الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل حقًا سيرفع الأمريكيون بايدن إلى السماء بعد انسحابه من أفغانستان؟

بايدن
بايدن

يبدو أن انسحاب الولايات المتحدة من قاعدة باجرام الجوية في أفغانستان التي كانت في يوم من الأيام ضمن سيطرة  البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية)، وتدفق مقاتلي طالبان في أنحاء البلاد، بمثابة هزيمة عسكرية مدوية للولايات المتحدة، في وقت تسعى فيه الصين إلى أخذ مكانها وكذلك إيران التي عقدت اجتماعًا اليوم بين الأطراف الأفغانية، وفق ما ذكرت صحيفة “ذا ديلي ستار”.

 

ويسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفق الصحيفة، إلى إعلان انتصاره في أفغانستان وإن انسحابه كان فوزًا سياسيًا، وليس وليد هزيمة للمخططات الأمريكية التي لم تنجح طوال 20 عامًا من تطهير البؤرة الأفغانية من الجماعات المتطرفة، وتترك القوات الأفغانية تحارب وحدها دون دعمٍ جوي بالإغارة على معاقل المتطرفين، في انسحابٍ متسرع.

 

ورغم ما يظهر للمحللين من إنه هزيمة، تصف الحكومة الأمريكية خروجها من أفغانستان بأنه "انسحاب" وليس تراجعا، وتصر على أنها ستواصل دعم الحكومة الأفغانية المعرضة للخطر بشكل متزايد عن بعد.

 

ومع ذلك، فإن الانسحاب السريع والسري لجميع القوات الأمريكية الأخيرة باستثناء حفنة منها لا يترك مجالًا للشك في أولوية بايدن الحقيقية الوحيدة وهي: إنهاء 20 عامًا من الحرب غير المثمرة ضد تمرد طالبان التي لم يمكن هزيمتها.

 

وصرحت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين بساكي، للصحفيين يوم أمس، الثلاثاء (6 يوليو)  وقالت إن أفغانستان "حرب لا يزال الرئيس يشعر أنها لا يمكن معها حل عسكري".

 

حدد بايدن في الأصل موعدًا نهائيًا للانسحاب في 11 سبتمبر - الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر التي أطلقت أول غزو أمريكي لأفغانستان.

 

لكن بحلول يوم أمس الثلاثاء، كان 90 في المائة من القوات قد رحلوا بالفعل.

 

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الإنسحاب الأخير سيكون بحلول نهاية أغسطس.

 

طالبان تتقدم

ومع سرعة تلاشي الوجود الأمريكي، تتقدم قوات طالبان، وتسيطر أحيانًا على مساحات شاسعة من الأراضي دون قتال ، وتنخرط أحيانًا في اشتباكات دموية.

 

تزعم الحكومة الأفغانية أن المئات من مقاتلي طالبان قتلوا في القتال الأخير ، ولكن كانت هناك أيضًا مؤشرات على احتمال انهيار الجيش الوطني الذي بنته الولايات المتحدة.

 

فقبل أمس يوم الاثنين، فر ألف جندي ببساطة عبر الحدود إلى طاجيكستان.

 

وجه الجنرال أوستن ميللر، القائد الأعلى للجيش الأمريكي في أفغانستان، تحذيرًا حادًا بشكل غير عادي من حرب أهلية فوضوية.

جندي أفغاني في قاعدة باجرام

مصدر قلق للعالم
بدأ دونالد ترامب، سلف بايدن، عملية الخروج عندما أبرم صفقة مع طالبان، وفقها تنسحب القوات الأمريكية بحلول الأول من مايو مقابل تعهد طالبان بالمحافظة على الهدوء في كابول.

 

لكن بايدن، على الرغم من اختلافه مع ترامب بشأن معظم الأمور ، غير الموعد لكنه تبنى الفكرة وانسحب من بلاد الأفغان.

 

قال بايدن في أبريل: "أنا الآن رابع رئيس أمريكي يترأس بلاده والقوات الأمريكية موجودة في أفغانستان. لن أنقل هذه المسؤولية إلى رئيس خامس".

