الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إصلاحات ضريبية وتمويلية لدعم المشروعات.. خبراء يؤكدون: الاجراءات الاستباقية ساهمت فى تقليل آثار تداعيات كورونا

الاقتصاد المصري
الاقتصاد المصري

خبراء:

التعديلات الضريبية تسعى لجذب الاستثمار ونتائج الإصلاحات ستظهر العام المالي القادم

 إصلاحات الضرائب تدعم الاستثمارات وتحقق العدالة وتزيد الحصيلة



ثمن خبراء الاقتصاد وأسواق المال من الاجراءات التي اتخذتها الحكومة خلال الفترات السابقة والتي شملت اعادة النظر في التشريعات الضريبية والسياسات المالية والنقدية، لتدعيم بيئة الاستثمار وتمويل المشروعات، معتبرين ان تلك الاصلاحات ظهرت نتائجها بالفعل في الفترات القليلة السابقة ومن المقرر ان تكتمل سلسلة تلك الثمار في العام القادم.

اوضح الخبراء أن تلك الاجراءات التي سبقت تداعيات فيروس كورونا المستجد علي الاسواق العالمية، حالت دون تأثر اقتصادنا القومي بصورة كبير بتلك الأزمة، موضحين ان التمويلات أو المبادرات التي اطلقها البنك المركزي لاعادة احياء القطاعات الاقتصادية لامتصاص اثار الازمة  بمليارات الجنيهات.

دعم المشروعات الاستثمارية ضريبيا

قال أحمد معطي، خبير أسواق المال و مدير إقليمي بإحدي الشركات المالية العالمية، إن توجه الحكومة لتوسيع عمليات التعديلات الضريبية بغرض القضاء علي التشوهات في بعض تشريعات الضرائب منذ السنوات السابقة، يرسخ لفكرة الحرص علي دعم الاقتصاد القومي وتنمية الاستثمارات وجذب ثقة المستثمرين .

أضاف " معطي" في تصريحات خاصة لـ" صدي البلد" أن تعديلات الضرائب علي قانون الدخل لا يستهدف فقط زيادة الحصيلة الضريبية وانما تحسين مستوي معيشة المواطنين من محدودي ومتوسطي الدخل من خلال رفع الاعفاء الضريبي من 8 آلاف جنيه إلي 15 ألف جنيه سنويا، بالاضافة للتوجه نحو تصاعدية الضريبة باعتباره استحقاقا دستوريا ويرسخ لفكرة العدالة الاجتماعية.

أشار إلي أنه بحلول العام المالي المقبل، ستظهر نتائج تلك الاصلاحات الضريبية علي المشروعات التنموية و الاستثمارات المحلية والأجنبية، إذ أن الحكومة كان لها يد البداية في اطلاق مبادرات لتحسين الصورة الذهنية نحو الممولين من خلال اسقاط غرامات التأخير عنهم بشرط سداد ما عليهم من ضرائب بالاضافة لمزايا اخري في اسقاط كافة الاحكام القضائية و الحجز بشرط سداد 10% و أكثر من المديونيات.

أوضح " معطي" أن الحكومة ممثلة في وزارة المالية اجرت تعديلات ضريبية علي اسواق المال و اعادة احتساب الضرائب علي التجارة الالكترونية بغرض تعظيم موارد الخزانة العامة، وهو اتجاه محمود لكنه يحتاج لمزيد من المعايير و الضوابط لسهولة التطبيق بدون أي مشكلات أو اخطاء.

استقرار اسعار الضرائب لدعم الاستثمار الأجنبي

ذكر " معطي " أن استقرار اسعار الضرائب من شأنه دعم اكثر للاستثمارات وثقة المستثمرين الأجانب وهو ما تقوم به الحكومة حاليا.

من جانبه ثمن الدكتور مصطفي أبو زيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، اجراءات وزارة المالية في ملف الضرائب، معتبرا أنها ستعزز المزيد من الاستثمارات داخل الدولة بالتزامن مع قدوم العام المالي 2021/2020 المقبل.

تفعيل الفاتورة الالكترونية

قال " أبوزيد" في تصريحات خاصة لــ"صدي البلد"، إن الحكومة أجرت عدة اصلاحات ضريبية تستهدف ضبط وإصلاح المنظومة الضريبية وضمان التوزيع العادل للاعباء الضريبية على المواطنين دون المساس بالطبقات الأكثر فقرا منها قانون الإجراءات الضريبية الموحد الى تيسير إجراءات ربط تحصيل الضرائب المختلفة من ضريبة الدخل وضريبة الدمغة والقيمة المضافة ورسم تنمية موارد الدولة منعا لتعدد الإجراءات أو ظاهرة  الازدواج الضريبى .


