الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منها الأبيض والنمر.. تعرف على أنواع القروش بالبحر الأحمر وكيفية تجنب هجماتها

صدى البلد

ينظر الكثير منا إلى أسماك القرش على أنها تلك الكائنات الشريرة المتعطشة للدماء التي تهاجم الإنسان فى أى لحظة، وأنها تعض بأسنانها الأشياء التى تقابلها حتى لو كانت من المعدن دون تمييز، ويرجع السبب في ذلك بشكل كبير إلى الإعلام الذى رسم صورة مضللة ومغلوطة لهذا الكائن، كما جسدتها السينما الأمريكية في العديد من الأعمال مثل سلسلة الأفلام المعروفة "بالفكوك" أشهرها "الفك المفترس" على أنها أسماك آكلة للحوم البشر، فأسماك القرش من أكثر الكائنات التي يساء فهمها على الإطلاق، ونالت سمعة سيئة جدًا بسبب ما يشاع عن مهاجمتها للإنسان وافتراسها له، وفى حقيقة الأمر أن سمكة القرش رغم أنها مفترسة لكن لا تعتبر الإنسان عدوًا لها، وكلما قرأت حولها أدركت أن هذه الكائنات البحرية التي يخشاها الجميع ثبت أن البشر هم أكثر دموية وفتكا تجاهها.


يقول صلاح سليمان الرشندى أحد العاملين بمحميات البحر الاحمر إنه يوجد 4 أنواع فقط من بين 360 نوعا من أسماك القرش تمثل خطورة حقيقية على الإنسان وتقوم بهجمات قاتلة ضده وهى (القرش الأبيض والقرش النمر والقرش أبوريشة بيضاء والقرش الثور)، وهناك حقائق عن سمكة القرش لن يصدقها كثير من الناس، مثل أن سمكة القرش ليس لها أسنان ........!، بل هى "حراشف" على شكل صفوف يصل عددها أحيانا إلى 10 صفوف ملتصقة بالفك وليست مغروسة فية، لذلك تفقد خلال فترات حياتها حوالى  30 ألف سنّ وتعيد إنباتها، وكل أسماك القرش آكلة للحوم ما عدا قرش الحوت الذى يتغذى على الهائمات الحيوانية، ولكن هذا لايعنى أن لحم الإنسان من الوجبات المفضلة لدى القرش، بل على العكس تمامًا، فالقرش لايستسيغ لحوم البشر ويلفظها بمجرد أن يتذوقها.

يضيف الرشندى  من أشهر أنواع القروش الخطرة فى البحر الأحمر هو "قرش النمر" الذى يعتبر من أشد أنواع أسماك القرش عدائية وشراسة تجاه الإنسان، وهو المسئول عن نسبة كبيرة جدا من الحوادث المميتة للإنسان، ويأتى فى المرتبة الثانية بعد القرش الأبيض من حيث عدد الهجمات على البشر، فى عام 1958 وبالتحديد فى مدينة رأس غارب وجدت أجزاء آدمية داخل أحشاء أحد قروش النمر، كما روى فى مدينة القصير أنه وجد فى بطن هذا النوع من القروش هيكل عظمى لإنسان، مما يجعلنا نجزم بأن قروش النمر من آكلات لحوم البشر، وهناك نوع آخر من القروش يسمى "أبو مطرقة" وتعتبر هذه المجموعة من أكثر أنواع أسماك القرش غرابة في منظرها فلها رأس مسطحة تشبه رأس المطرقة، ويهاجم البشر ولكن لا توجد حالات مسجلة بالبحر الأحمر، أما قرش "أبو ريشة بيضاء" فهو المسئول عن معظم الهجمات القاتلة التى تقع فى المياه المفتوحة، وكثيرًا ما يشاهد يتجول فى مناطق الغوص وخصوصا فى منطقة "إلفينستون بمرسى علم" جنوب البحر الأحمر، هذا النوع مسئول عن عدد كبير من الهجمات التى وقعت مؤخرًا بمنتجع شرم الشيخ على خليج العقبة وأسفرت عن وفاة سيدة ألمانية وإصابة عدد من السائحين الروس.

