جمح وقيل اسمه سمير بن عمير بن لوذان بن وهب ابن سعد بن جمح وأمه خزاعية. يقول عنه الذهبي : كان من أندى الناس صوتا وأطيبه.
وأكمل: كان يقول من سره أن يقرأ القرآن كما أنزل فليقرأه على ابن أم عبد "ابن أبي شيبة، والطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك". وقال لحسان بن ثابت عندما سمع شعره الذي ينصر فيه الإسلام : (إن روح القدس معك) [أحمد في المسند، والنسائي في الكبرى.