دمج القطاع غير الرسمي 

أشار إلي أن الاجراءات شملت أيضا ترسيخ ثقافة اصدار الفاتورة الالكترونية واعتبارها احد المستندات للاثبات وهذا ما يتسق مع إجراءات الدولة المصرية في تطبيق استراتيجية الشمول المالى وربطها مع مصلحة الضرائب لتحصيل الضريبة المستحقة في الجمهورية فضلا عن الاسهام في دمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي .


أوضح أن هذه الاجراءات من شأنها  الانعكاس على زيادة الحصيلة الضريبية وبالتالي على حجم الإيرادات العامة للدولة مما يساعدها في زيادة القدرة على الانفاق على قطاعات التعليم والصحة والبرامج الاجتماعية ودعم السلع التموينية

اعادة محاسبة التجارة الالكترونية

بالإضافة الى مشروع قانون تنظيم التجارة الالكتورنية الذى يهدف الى وضع معايير للمحاسبة الضريبية على كل عمليات الشراء والبيع عبر الانترنت خاصة بعد الاتجاه المتزايد نحو استخدام التجارة الالكتورنية والاعتماد عليها بعد جائحة كورونا والتعديلات التي أدخلت على قانون ضريبة الدخل وزيادة حد الاعفاء واستحداث شرائح جديدة تهدف الى تخفيف الأعباء على المواطنين خاصة الشرائح منخفضة ومتوسطة الدخل ليحقق العدالة الضريبية المنشودة.

أضاف " أبوزيد" أن تلك الاصلاحات تعد كلها مهمة لكن أبرزها اصلاح المنظومة الضريبية بشكل واضح ومبسط وعدم التداخل او الازدواج  .

وذكر " أبوزيد" أن تلك الاجراءات ستسهم بلا شك فى زيادة الاستثمار بما يساعد على نمو الاقتصاد المصرى من خلال التوسع فى المشروعات وزيادة خطوط الانتاج لان وجود منظومة ضريبية جيدة مثلها مثل القوانين المحفزة للاستثمار والبنية التحتية اللازمة لجذب الاستثمار المباشر، بالاضافة لاستكمال المزيد من الاستثمارات الخاصة والقومية بالتزامن مع بداية العام 2021/2020 القادم.

اصلاحات السياسات النقدية

وقالت الدكتورة ماجدة شلبي، استاذ الاقتصاد و العلوم السياسية، إن الدولة المصرية علي مدار الـ6 سنوات السابقة، قامت باعادة هيكلة سياساتها المالية والنقدية بالتزامن مع الاصلاحات التشريعية، لتعزيز بيئة الاستثمار و مناخ الأعمال لسنوات مقبلة.

تمويل القطاعات الاقتصادية

أضافت "شلبي" لـ"صدي البلد" أن البنك المركزي المصري ساعد علي ضخ مبالغ مالية تجاوزت مئات مليارات الجنيهات بدعم من الرئيس عبد الفتاح السيسي، للترويج لمناخ الاعمال والاستثمار وتوفير فرص العمل، موضحا ان تلك الاجراءات كانت مرحلية ومكملة وهو ما ظهرت نتائجه خلال العامين السابقين و بعضها سيظهر خلال العام القادم.

أوضحت " شلبي" أن مبادرة دعم القطاع السياحي بـ50 مليار جنيه والتي شملت الفنادق والنقل السياحي و شركات السفر والطيران؛ من بينها دعم قروض سداد رواتب العاملين واعادة تأهيل الكيانات السياحية؛ من شأنها تحريك الاقتصاد القومي واعادة توفير المزيد من فرص العمل و اعادة تدفقات النقد الأجنبي مرة أخري.

أشارت "شلبي" إلي أنه من بين تلك التمويلات الممنوحة للتمويل العقاري واعادة تشغيل المصانع المتوقفة بقيمة وصلت لـ150 مليار جنيه، مؤكدة ان تلك المبادرات ستعزز من قدرات الاقتصاد القومي خلال الفترات القليلة المقبلة معتبرة أنها ساعدت في تقليل الآثار الضارة لتداعيات فيروس كورونا المستجد علي الاقتصاد.


أضافت أن الاجراءات الاستبقاية التي اتخذها البنك المركزي المصري سواء في اطلاق مبادرات دعم القطاعات الاقتصادية ثم تثبيت اسعار الفائدة بعد تخفيضها بواقع 3% استثناء؛ حافظ بقوة علي امتصاص الاقتصاد القومي للصدمات التي خلفتها تداعيات فيروس كورونا المستجد، متوقعة ان تتلاشي تلك الاثار خلال الفترات القادمة.


-