يوضح حسن الطيب ىرئيس جمعية الانقاذ البحرى السابق الإنسان يمتلك خمس حواس تجعلة على قمة الكائنات التى تتفاعل مع البيئة المحيطة، ورغم ذلك يتفوق القرش على الإنسان لأنه مجهز بوسائل اتصال وحواس أكثر وأفضل، جميع أسماك القرش تحتوى على خلايا قادرة على تحديد المجال الكهرومغناطيسى فى الوسط المحيط بها، ويعتقد أنها تستخدم فى تحديد موقع الفريسة، ورغم أن القرش يتميز بعيون قاسية لكنه على الرغم من ذلك ولحسن الحظ لايرى بشكل جيد، وحاسة السمع عندة توجد فى الخط الجانبى للجسم، الذى يحتوى على تجاويف بها خلايا بأهداب تتأثر بأى تغير فى ضغط المياه، وبذلك يتمكن من التقاط شدة واتجاه حركة أى جسم فى الماء سواء كان أسماك أو إنسان يستحم، و يستطيع بهذا الجهاز المعقد أن يحدد موقع الفريسة من مسافة بعيدة جدًا حتى وإن كانت فى مياه عكرة، أما حاسة الشم فقد اكتشف الصيادون منذ قديم الأزل حاسة الشم القوية التى يتمتع بها القرش، لذا أدركوا أن أفضل وسيلة لجذب القرش وإصطيادة هى تلويث الماء برائحة "الدم"، لأن رائحة الدم واللحم تزيد من نشاط مراكز الشم فى القرش، وتجعلة يتخذ موضع الهجوم وبالتالى يهاجم أى شىء تقع عليه عيناه حتى وإن كانت فقاعات هواء، لذا تلعب حاسة الشم دورًا محوريًا فى الغريزة الهجومية عند القروش، كما يستطيع القرش تحديد تركيز المواد الكيميائية فى الماء حتى وإن كان تركيزها واحد فى المليون عن طريق حاسة الشم القوية، والتذوق عن القرش يكون عن طريق (براعم تذوق موجودة داخل حلمات تبطن كل من الفم والحلق)، تساعد هذه الخلايا القروش على تحديد مدى مناسبة طعم الفريسة قبل أن يبتلعها، كما يحتوى جسم القرش على "مستقبلات الكهرومغناطيسية والكهربية" تمكنها من تحديد الكائنات التى تدفن نفسها فى الرمال، وأكدت التجارب أن أسماك القرش تستخدم هذه المستقبلات الموجودة بالرأس "كبوصلة" لتحديد الإتجاهات.

ويضيف الطيب تقول الإحصائيات أنة يقتل العديد من البشر فى حوادث متنوعة أكثر مما يقتلون بين أفكاك أسماك القرش، ففى المدة ما بين سنتي 1960 و2005، لقي أكثر من 1850 شخصا حتفه بسبب "ضربات البرق" في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، بينما تعرض حوالي 740 شخصا لحوادث تتعلق بالقروش مات منهم حوالي 22 شخص فقط، وتقتل "الخنازير" 40 شخصا كل عام، وهذا يعد ستة أضعاف عدد ضحايا القروش، وتقول الإحصائيات أنة في سنة 2015 توفي 12 شخصا بينما كانوا يحاولون التقاط صور السيلفي، في المقابل قتل 8 أشخاص بسبب هجمات أسماك القرش فى نفس هذا العام، وعلى مستوى العالم ومن بين ملايين البشر الذين يرتادون البحار كل عام سجلت أقل من 100 حالة هجوم على مستوى العالم يقع معظمها بطريق الخطأ ونتيجة لاستفزاز أسماك القرش، يتحمل الإنسان جزءًا كبيرًا من المسئولية بسبب السلوكيات الخاطئة التى تمارس فى البيئة البحرية، مثل إلقاء المخلفات وتغذية الأسماك التى ساهمت فى تحويل سلوكيات الكثير من الكائنات البحرية إلى العدوانية والشراسة.

