الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفضل وقت لختم القرآن في رمضان

افضل وقت لختم القرآن
افضل وقت لختم القرآن في رمضان

افضل وقت لختم القران في رمضان يشغل بال الكثريين ويبحثون عنه على مواقع الإنترنت.. فقراءة القرآن وختمته من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله، ولا يوجد تفضيلٍ ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لوقت ختمة القرآن في رمضان عمومًا أو ختمته ليلة السابع والعشرين خاصةً، وقد ذكر العلماء بإن من ختم القرآن ليلة القدر حاز خيرًا كثيرًا، ومن أراد عرض ختمة القرآن ليلة القدر فلا حرج و لا بأس ولكن دون تخصيص لذلك. 


كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحرصون على ختم القرآن الكريم ويكثرون من ذلك، حتى كانوا يتلونه آناء الله وأطراف النهار، وفي كل وقتٍ؛ وذلك لفضل وعظيم أجر التلاوة، فمن فضائل ختمة القرآن الكريم نيل الأجور العظيمة، إذ إن النبي -عليه السلام- ذكر أن في كلّ حرفٍ حسنةً، والله يضاعف لمن يشاء، فمن أقبل على تلاوة القرآن الكريم كاملًا فقد نال بذلك عظيم الأجر والثواب، وتحقّق له انشراح الصدر، وزيادة اليقين، وجلاء الأحزان والهموم، والبصيرة في الدين، والفرقان بين المتشابهات.

كما اختلف السلف الصالح في مقدار الوقت الذي يحتاجونه لختم القرآن الكريم، فمنهم من يَختمه في اليوم والليلة مرة واحدة، وبعضهم مرتين، والبعض الآخر ثلاث مرات، ومنهم من يختمه خلال الشهر، ويسن بعد الختم أن يبدأ بقراءته مرة أخرى.



تجوز قراءة القرآن الكريم بأي وقت في النهار أو اليل، وبعد كل صلاة، ولكن هناك بعض الأوقات أحب إلى الله وأقرب إليه القراءة فيها، أبرزها: : 

الثلث الأخير من الليل: (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ؟).

الفجر: ﴿أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾، ففي هذا الوقت تتنزل الرحمات. 


بعد صلاة الصبح: عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أنّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لَوْ يَعْلَمُ النّاسُ مَا في النِّدَاءِ والصّفِّ الأوّلِ ثُمّ لمْ يَجدُوا إلّا أنْ يَسْتَهِمُوا عَليه لاسْتَهَمُوا، ولوْ يعْلَمونَ ما في التَّهْجِيرِ لاسْتَبقُوا إليه، ولوْ يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأَتَوْهُما ولوْ حَبْوًا». باقي أوقات النهار: مع ملاحظة أن سيدنا عمر رأى شابًا يقرأ القرآن في وقت العمل، فسأله: (مَن يطعمك؟ قال: أخي، قال: أخوك أعبد منك، إنما أنزل هذا القرآن ليعمل به، أفاتخذت قراءته عملًا ؟). 


الأوقات التي لا يجوز فيها قراءة القرأن الكريم: 

لا يجوز قراءة القرآن للمسلم وهو جنب، وذلك لأن القرأن الكريم مقدسٌ وكلام الخالق سبحانه، وله احترامُه وتقديره. 


و لا يجوز قراءة القرآن الكريم للمرأة المسلمة أوقات الحيض أو النفاس؛ وذلك لأنها لا تكون على طهارة، ففي ذلك تَخَل بأحد شروط القراءة.


ولا يجوز قراءة القرآن الكريم أوقات الركوع والسجود في الصلاة إلا بعض الأدعية والأذكار.


حكم ختم القرآن في رمضان:

اعتاد الناس عبر القرون وحتى هذا اليوم المسارعة في ختم القرآن الكريم في شهر رمضان، وقد فصل الفقهاء آراءهم حول هذه المسألة، وهي كما يأتي:

المالكية: يرى الإمام مالك أن ختم القرآن في قيام رمضان غير وارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لذا فهو ليس سنة، فلم يرَ الإمام  مالك أن ختم القرآن في القيام سنّة، كما أنه لم يقل بأنها بدعة.


الحنفية: ذهبوا إلى أن السنة في القراءة في تراويح رمضان أن يُختَم القرآن فيها مرة واحدة.

الشافعية: يرون أن ختم القرآن في قيام رمضان أفضل من ختمه بقراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات في الركعة الواحدة.

الحنابلة: يرى الإمام أحمد أن للمُصلي أن يختم القرآن في تراويح رمضان، وأن يدعوَ بعد ختمه في الصلاة قبل الركوع.


آداب ختم القرآن في رمضان وغيره:

يُستحب ختم القرآن في أوقات مُحددة؛ سواء في رمضان، أو في غيره؛ إذ يُستحب أن يكون في الصلاة حال ختم القارئ وحده؛ بأن يكون في ركعتَي الفجر وسنة الفجر، وفي سنة المغرب، وقِيل باستحباب أن تكون الختمة في أول النهار مرة، وفي أول الليل مرة، وإن كانوا جماعة يختمون القرآن معًا، فإنهم يختمون في غير الصلاة والجماعة.

