الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبوها وأمها السبب.. «مروة وحبة الغلة السامة» قصة انتحار هزت مواقع التواصل

مروة - الفتاة الضحية
مروة - الفتاة الضحية

"قررت ارتاح وأريح الدنيا كلها مني عشان بقيت حمل تقيل أوي على ناس كتير ادعولي إن ربنا يرحمني ويسامحني علي اللى أنا هعملوا واللي يعرب أبويا وأمي يوصلهم الرساله دي مش مسمحاكوا عشان لولالكم مكنتش وصلت للمرحلة دي".

بهذه الكلمات مهدت مروة إبراهيم - فتاة في العقد الثالث من عمرها - لخطة الانتقال من الحياة وما تشهده من مرارة بها بسبب خلافات أسرية بين والديها، إلى الآخرة بينما توهمت ضيق الدنيا على استيعابها.

مروة التي دخلت في نوبة مرض نفسي واكتئاب لم تجد خلال أيامها الأخيرة من يتقرب إليها أو يقوي لديها الوازع الديني أو يمنحها الثقة في تقبل الحياة بمساوئها أو محاولة تغييرها، فتمادت في إرسال الرسائل الخاصة بـ نية الانتحار من خلال صفحة الفيسبوك لديها وحالة الواتساب، حيث لم يتمعن المقربون منها في تلك الرسائل ولم يظنوا للحظة أن مروة تفكر جديا في الانتحار.

"ادعولي بالرحمة وادعوا ربنا يسامحني على اللي هعملوا ...سلام".. كانت هي الرسالة الأخيرة لمروة قبل أن تقبل على الموت، كتبتها مروة على الواتساب ولم يكن هناك مساحة من الوقت لمنعها أو حتى مناقشتها لإثنائها عما تفعل، حتى تفاجأ الجميع بوفاة مروة.

واحدة من أصدقاء مروة المقربين نعتها على الفيسبوك وسط صدمة كل من يعرفها «"صاحبتي ماتت يارب ارحمها» فيما ذكرت نفس الفتاة فى رثاء زميلتها «يا جماعة أهل مروة إبراهيم جم يستلموها وهي لسه فى المشرحه .. ادعولها بالرحمة». 

الشعور بـ مروة ومعاناتها بدأ متأخرا، بعد الموت، هب والديها إلى المستشفى لإنقاذها في البداية لكن قدرات الأطباء لم تنجح أمام تغلغل السموم في جسد الفتاة حتى أصيبت بشلل الأطراف وتدمير جهازها العصبي ومن ثم الوفاة.

لفظت مروة أنفاسها الأخيرة داخل غرفة العناية المركزة بطوارئ مستشفى كفر الزيات، واستلم أهلها الجثمان من المشرحة، وبدأت مراسم دفن الفتاة وسط انهيار ذويها من البكاء، خاصة والديها اللذان تسببا في وفاتها.

المحامي العام لنيابات غرب طنطا الكلية أصدر توجيهاته إلى رئيس نيابة مركز كفرالزيات بضرورة فتح باب التحقيق فى واقعة انتحار الفتاة مروة والتأكد من أسباب وفاتها وسماع أقوال شهود العيان من جيران عائلتها والتأكد من وجود شبهة جنائية فى الحادث من عدمه.