الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين العفوية والفساد وتجاهل قواعد اللياقة.. أشهر سقطات رؤساء الوزراء حول العالم

صدى البلد

ربما يشترك الساسة والمسئولون في أنحاء العالم في سمات عامة مشتركة تجمع بينهم، وأبسط بديهيات قواعد لعبة السياسة أن يتجنب السياسي أو المسئول التصرفات التي من شأنها استفزاز الجمهور الذي يحرص على إرضائه وحشد تأييده.

على أن ما يلفت النظر أن الوقوع في سقطات مستفزة هو أيضًا سمة مشتركة تجمع بين مسئولين من شتى بقاع الأرض.

وآخر الوقائع من هذا النوع هي قضاء رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون عطلة عائلية في جزر هاواي الأمريكية الشهر الماضي، بينما تلتهم الحرائق مساحات هائلة من غابات أستراليا، إلى الحد الذي دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ واستدعاء الجيش للتدخل وإسناد عمليات الإطفاء.

واعتذر موريسون في 22 ديسمبر الماضي عن قضاء عطلته العائلية في هذا الظرف الحرج، وقال «عدت من الإجازة وأدرك أن (عطلتي) تسببت في قدر كبير من القلق في أستراليا»، مضيفًا أنه إذا عاد به الزمن إلى الوراء لكان تصرف بشكل مختلف.

وقال موريسون: «أنا على يقين من أن الأستراليين منصفون، ويدركون أنه عندما يعد المرء أبناءه، فإنه يحاول أن يحافظ على وعده، ويفعل... لكن كرئيس للوزراء، لدى المرء مسؤوليات أخرى، وأنا أقبل ذلك، وأتقبل النقد».

لكن سرعان ما عاد موريسون للسقوط في خطأ آخر أمس الثلاثاء، عندما أقام في منزله بمدينة سيدني حفلًا باذخًا تكلف إعداده 6.5 مليون دولار، وانطلقت خلاله الألعاب النارية لتضيء سماء المدينة.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أثار الحفل الذي استضافه منزل موريسون عاصفة من الغضب، لا سيما في أوساط عدد كبير من المواطنين أجبرتهم الحرائق الضخمة على إخلاء مناطق سكناهم.

واتهم نقاد موريسون الأخير بالبرود واللامبالاة حيال أزمة الحرائق ومشاعر المواطنين المتضررين منها، مؤكدين أنه يقدم نموذجًا سيئًا للقيادة.

ولم يكن موريسون وحده هو من اضطر للاعتذار عن سقطات تخصم من رصيده السياسي، فقد سبقه إلى ذلك رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي اضطر في سبتمبر الماضي للاعتذار عن صورة وُصفت بأنها "عنصرية"، وأثارت جدلا واسعًا في بلاده.

كانت مجلة "تايم" الأمريكية نشرت صورة بدا فيها ترودو مُتنكرًا في هيئة رجل ذي وجه أسود اللون، وذلك حين كان في حفل مدرسي بعنوان "ألف ليلة وليلة" في عام 2001.

وقال رئيس الوزراء الكندي، في مؤتمر صحفي: "لم يكن ينبغي علي فعل ذلك. ولكني لم أعرف ذلك حينها... أنا آسف حقًا". ووصف ترودو صورته، التي التقطها خلال حفل مدرسي، بأنها كانت "عنصرية"، لكنه لم يكن يراها عنصرية في ذلك الوقت.

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أيضًا وجد نفسه في مأزق، اضطر مع لكشف أصوله المسلمة، معلنًا اعتذاره عن تعليقات سابقة مسيئة للمنتقبات.

وعن تعليقات سابقة وصف فيها المنتقبات بـ"صناديق البريد"، و"لصوص البنوك"، قال جونسون إن تلك العبارات "تعود لآخر 20 أو 30 عاما عملت فيها صحافيا، واجتزأ الناس هذه الكلمات من مقال لي وبالغوا فيها... بالطبع أنا آسف عن الإهانة التي سببتها تلك الكلمات".

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فتعرض في سبتمبر الماضي لموقف محرج للغاية بعدما أخطأ في اسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وأسماه بوريس يلتسين.

ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن خطاب لنتنياهو خلال اجتماع حكومي قوله "لقد عدت من رحلة سعيدة للغاية من لندن، حيث قابلت رئيس الوزراء بوريس يلتسين ووزير الدفاع الأمريكي".

ويعد ذلك إهانة محرجة للغاية في قواعد البروتوكول الدبلوماسي، وهو ما أدركه نتنياهو على الفور عندما صحح الحاضرون الخطأ، حيث ابتسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه كان يتأكد من انتباه الحاضرين لخطابه.

وبدوره، وجد رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري نفسه محط انتقادات شديدة في أكتوبر الماضي، بعدما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إهدائه مبلغ 16 مليون دولار لعارضة أزياء جنوب أفريقية، جمعت بينهما صداقة خاصة.

وأوضحت الصحيفة أن الحريري لم يكن آنذاك رئيسا للوزراء عندما تم تحويل المال إلى العارضة عام 2013، وأنه لا يظهر أنه انتهك القوانين اللبنانية أو الجنوب أفريقية. وكانت العارضة تبلغ من العمر عند تحويل المال عشرين عامًا، وقد اشتهرت بظهورها في إعلانات تجارية للمشروبات وملابس السباحة.

واندلعت القضية بعد فحص سلطات الضرائب في جنوب أفريقيا لحساب العارضة والتحقيق في مصدر التحويل الضخم، خاصة أن والدها، وهو رجل أعمال، خاض عدة معارك قضائية مع السلطات حول معاملاته التجارية.

ورد الحريري بشكل غير مباشر عبر تغريدة كتب فيها "مهما شنّوا من حملات ضدّي ومهما قالوا أو كتبوا أو فعلوا سأستمر في العمل ولن أتوقف"

وفي مارس 2018، اعتذر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن إثارة القلق وتراجع الثقة في حكومته مع تدني شعبيته، إثر انكشاف صفقة بيع أرض مملوكة للدولة بسعر منخفض للغاية إلى مؤسسة تعليمية تربطها صلات بزوجته.

وقال آبي في مؤتمر لحزبه الحاكم "هزت هذه المشكلة ثقة الناس في الإدارة، وبصفتي رئيسا للحكومة أشعر بمسؤوليتي وأود الاعتذار بشدة للناس".

-