أمل مصطفى تكتب: خيانة أهل

تتعدد أنواع الخيانة فى أشكالها واساليبها وعلى رأسها خيانة الوطن وخيانة الأرض والأهل والميثاق والشرف ونشر الفساد فى الأرض والقتل وإراقة دماء ابنائه ، وهناك ايضا نوع اخر من الخيانة وهى التى تكون بين الأفراد ضمن المعاملات من غدر وطعن بالظهر وعدم المصداقية فى المشاعر والزيف والخداع، وايضا هناك الخيانة الزوجية بكل اشكالها الفعلية والمعنوية والإلكترونية . ولكننا فى هذا المقال بصدد مناقشة او إلقاء الضوء على نوع من الخيانة هو الأشد بشاعة والأكثر فتكا بالمجتمع والأسرة خيانة الأهل لأبنائهم عندما لايكون الأب والأم الأمن والأمان والملاذ بالنسبة لأولادهم عندما يكون الدرع الواقى للأبناء المتمثل فى حنان وإحتواء الأم وعطف وحماية الاب هو درع الخيانة والغدر يكون فعلا على الدنيا السلام.

فالطفل عندما يخاف يحتمى فى حضن امه وعندما يحتاج للشعور بالأمان يمسك بيد ابيه ليشعر بالسكينة والأمان والثقة الذى هو اساس لنشأة الاطفال فى بيئة صحية سليمة فكيف لنا بخيانتهم وكيف لنا من إهدار كرامتهم وإنتهاك اجسادهم فلقد سمعنا عن حادثة الاب الذى تجرد من كل معانى الإنسانية والضمير حيث قام بتخدير بناته الثلاثة بحجة انه يعطى لهم تطعيم ضد كورونا وقام بواسطة طبيب معدوم الشرف المهنى بإجراء عملية ختان جماعى لهم تحت تأثير المخدر بعد ما افقدهن الوعى وقيد ارجلهم بالحبال كيف ذلك لا ادرى وكيف لأب ان يفعل ذلك ببناته ويكشف عوراتهم على رجل غريب وهن مخدرات لا حول لهن ولا قوة ولا رأى فيما سوف يصنع بهم لا ادرى اين الرحمة والإنسانية.

ما فعله هذا الاب هو انتهاك لحرمة اجساد بناته وهو اشد من الإغتصاب وهو خيانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فهو خيانة لمعنى الابوة ،خيانة لحمايته لهم ولشعورهم بالامان معاه ، والإمتثال لطاعته فعندما أفقن وجدن انفسهن مقيدات بالحبال والام مبرحة يشعرن بها فكيف ذلك وهن لم يتجاوزن ال 18 عام وعلى الرغم من ان مصر جعلت ختان البنات من الممارسات الغير قانونية عام 2008 الا ان هذه الظاهرة البشعة بقت منتشرة وحتى عام 2016 تم تجريم عملية الختان واصبحت عقوبة الطبيب الحبس لمدة تصل الى 7 سنوات مذنبا، في حين تصل عقوبة الحبس لمن يطلب إجراء العملية إلى ثلاث سنوات. ولكن، حتى الآن لم تتم مقاضاة أي شخص بنجاح وفقا لهذا القانون.

وتقول مجموعات معنية بدعم حقوق المرأة إن القضاة ورجال الشرطة لا يأخذون مثل هذه التشريعات على محمل الجد بما فيه الكفاية . لذا طالبت النيابة العامة المصرية المشرّع بإعادة النظر في عقوبة مرتكبي جريمة ختان البنات، خاصة إذا كان طبيبا.

وأكدت النيابة، في بيان، أهمية التصدي لتلك الجريمة، وضرورة إعادة النظر في عقوبة مرتكبها إذا كان طبيبًا، مشيرة إلى مناشدتها ولاة الأمر والأطباء والمُشرَع في فبرايرالماضي بتغليظ عقوبة الختان، إثر وفاة إحدى الضحايا.

وتنتشر للاسف هذه الممارسة على نحو واسع فى مصر وتبرر غالبا باسباب دينية وثقافية وهى فى جوهرها تهدف الى السيطرة على رغبات المراءة وقد تتسبب باضرار جسدية وبصدمات نفسية اذا ما تسببت كذلك فى حدوث حالات وفاة.

فإلى متى نظل بلا وعى وبلا ادراك وبلا تحمل مسؤولية هؤلاء الفتيات فلذات اكبادنا كيف نعلمهم العفة وان كل جسمها يجب ان تحافظ عليه وان لا احد يلمسها الا زوجها وكيفية المشى والجلوس والكلام وكل الاداب الحميدة ونحن نسلمها بايدينا الى طبيب رجل كان او سيدة معدومة الوعى وقمة الجهل لتنتهك حرمة جسدها وتبتر منه احد اعضائها الحسية فهى خيانة بكل المعانى وجريمة لا تغتفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته : الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته فكلكم راع ومسئول عن رعيته .فى هذا الحديث الشريف : يذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

أن المسؤولية تقع على كل فرد من أفراد الأمة الإسلامية، فليست المسئولية قاصرة على الحاكم وحده، ولكنها شاملة لكل أفراد الأمة؛ فلئن كان الحاكم مسئولًا عن شعبه أمام الله تعالى، فإن كل فرد من أفراد الأمة مسؤول كذلك عما اؤتمن عليه؛ كل في دائرة اختصاص فراعوا امانتكم راعوا ابنائكم ماذا ننتظر اكتر مما نحن فيه من ابتلاء لنفوق ونرجع الى انفسنا ونوقظ ضميرنا اتقوا الله يرحمكم الله