الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفاة الشيخ محمد علي الصابوني.. مفسر العصر الذي تعلم في الأزهر

وفاة الشيخ محمد علي
وفاة الشيخ محمد علي الصابوني.. مفسر العصر

توفى أمس العلامة محمد علي الصابوني، في مدينة يلوا في تركيا عن عمر ناهز الحادية والتسعين قضاه في العلم والتعليم والدعوة والجهاد ونصرة الحق وأهله.

ومن المقرر أن تشيع الجنازة ظهر اليوم السبت من مدينة اسطنبول ، بمسجد الفاتح عقب صلاة الظهر، ثم تشيع الجنازة إلى مثواه الأخير في جامع مركز أفندي.

ووفقا لموقعه الرسمي، هو مفسر العصر العلامة، أبو أيمن محمَّد علي بن العالم الفاضل الشيخ محمَّد جميل بن علي الصابوني الحنفي الحلبي.

ولد في مدينة حلب السورية، في عام 1349هـ -1930م، في أسرة علمية تقية، فوالده يُعَدُّ من كبار علماء حلب وأفاضلها المعدودين، وأخوه الأكبر شاعر طيبة الطيبة الشيخ ضياء الدِّين الصابوني، وأمُّه العابدة أسماء (كما اشتهر عنها) فكان بيت أهله بيت علم وفضل ودِين، وزيارات للمحبين والمستفتين، والبركات تحفه من كل جانب، والخير يخرج منه في كل لحظة وحين.

تلقى مبادئ العلوم العربية والشرعية على والده، وحفظ القرآن الكريم في صغره عليه وعلى غيره، ثم انتقل إلى الدراسة النظامية، فدرسها في المدرسة الابتدائية الحكومية، وكان من متفوقي الطلابب فيها، ثم تابع دراسته في مدرسة التجارة التي تركها لعدم رغبته بالعلوم الربوية، رغم تفوقه في السنة الأولى فيها، فانتسب إلى المدرسة الخسروية؛ والتي خرَجت العلماء العاملين والأولياء الصالحين، فتلقى عن كبار علماء حل فيها أمثال: محمَّد سعيد الإدلبي، وأحمد الشماع، ومحمَّد نجيب خياطة، ومحمَّد زين العابدين الجذبة، ومحمَّد راغب الطباخ، ومحمَّد السلقيني، ومحمَّد أسعد العبه جي.. وغيرهم.

أخذ عنهم علوم الآلة ومبادئ العلوم العقلية والكونية، وكان أيضًا من المتفوقين فيها، مما أهَّله لبعثةٍ إلى الأزهر الشريف (على نفقة الحكومة السورية يومئذٍ)، فتزوج ورحل إلى الأزهر الشريف ولقي بدور الأزهر وحجج العلوم هناك، فنهل من معينهم حتى برع في العلوم الشرعية والعربية (معقولها ومنقولها).

ورجع إلى بلاه حاملًا شهادة التخرج، فعمل مدرسًا في بعض مدرسها، ثم تابع تحصيله العلمي على علماء بلاده بمثابرة وهمة، فأرادت نفسه الازدياد مع العلوم، فرجع إلى الأزهر الشريف، ودرس فيه مرة أخرى وتخرج به حاملًا شهادته العالمية، فرجع إلى حلب مستبشرًا بما حواه صدرهن راغبًا في نفع أهل بلاده، فمل في التدريس، فطلب للعمل في جامعات السعودية، فسافر إليها حاملًا العلم والأمل، فدرَّس هناك ودَرَسَ؛ واستقر به المطاف في مكة المكرَّمة ، حيث لقي كبار علماء الحرمين الشريفين، أمثال: محمَّد العربي التباني وعلوي بن عباس المالكي وحسن بن محمَّد مشاط ومحمَّد أمين كتبي … وغيرهم.

وهكذا بقي خادمًا للعلم والناس في الحرم المكي حتى أكثر من خمسين سنة (بلغ الخامسة والثمانين من عمره).حج نحوًا من خمسين حجة، وألف فيها نحوًا من خمسين مصنفًا (جلها في التفسير وعلوم القرآن شروح الكتب الستة والموسوعة الفقهية) كما حقق واختصر نحو عشر مصنفات  .

ثم بعد أن أقعده المرض – بعد الخامسة والثمانين – توجه إلى الاستقرار في تركيا، حيث طلابه وأحبابه .

وفتح قبل سنوات  قليلة باب الإجازة لطلاب العلم والمشايخ بشروطه، فتحملتها عنه الجموع بالرضا والتشريف.