رحلة لزيارة ميكي وبطوط تتحول كابوس .. أزمات شركات تأجير السيارات مع العملاء

ترك بيته مبكرًا وتأهب ليوم ممتع بصحبة أبنائه، يستقبل الخيوط الأولى من شمس النهار بوجه منشرح ونفس مستكينة راضية، لتنقلب سمائه الصافية رمادية كئيبة جمَّعت سُحُب الغضب في نفسه، وكل ذلك بسبب شركة تأجير السيارات، التي حوَّلت رحلة "جون خيمينيز" وأطفاله، من سان خوسيه بكاليفورنيا، إلى ديزني لاند، من حالة السعادة والتوقعات المتفائلة بمقابلة شخصيات ديزني الحبيبة مثل ميكي وزيزي وبطوط وعم دهب، إلى كابوس و نكد مقيم مليء بالروائح العطنة الكريهة وأعقاب السجائر القذرة.

 بعد أن حجز جون سيارة مدمجة من شركة تأجير السيارات Dollar Rent a Car في مطار لوس أنجلوس الدولي لتوصيله وأطفاله إلى وجهته المنشودة، وجد في انتظاره فان Van متهالكة بدلًا منها جعلته يقف مُسمَّرًا في مكانه.

يشرح "جون"، في تصريحات إلى صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، معاناته مع شركة تأجير السيارات، وهو لا يستطيع مداراة حنقه على الشركة التي لم تنفذ مطلبه وخدعته، أنه فوجيء بفان غائصة بأعقاب السجائر ومُحمَّلة بروائح مقرفة وبقايا من مخدر الماريجوانا بالداخل، وعندما رفض ركوب الـ van اضطر للانتظار أكثر من ساعتين ليجد نفسه مرة أخرى مجبرًا على ركوب فان أخرى بروائح كريهة تنبعث من نظام تكييف الهواء وبهيكل خارجي متهالك ومتداعٍ، مؤكدًا للصحيفة الأمريكية أن "منطقة وقوف السيارات المدمجة كانت فارغة" ولم يتم الاستجابة لطلبه، ليغادر المكان بأكمله دون أسف، وينتهي به الحال وهو يطلب بذهنٍ مكدود، من الشركة استرداد أمواله كاملة.

بررت شركة تأجير السيارات أن المشكلة نتيجة نقص شديد في السيارات المستأجرة، ولذلك اضطرت للاحتفاظ وتشغيل السيارات القديمة أكثر من المدة المحددة.

قال "جريجوري سكوت"، المتحدث باسم American Car Rental Assn: "لا يزال المعروض من السيارات الجديدة شحيحًا للغاية".

أوضح "سكوت": "بسبب النقص في المركبات المعروضة، تحافظ شركات تأجير السيارات على سياراتها لفترة أطول قبل بيعها واستبدالها بمركبات جديدة. شركات التأجير كانت تبيع سياراتها في الماضي عندما تصل إلى 25 ألف إلى 50 ألف ميل ، لكنها الآن تحتفظ بها حتى تصل إلى ما يقرب من 90 ألف ميل، كما تحاول شركات التأجير أيضًا إعادة تزويد أسطولها القديم من خلال إعادة شراء السيارات التي تم بيعها سابقًا في المزاد لتجار السيارات المستعملة".

بدأت مشاكل صناعة تأجير السيارات عندما أجبرت جائحة كوفيد 19 على إغلاق المصانع في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى توقف إنتاج الرقائق الإلكترونية أو ما يسمى أشباه الموصلات التي تدخل بشكل رئيسي في صناعة الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والسيارات. 

كما أدى الوباء إلى إغلاق الموانئ في آسيا، الذي بدوره أدى إلى تعطيل سلسلة توريد الرقائق. فيما ألغى مصنعو السيارات طلبات الرقائق، مرجحين أن الطلبات على السيارات الجديدة سيقل بمعدلات كبيرة خلال الوباء، كل هذه الأسباب أدت إلى نقص حاد في السيارات الجديدة المتوفرة في الأسواق العالمية.

أدى نقص تصنيع السيارات إلى سلسلة من المشاكل الفرعية الأخرى من ضمنها الارتفاع المبالغ فيه في أسعار تأجير السيارات إلى متوسط ​​ بلغ 120 دولارًا في اليوم لهذا الصيف، مقارنة بنحو 45 دولارًا في بداية العام، وفقًا لدراسة أجراها موقع حجز السفر Hopper.com.