الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آلهة وغذاء وتسلية.. الأسرار الغامضة لملايين الطيور في مقابر المصريين القدماء

جدارية فرعونية
جدارية فرعونية

تحنيط الطيور ودفنها مع المصريين القدماء، أمر شائع جدا في الحضارة المصرية القديمة، من خلال دفنها محنطة كقرابين للآلهة، مثل حورس، رع وتحوت، ومن هذه الطيور المعروفة أبو منجل ودفن منها ما يقرب من ملايين الطيور مع المومياوات المصرية، ولكن حتى الآن لم يتضح ما إذا كانت الطيور قد تم تربيتها لهذا الغرض المحدد (مثل القطط) أو لسبب آخر.

بعد مرور آلاف الأعوام، أفصحت أسرار الماضي عن بعض ما تحويه من ألغاز، حيث أشارت الأبحاث الجديدة التي تبحث في التركيب الكيميائي لهذه الطيور، إلى انها كانت برية وجامحة، وكانت تعيش بشكل طبيعي في الحياة البرية قبل وفاتها وقبل أن يتم تحنيطها بهذا الشكل وتدفن مع المومياوات.


"هل تم تربية هذه الطيور منزليا، أم تم اصطيادها من الغابة أو الحياة البرية، هذا الأمر الذي لم يتم التوصل إلى إجابة إليه بعد، خاصة أنه في حالة صيدها قديما فمن المفترض أن الأمر سيشكل عبئا بيئيا،  إذا كيف اصطاد المصريون القدماء هذه الطيور ؟


وفقا لدراسة نشرت بمجلة "ساينتفك ريبورتس"، فإن عادات الاكل لهذه الطيور هي التي ساعدت في حل الأصول الغامضة لهذه الطيور، حيث تم جمع عينات من 20 طائر مثل أبو منجل والمومياوات والطيور الأخرى من متحف في ليون، وكشف التركيب للريش والعظام وأشرطة التحنيط عن مجموعة من النتائج للنظام الغذائي للطيور المحنطة.


وقارن الباحثون كمية مزيج غازات الأكسجين، الكربون، النيتروجين، الكبريت، الكالسيوم، الباريوم والسترونتيوم، في بقايا مومياوات بشرية من نفس الفترة الزمنية، وأشارت إلى أن الطيور الجارحة كانت تهاجر بانتظام خارج وادي النيل، واتضح أنه من المحتمل أن تكون طيور أبو منجل من الحيوانات التي تعيش بشكل دائم في المنطقة، ولكن انتقلوا حول الوادي لجمع الطعام من المصريين، ثم اصطادوهم وقاموا بتحنيطهم.


الموت كان بمثابة التجارة الرائدة أيضا في مصر القديمة، خاصة للحيوانات المحنطة، حيث تم تحنيط كل الحيوانات في شكل آلهة، واعتبرت القطط والطيور بمثابة تمثيل للآلهة على الأرض، وفي الوقت نفسه تم الحفاظ على جثث البشر من خلال تحنيطها للوصول إلى الحياة الآخرة، ووضعت الحيوانات بجانبهم بنفس الأسلوب لعدة أسباب، كقرابين للآلهة، وكغذاء للحياة الآخرة ، وكوسيلة لإرسال حيوانات الملوك الأليفة إلى أي مكان ما بعد الموت، وكان هذا هو نوع القرابين من الطيور المحنطة التي تم تحليلها في الدراسة.


وبناءً على نتائج الحفريات الأثرية، يُعتقد أن الحيوانات دفنت بأعداد وصلت إلى عشرات الملايين، وتم العثور على بقايا هذه الطيور في جميع مراحلها العمرية، مما أدى إلى فكرة أنها تم تربيتها في أماكن مخصصة، ومن ناحية أخرى، هناك أيضًا دليل في اللوحات المصرية القديمة لطيور تم صيدها من الحياة البرية، وتشير دراسة أجريت عام 2019 على الحمض النووي للطيور المحنطة إلى أن هذه كانت طيورًا مهاجرة وتم تربيتها لفترة قصيرة.

ويشير هذا أيضًا إلى أن المصريين القدماء كان لديهم شبكة صيد واسعة لجمع هذه الطيور الجارحة وملايين طيور أبو منجل، ومع هذا النوع من تقنيات التحليل الحديثة، وغيرها مثل التصوير بالأشعة السينية، يمكن وضع صورة أفضل لكيفية حياة ووفاة المصريين القدماء، وخلص الباحثون إلى نفي نظرية مزارع الطيور قديما من أجل التحنيط.