الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد العزيز حمد يكشف أساب تدنى الثقافة العلميَّة التقنيَّة في الواقع العربي

الباحث عبد العزيز
الباحث عبد العزيز حمد

كشف الباحث عبد العزيز حمد المتخصص في التقنية والذكاء الاصطناعي، أن الثقافة العلميَّة التقنيَّة في الواقع العربي متدنّية للغاية، وذلك لأسباب كثيرة جدَّاً، منها على سبيل المثال: ارتفاع نسبة الأميَّة التعليميَّة في مجتمعنا إلى حدٍّ ما، وذلك يرجع إلى اتجاه أغلبيَّة الناس إلى وسائط التثقيف العلميَّة السريعة كالراديو والتلفاز، وإهمالهم وسائط التثقيف الأساسيَّة، أو الدوريَّات العلميَّة من النشرات والصحف والحوليَّات وسلاسل الكتب الدوريَّة، وكذلك التقارير ومحاضر الاجتماعات المنتظمة والنشرات الرسميَّة وأعمال الجمعيَّات والمجلات المتخصّصة في نشر الثقافة العلميَّة مقارنة مع المجلات المتخصّصة في مجالات أخرى، والكتب العلميَّة.


وأوضح عبد العزيز حمد أنه بقتضي علينا العمل على عدّة محاور: منها الإرشاد التربوي، ودعم الكتاب العلمي، وتعميم المكتبات العامَّة. وكذلك قلّة الندوات والمحاضرات المركزة على هذا الجانب، مقارنة مع الجوانب الثقافيَّة الأخرى، وقلة عدد الصفحات المُخصَّصة لهذه الثقافة في الصحف العربيَّة مقارنة مع ما يُقابلها في مجالات أخرى، وعدم الاهتمام من قبل وزارات التعليم والثقافة من حيث العمل على نشر الوعي العلمي، وذلك من خلال القيام بحملات إعلاميَّة منظمة، وحثّ وتحفيز طلاب المرحلة الثانويَّة على اختيار المسار العلمي الجامعي، وأيضاً جهل أعداد كبيرة جدَّاً من الناس بالمعلومات العلميَّة القيّمة في المجالات المختلفة على مواقع الإنترنت وفي معظم الملفات الأخرى، وبالتالي عدم الاستفادة منها في مجال التثقيف العلمي ذاتيَّاً.


وقال التقني عبد العزيز حمد يمكننا أن نُشير إلى عامل مهم جدَّاً في هذا الموضوع لا يمكن إغفاله، وهو للأسف منتشر في أغلبيَّة المدارس وفي بعض الجامعات، وهو عدم وجود المقدرة الكافية لدى المدرّسين على توصيل الأفكار العلميَّة إلى الطلاب بشكل صحيح، وابتعادهم -قدر الإمكان- عن حشر المعلومات في عقول الطلاب، أو اتباع التلقين الببغائي الذي يعدم شخصيَّة الطالب، وبالتالي عدم إِعطائه الفرصة في أسلوب الحوار والنقاش اللذين يوصلانه إلى المعرفة الحقيقيَّة والبحث والتعمُّق في تحليل المعلومات والمفاهيم، خاصَّة عندما لا يجدون الوسائل المساعدة على ذلك من مخابر متطوّرة أو أدوات لازمة للشرح.


وطالب التقني عبد العزيز حمد بتعويد الأجيال على أسلوب الاعتماد على الذات في التعليم، والحثّ المستمر لهم على البحث عن المعلومات والأفكار الجديدة وعدم الاقتناع مباشرةً بكلّ ما يسمعونه. وليس كافياً للطلاب حثّهم على النجاح في المقرَّرات العلميَّة فحسب؛ بل البحث في مكنونات المناهج العلميَّة وتطويرها وتحديثها باستمرار؛ لتواكب أحدث ما وصل إليه العلم من تطبيقات تقنيَّة ومنهجيَّة، وبالتالي تحصيل الطلاب على الفهم العميق لمحتوياتها ومحاولة تقريبها والاستفادة منها في الواقع الحياتي قدر الإمكان.