ويُستحب أن تكون الختمة في أول النهار، أو في أول الليل، في حين يرى بعض العلماء أنّ الختمة في أوّل النهار أفضل، وإن ختم أحدهم القرآن، أو خُتِم جماعة، فإنّه يُستحب للمسلم أن يحرص على حضور الختمة؛ ليحضر الدعاء.


ويُستحب للمسلم أن يصوم يوم ختمه للقرآن؛ إذ يرى السلف أن اجتماع الصيام مع ختم القرآن أقرب إلى استجابة الدعاء، والدعاء عقب ختمة القرآن مُستحَبّ استحبابًا مُؤكّدًا، فيدعو للمسلمين والمسلمات، ويدعو لنفسه بالصلاح، والتقوى، والعفة، وغيرها من أبواب الخير؛فيبدأ دعاءه بالثناء على الله -سبحانه وتعالى-، ثمّ يدعو بالأدعية المُتعلّقة بفضل القرآن وأهله، ثمّ يختار من الأدعية الجامعة ما يناسب حاله، والأمر في ذلك واسع، وعلى الداعي أن يبتعد عن التقيُّد بأدعية مُعيّنة لاعتقاده بأنّها أدعية شرعية راتبة، كأدعية الأذكار.

وإن استطاع عند ختم القرآن أن يجمع أهله ويدعو وهم يُؤمّنون وراءه، ففي ذلك فضل استحبّه الفقهاء؛ إذ كان أنس بن مالك -رضي الله عنه- يجمع أهله ويدعو لهم كلّما فرغ من ختم القرآن.

دعاء ختم القرآن في رمضان:

يُشرع لمن أقبل على ختمة القرآن الكريم أن يجمع أهل بيته ويدعوهم لسماع دعاء ختمة القرآن فذلك وقتٌ يرجى إجابة الدعاء فيه بإذن الله، فالدعاء مستجابٌ بعد كل عملٍ صالحٍ يؤدّى، كما استحبّت طائفةٌ من العلماء دعاء ختم القرآن قبل الركوع في صلاة القيام من شهر رمضان المبارك، وليس هناك دعاءٌ مخصّصٌ ورد عن النبي أو أحد أصحابه يردد عند ختم القرآن الكريم، فيُشرع للمسلم أن يدعو بما فيه حاجته من أمور الدنيا والآخرة، ويُثني على الله تعالى في دعائه.

ثواب ختم القرآن في رمضان وغيره:
تلاوة رتب الله جل وعلا ثوابًا وأجرًا لمن تلى القرآن الكريم وختمه، فبكل حرف يقرأه المسلم من كتاب الله يحصل على حسنة، وفي الحديث: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقول الم حرفٌ ولَكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ).

وفي الحديث الآخر في فضل قارئ القرآن أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (يقالُ لصاحِبِ القرآنِ: اقرأْ وارقَ ورتِّلْ، كما كنتَ تُرَتِّلُ في دارِ الدنيا، فإِنَّ منزِلَتَكَ عندَ آخِرِ آيةٍ كنتَ تقرؤُها).

وقال الخطابي إن قدر درج الجنة على قدر آي القرآن الكريم، فيُقال للقارئ يوم القيامة اقرأ من كتاب الله وارتقي على قدر ما كنت تقرأ من كتاب الله، فيصل القارئ إلى درجته بقدر قراءته للقرآن، فمن قرأ جزءًا من كتاب الله ارتقى في الدرجات على قدر ما قرأه، ويكون منتهى الثواب والأجر لمن بلغ في القراءة منتهاها.

آداب قراءة القرآن الكريم:  

إخلاص النية لله -عزّ وجل- عند قراءة القرآن الكريم.

الطهارة؛ فإذا قرأ القرآن محدثًا جاز له ذلك، وإن كان القارىء بفعله هذا قد ارتكب المكروه، وترك الأفضل.

قراءة القرآن الكريم في مكان نظيف؛ ولذلك يُستحب القراءة في المسجد؛ لكونه نظيفًا، بالإضافة إلى أنه محصل لفضيلة أخرى هي الاعتكاف؛ ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنه قبل دخول المسجد يُفضل أن ينوي المسلم الاعتكاف.

استقبال القبلة عند قراءة القرآن الكريم، والجلوس بخشوع ووقار، ولا بدّ من الإشارة إلى جواز القراءة في حالة الوقوف، أو الاستلقاء، ولكن أجر قراءة الجلوس أفضل.

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، قبل الشروع بالقراءة، وذلك بقوله: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم»، أو يزيد عليها بقوله: «من همزه ونفخه ونفثه».

البسملة بقول:«بسم الله الرحمن الرحيم» في بداية كل سورة من سور القرآن الكريم، باستثناء سورة البراءة.

ترديد الآيات القرآنية للتدبر، فإذا مرّ بآية من آيات العذاب، استعاذ بالله من شر العذاب؛ فيقول: «اللهم أني أسألك العافية»، وإذا مرّ بآية تنزيه نزه الله؛ فيقول: «سبحان الله، أو تبارك الله وتعالى».

تعظيم القرآن الكريم بتجنب الحديث أثناء تلاوته، وتجنب النظر إلى ما يشتت الذهن.

قراءة القرآن الكريم من المصحف أفضل من قراءته غيبًا؛ لأن النظر في المصحف عبادة يؤجر عليها القارئ؛ حيث تجتمع القراءة والنظر.

التوقف عن القراءة عند التثاؤب حتى يزول.