الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد نجاح طلعتها الجوية الثالثة على المريخ| حكاية "إنجينيويتي"

إنجينيويتي في رحلتها
"إنجينيويتي" في رحلتها الثالثة على سطح المريخ

تواصل المروحية المصغرة "إنجينيويتي" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" التحليق والارتفاع فوق كوكب المريخ بعد رحلتها الثالثة الناجحة أمس، لتصبح المركبة الأولى من نوعها التى تحلق فوق سطح كوكب آخر، وتكون تحت السيطرة الأرضية وخضوع وتحكم تام من كوكب الأرض.

وبعد تلك الرحلات أصبحت المروحية "إنجينيويتي"  هي الأولي من نوعها التى تكمل رحلة جوية يتم التحكم بها من عالم آخر، وكان من المقرر أن تكون الرحلة الأولى للمروحية في 11 أبريل الماضي ولكن تم تأجيلها لمدة 9 أيام بسبب وجود مشاكل برمجية في المروحية منعتها من الانتقال لوضع الطيران. 

 

الرحلة الأولى

أعلنت وكالة "ناسا" في 20 أبريل الماضي، عن نجاح الرحلة الأولى للمركبة "إنجينيويتي" والتى استمرت حوالي 30 ثانية بارتفاع 10 أمتار عن سطح كوكب المريخ كانت تحوم فيها حول المركبة الأمريكية "بيرسيفيرانس"، مؤكدة أن تلك الرحلة تفتح الباب لمزيد من الاستكشافات الجوية للغلاف الجوي الرقيق للكوكب الأحمر والذي تعادل كثافته 1% فقط من كثافة كوكب الأرض.

وظهرت المركبة في الفيديو التى نشرته وكالة الفضاء الأمريكية وهي تبدأ في تدوير شفراتها المصنوعة من آلياف الكربون وتصل إلي سرعتها القصوى والتى تعادل 5 أضعاف سرعة أسرع مروحية على الأرض. 

 

نجاح الرحلة الثالثة .. وتطلعات لزيادة صعوبة الرحلة القادمة

كانت تفاصيل الرحلة الثالثة والتى انطلقت أمس قد قطعت فيها الطائرة مسافة 50مترا فوق سطح الكوكب الأحمر، بسرعة وصلت إلي مترين في الثانية أي ما يعادل 6.4 كليو متر في الساعة، مستهدفة اختبار نظام الملاحة المستقل، الذي يعمل وفق المعلومات المسجلة عليه.

وتستعد وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" للرحلة الرابعة والتى جري التخطيط لها لتكون على مستوى أعلي من الصعوبة والتى ومن المقرر أن تصل فيها الطائرة إلي سرعتها القصوى.

 

4 رحلات مستقبلية قادمة

وتستعد "ناسا" لتسيير أربع رحلات طيران أخرى، تصل مدة الرحلة الواحدة حوالي 90ثانية خلال الاسابيع القادمة، وستحلق "إنجينيويتي" فوق سطح المريخ على ارتفاع 5 أمتار قاطعة مسافة 300متر.

وأكدت "ناسا" أنه مع كل رحلة تقوم بها المرحية، فإنه تزيد من قدراتها في معرفة  إلي أي مدي تستطيع أن تشق طريقها عبر الغلاف الجوي الرقيق لكوكب المريخ.

 

المحاولات السابقة لتسيير الرحلات الجوية على كواكب أخري

لا تعد الرحلات التى تقوم بها "ناسا" حاليا هي الأولي من نوعها لتسيير الرحلات الجوية على كواكب أخري، ففي عام 1985 نجحت البعثتان السوفيتيتان " فيجا 1"، و"فيجا 2" من إطلاق مناطيد إلي الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، ولكن أهم ما يميز رحلة "إنجينيويتي" أنها تعد الرحلة الأولي الخاضعة للسيطرة والتحكم الأرضي وهي على سطح كوكب آخر، على عكس الرحلات السوفيتة التى تترك المناطيد تحوم كما تشاء دون تحكم فيها حركتها لعدم احتوائها على انظمة ملاحة عالية التقنية. 

 

أهداف تلك الرحلات

يتساءل الكثير منا عن جدوى وأهداف تلك الرحلات، ولعل أبرز أهدافها هو اختبار إمكانية التحليق واستغلاله في استكشاف عوالم أخري من خلال التصوير الجوي  بالأبيض والأسود لتضاريس المريخ السطحية، والتقاط صور ملونة باتجاه الأفق.

كما وتهدف أيضا تلك الرحلات إلي الوصول إلي المناطق الوعرة التى يتعذر الوصول إليها بواسطة المركبات الجوالة التى تشق طريقها على سطح الكوكب الأحمر، ومن أمثلة تلك المناطق "الجبال - الكهوف - الوديان".