وكشف الطيب إن حالات الوفاة التى تحدث للإنسان نتيجة لهجمات القرش تنتج دائمًا من النزيف أو من الصدمة العصبية، ففى حالات الإصابة يجب البدء فورًا فى عمل الإسعافات الأولية والبدء بالضغط أو ربط الجرح بقماش نظيف لتقليل النزيف، ولا تعطى المصاب أى مشروبات ساخنة أو كحولية بل قليل من الماء فقط، ويجب عدم التعجل فى نقل المصاب إلى المستشفى ويفضل أن يأتى إليه الطبيب، وعندما يتوقف النزيف وتستقر حالة المصاب يمكن نقلة للمستشفى لإستكمال الإسعافات وعمل الأشعات على العظام، مع عمل مزرعة بكتيرية للتأكد من عدم الإصابة بالتيتانوس.

وحتى نتجنب خطر أسماك القرش كشف الدكتور "محمد أبو الرجال" فى احد ابحتاثة يجب عدم السباحة أو الغوص بمفردك إطلاقا، والسباحة بعيدا عن الشاطىء يقلل من فرص إنقاذك فى حالة تعرضك لأى هجوم، ويجب عدم حمل الأشياء اللامعة والأسماك أو بقايا الطعام أثناء السباحة لأنها عناصر جذب للقروش، وعند رؤية القرش ابق هادئًا تمامًا فالحركات الخاطئة تلفت انتباهة ويعتبرها نوعًا من العدوان، إسبح على ظهرك نحو الشاطىء أو المركب ولا تجعل القرش يغيب عن نظرك لأن من الصعب توقع تصرفاتة، ومعظم هجمات القرش تحدث من الخلف وفى غفلة من الضحية، قبل الهجوم يتحرك القرش حول الفريسة فى دوائر تقل قطرها بالتدريج، وتنخفض الزعانف الصدرية إلى أسفل وينحنى الظهر على شكل قوس وهى من أخطر علامات إستعدادة الهجوم، فإذا حدث الهجوم حاول أن تضرب القرش على أنفه بقوة بشىء صلب، وحاول أن تخدش القرش فى العينين والخياشيم فهى من المناطق الحساسة لدية، مع محاولة الخروج من الماء بسرعة.

وكشف فى الأونة الأخيرة تسببت هجمات أسماك القرش فى كلا من الغردقة وشرم الشيخ عن سقوط ضحايا بين قتيل وجريح، ساهمت التغطية الاعلامية الخاطئة للمشكلة فى إشاعة الخوف لدى جموع السائحين، كما ساهمت هذه المعالجة السيئة فى زيادة مخاوف شركات السياحة العالمية ودفعتها للإحجام عن إرسال الأفواج بعد أن صورت هذه الوسائل الاعلامية الغير محترفة أن مدينة شرم الشيخ قد تحولت إلى ساحة مليئة بدماء وأشلاء السائحين الذين افترستهم أسراب أسماك القرش الجامحة والتى تتربص وتتوعد كل من تطأ قدمه مدينة شرم الشيخ والغردقة، كما تصدرت صفحات الجرائد عناوين من نوعية (عودة الفك المفترس - أسماك القرش تلتهم السائحين بشرم الشيخ والغردقة .... وغيرها من العناوين المخيفة والمرعبة)، كما تصدرت الصفحات الأولى صور مفزعة لأسماك القرش تلتهم الضحايا بل وصل الأمر بإحدى الصحف أن تضع صورة لسمكة قرش وهى تبتلع خريطة مصر فى إشارة إلى أن مصر كلها تقع تحت حصار ورحمة هذه الكائنات القاتلة.