الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

3 سيناريوهات ترسم نهاية طريق أردوغان المعوج.. استخدامه القوة العسكرية لتنفيذ طموحاته لن يدوم.. تراجع كبير فى مصداقيته الشعبية.. والسياسة العدائية تقود تركيا لكارثة

أردوغان يدعم الفوضى
أردوغان يدعم الفوضى

  • رجال الرئيس التركي صوروا وقف إطلاق نار كاراباخ بالانتصار المقدس
  • الحقيقة تقول.. روسيا الطرف الأقوى في كل الصراعات
  • محللون: التدخل بدون حق واحتلال أراضي الغير محكوم بالفشل آخر المطاف
  • أردوغان يسعى لتعويض خسائر الداخل بنجاحات مأزومة في الخارج


رحبت تركيا باتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى ستة أسابيع من القتال في ناجورنو كاراباخ باعتباره "نجاحًا مقدسًا" لـتركيا في دعم "أذربيجان الشقيقة" في قتالها مع أرمينيا، وذلك ضمن إطار خطة أكبر مشكوك في جدواها، لتصدير صورة الزعيم التركي رجب طيب أردوغان، الذي ينهي تدخله المشكلات وينتصر في مواجهة دولٍ كبرى، وهذا ما اعتبره محللون نظرة قاصرة للأمور، يحد من حقيقتها 3 سيناريوهات تواجه نظام أردوغان وتضعه في مأزق كبير.


لم يكن مصدر الفرحة في أنقرة ببساطة مكاسب حليفتها أذربيجان في ساحة المعركة، التي استعادت الأرض التي خسرتها أمام الانفصاليين الأرمن في أوائل التسعينيات، وإنما ما روج له النظام بأنه هو من انتصر أمام العالم الغربي، أمام أرمينيا التي تهدد تركيا من وقتٍ لآخر بمذابحها التي ارتكبتها ضدها قبل نحو 100 سنة.


بالنسبة لتركيا، كانت الفرحة نابعة من النتيجة، التي كانت أحدث مثال لاستخدام النظام التركي التدخل العسكري الغير مباشر لتغيير قواعد اللعبة، والتي أعادت حتى الآن رسم بعض الحقائق الجيوسياسية في سوريا، وذلك باحتلالها لأراضي بها، إضافة إلى عبثها بجنوب القوقاز، إلا أن ذلك يطرح صورة غير مكتملة لانتصار غير مكتمل.


يقول المحللون إن هذه التحركات التركية العبثية تستفيد من الفراغ الذي تركته أمريكا والأوروبيون الغائبون بقوة عن المشهد، من أجل تحقيق طموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التفوق الإقليمي  وتعزيز شعبيته في الداخل.


منذ سنوات تخلى النظام التركي عن سياسة صفر مشاكل وتخلص من كل رجاله الذين نادوا بها، وهو يستمر الآن في سياسة عدائية قوامها التجاوز واستخدام القوة.


ويرى أردوغان أن دبلوماسية الزوارق الحربية، أثبتت نجاحًا مع انسحاب اللاعبين العسكريين التقليديين من الميدان الدولي، ومع ذلك، يقول المحللون "إنه إذا كان هناك تحذير، فهو أن طموحات تركيا دفعتها أيضًا إلى المنافسة بشكل متزايد مع قوة أخرى ، وهي  روسيا، وهذا قد يقود إلى خطر حدوث معركة في مرحلة ما، فاستمرار المنافسة  الحادة قد يصل في إحدى المرات إلى نقطة الخطر".


تقول أسلي أيدين تاشباش، الخبيرة في الشئون التركية لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "من الواضح أن هناك تركيا جديدة، تسعى لأخذ دور أكبر لها في العالم، من خلال الوجود العسكري خارج حدودها".


وأضافت أيدين تاشباش: "تريد تركيا أن تكون قوة مهيمنة إقليمية ، ولتحقيق ذلك فإنها تدرك أنها بحاجة إلى أن تكون لاعبًا نشطًا في مناطق الصراع".


ومكنت الجماعات المتطرفة والمصنفة كإرهابية على إعطاء تركيا دورا أكبر من دورها، وعملًا غير مرسوم لها، وذلك ما تمثل في دعم جماعات متشددة وظلامية من ضمنها الإخوان، الذين أيدوا وجود تركي في سوريا وليبيا.