 

نصر داخلي مزعوم لن يهتم به الأمريكيون
رغم كل الكآبة والعذاب داخل أفغانستان، يركز بايدن بشدة على صورة مختلفة تمامًا في أمريكا : دعم شعبي ساحق لوقف ما يسمى بـ "الحرب الأبدية".

 

وسط تحذيرات من أن طالبان قد ترتكب فظائع، وتحظر تعليم الفتيات، أو حتى تجدد علاقتها مع القاعدة ، يقول البعض إن على بايدن إعادة التفكير في خططه، فمع الاعتراف بأن ما قامت به أمريكا ناحية أفغانستان كان غزوًا مدانا في البداية، إلا أن انسحاب الغازي لا يجب أن تعقبه فوضى مدمرة.

 

ووصف السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام الانسحاب بأنه "كارثة في طور التكوين".

 

هزيمة في الداخل  والخارج لبايدن
لكن جون مولر، أستاذ العلوم السياسية وخبير السياسة الخارجية في جامعة ولاية أوهايو، قال إنه مهما كانت تداعيات الحرب ، فإن رد الفعل الأكثر احتمالا من الأمريكيين سيكون تجاهله.

 

وأضاف: "لا أعتقد أن التداعيات السياسية المحتملة كبيرة للغاية بطريقة أو بأخرى. لم ينهر أحد من الكارثة الكونية في عام 1975 في فيتنام ولم تكن هناك تداعيات على انسحاب ريجان من لبنان في عام 1983 أو انسحاب كلينتون من الصومال في عام 1993.. من المرجح أن يعطي الأمريكيون الأمر القليل من الاهتمام".

 

قال جوردون آدامز الأستاذ في كلية الخدمة الدولية بالجامعة الأمريكية: “إن بايدن أنهى الأمر ولا أعتقد أن هناك مخاطر شخصية على بايدن. أفغانستان ليست حربا شعبية”.

 

وبينما تنسحب أمريكا من بلاد الأفغان، تحاول الصين وضع موطئ قدم لها، وكذلك دول أخرى منها إيران، حيث عقدت الخارجية الإيرانية اليوم اجتماعا تحت عنوان "الحوار بين الأفغان" بمشاركة ممثلين عن الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، وشخصيات سياسية وثقافية أفغانية.

 

الوجود الإيراني

وجرى هذا الاجتماع بحضور وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي قال: "الصراع في أفغانستان لم يحقق أي نتائج إيجابية، والعودة إلى طاولة الحوار بين الأفغانيين والالتزام بالسبل السياسية أفضل الحلول أمام التيارات السياسية الأفغانية لتحقيق الاستقرار"، مؤكدا أن "إيران مستعدة للمساعدة في عملية الحوار بين التيارات الأفغانية بهدف التوصل إلى حل للخلافات والأزمات التي تعاني منها أفغانستان".

اجتماع للخارجية الإيرانية تحت عنوان الحوار بين الأفغان 

وأضاف ظريف: "نؤكد التزام إيران بتقديم المساعدة لتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة في أفغانستان بعد إحلال السلام في هذا البلد".

 

وأشار خلال الاجتماع إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية هزمت في أفغانستان، ولم تخلف سوى الدمار، بعد عشرين عاما من الحرب".

 

وأكد وزير الخارجية الإيراني أنه "يتعين اليوم على الشعب الأفغاني وقادته السياسيين تقرير مصير بلدهم بأنفسهم".

 

من جانبه، أوضح ‏ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة "‎طالبان"، حيثيات هذا الاجتماع قائلا: "وفد طالبان شارك في اجتماع مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ‎ظريف، وشخصيات أفغانية، والاجتماع يبحث عملية السلام والأمن في ‎أفغانستان والمنطقة، بالإضافة إلى قضايا اللاجئين وأمن الحدود بين البلدين"، حيث ترأس وفد الحركة في الاجتماع، الممثل عن مكتب "طالبان" السياسي، شير محمد عباس ستانيكزاي.