وتابعت أيدين تاشباش "أردوغان نفسه يشعر بأنه دخل بالفعل عصرًا جديدًا يخاطر فيه بالوقوف أمام قوى عظمى".


لكن رغم هذه الصورة القاتمة للتدخلات التركية ورغم ما يظهر من أن تركيا قد أمدت الأذريين بالسلاح ليتقدموا في  ناجورنو كاراباخ، إلا أن من توسط وأنهى الأمر، كان روسيا التي استطاعت وقف إطلاق النار، بعد أن تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نظيره أردوغان.


 وسيراقب قرابة 2000 جندي روسي خطوط وقف إطلاق النار، ولم يتحدد دور تركيا في حفظ السلام بعد، لكن أردوغان قدم مشروع قانون إلى البرلمان للموافقة على نشر قوات حفظ السلام لمدة عام، وهو ما يقول كذلك إن أردوغان يعتمد على الصيت والترويج  المبالغ فيه لدوره.


ويعتقد قلة من المتابعين أن القوات الأذربيجانية كان بإمكانها كسر الجمود المستمر منذ سنوات والتقدم العسكري في مواجهة أرمينيا بدون دعم تركيا  وأسلحتها، فمرتزقة تركيا كان لهم دور في المعركة.


وتقول التقارير إن تركيا زادت مبيعاتها من الأسلحة إلى أذربيجان ستة أضعاف هذا العام، حيث ارتفعت إلى 77 مليون دولار في سبتمبر وحده - مما جعل أذربيجان أكبر عميل للأسلحة التركية، وفق ما ذكرت "رويترز".


 وبحسب ما ورد نشرت تركيا أيضًا مقاتلين مرتزقة تلقوا تدريبات تركية من سوريا.


وليس الصراع الأرميني الأذربيجاني هو الساحة الوحيدة في المنطقة - وخارجها - التي مارست فيها تركيا نفوذً وتدخلًا ضارًا أشعل الأمور وأزمها، حيث مارست تركيا هذا التدخل  الضار في ليبيا.


وتخوض تركيا نزاعًا بحريًا مع اليونان وقبرص حول احتياطيات الطاقة المكتشفة حديثًا في شرق البحر المتوسط.


ومما زاد من تعقيد العلاقات المتوترة بين تركيا وأوروبا، الادعاءات التركية الواهية في الدفاع عن الدين وهجوم أردوغان الحاد على فرنسا بعد سلسلة من الهجمات، قائلًا عن الرئيس إيمانويل ماكرون "يحتاج إلى علاج على المستوى العقلي".  

                                                                                                                      
ولا يمثل أردوغان الدين، وإنما يلعب مثل هذا النشاط كدورٍ منه لمغازلة شعبه، بعدما تراجع الاقتصاد التركي المتعثر إلى أدنى مستوياته.


يقول سنان أولجن، الدبلوماسي التركي السابق ورئيس مركز اقتصاد ودراسات السياسة الخارجية - مقره إسطنبول -  طارحًا 3 سيناريوهات وعوامل لن تضمن استمرار أطماع أردوغان: "هناك حدود للمدى الذي يمكن أن يصل إليه أردوغان، وهذا الحد هو الاقتصاد التركي، لأنه مرتبط جدًا بالاقتصاد الغربي"، وهو ما يقول إنه رغم الجعجعة الكبيرة التي يحدثها أردوغان، إلا أن تأزم بلاده اقتصاديًا سيكون الحاجز الذي يوقف تقدمه الكارثي.


كما لفتت تحركات تركيا أنظار القوى الأخرى، لا سيما روسيا، التي رأت في مغامرات تركيا في كل من ليبيا وسوريا وأذربيجان - جمهورية سوفياتية سابقة - تعديًا على ساحتها، وهو ما لايجب أن يستمر.


وأخيرًا، يمكن القول إن هناك عامل حاسم سيؤثر على حظوظ أردوغان، وهو تراجع مصداقيته الشعبية، مع وجود معارضين كثر له الرافضين لاستبداده المتزايد.