الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطقس السيئ.. حكاية 2022

ابراهيم شعبان
ابراهيم شعبان

في ختام عام 2021، شهدت مصر موجة من الطقس السيء وسط تحذيرات من هيئة الأرصاد الجوية، بأن يكون الشتاء هذا العام في مصر قاسيًا وعنيفًا.

والحقيقة أن موجة الطقس السيء، والتي تتبدى في انخفاض شديد لدرجات الحرارة، قد يصل إلى درجة الصفر في بعض المناطق وهطول الأمطار والسيول وحبات الثلج في الشتاء ظاهرة عالمية، لا تقتصر على مصر فقط، ولكنها تنتاب اليوم مناطق عدة من العالم. فالتقلبات الجوية كانت حديث العالم طوال 2021 وهي القضية الرئيسية خلال العام الجديد 2022. والسبب بالطبع التغيرات المناخية الحادة. 

وإذا بدأنا من مصر وظاهرة التغير المناخي، فإن هناك أحاديث وتحذيرات علمية عدة، ففصل الشتاء الحالي هو الأكثر عنفا ويشهد سقوط  أمطار غزيرة وتقلبات جوية وبرودة شديدة في الصعيد وأحوال عاصفة وشتاء قارس، بالمناطق والمحافظات الساحلية. 

كما أن الدلتا ستكون معرضة للتغيرات المناخية، ووفق تصريح من جانب وزير الري الدكتور محمد عبد العاطي، فإن ظاهرة التغيرات المناخية وارتفاع منسوب سطح البحر، تمثل تحديا أمام عدد كبير من دول العالم وخاصة على المناطق الساحلية للدلتاوات، والتي تتميز بمناسيب منخفظة ما يعرضها للغرق بمياه البحر. وأجمل وزير الري الدكتور محمد عبد العاطي القول، أن دلتا نهر النيل واحدة من أكثر المناطق حساسية للتغيرات المناخية.

تحذير مشابه، جاء من جانب العالم المصري الدكتور فاروق الباز، خلال الفترة الأخيرة، يحذر من ظاهرة وتداعيات التغير المناخي والطقس السىء في مصر. وقال الباز إنه بعيدا عن المبالغة في اختفاء الإسكندرية ودمياط أو بعض المدن الساحلية وفق بعض الروايات العالمية. فإن التغيرات المناخية "مقلقة"، فنحن نشهد آثار أنهار ووجود زرافات وحيوانات في الصحراء الغربية في مصر لم تعد موجودة.

وزيرة البيئة ياسمين فؤاد، أدلت بدلوها هى الأخرى في القضية وقالت في كلمة لها أمام مجلس الشيوخ، إن ظاهرة التغييرات المناخية أثرت على مصر بصورة كبيرة، وذلك من خلال سقوط كميات كبيرة من مياه الأمطار، وأردفت: أن الكميات التي كانت تسقط طوال الشتاء أصبحت تسقط خلال ساعتين.

وتشير كل هذه التصريحات الرسمية والعلمية، أن التغيرات المناخية و وتداعياتها في الطقس السىء والشتاء العنيف وهطول أمطار وسيول وموجات صقيع وثلوج، هى ظاهرة حقيقية طبيعية، ومن المحتمل أن تستمر وفق تحذيرات عالمية، ما لم تكن هناك وقفة جادة من مختلف دول العالم للتصدي للتغيرات المناخية، ووضع كل هذه المخاطر في الحسبان. وتوقع الأخطر والأسوأ لحماية شعوب ومنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط من موجة تقلبات وتغيرات مناخية، قد لا تكون مرئية في الوقت الحاضر بالشكل الكافي. لكنها حتما ستحدث.

وفي باقي دول العالم، فإن الوضع لا يختلف عما هو محسوس في مصر وباقي دول المنطقة من طقس مخيف متغير. بل ربما يكون أشد قسوة وعنف. فمع بدايات فصل الشتاء تعرضت عدة دول غربية وأوروبية وروسيا لموجة شديدة من الطقس السىء، وشهدت المناطق الواقعة في شرق روسيا، انخفاضاً كبيراً فى درجات الحرارة وصل إلى 55 درجة تحت الصفر، كما ضربت العواصف الثلجية  المدن الرئيسية الشرقية منها، فيما بلغت درجة الحرارة في العاصمة الروسية موسكو نحو 20 درجة تحت الصفر خلال ساعات النهار، وانخفضت عن ذلك في الليل خلال الأيام الماضية.

وكل هذه المؤشرات، تنبىء بأن مناقشة التغيرات المناخية لم يعد ترفًا للعديد من دول العالم، ولكنه واجب وضرورة ملحة. وعلى الجميع التحرك ورصد الميزانيات الضخمة وحماية المدن والاستعداد للأسوأ في المناخ.  

ويعلق الكثيرون على استضافة مصر قمة المناخ القادمة في شرم الشيخ، خلال العام الجديد 2022 باعتبارها "طوق إنقاذ"، وتأتي وسط إحساس عالمي عام بسوء الأحوال الجوية، وهو ما سيدفع الجميع انطلاقا من مصر لوضع روشتة حقيقية لمواجهة هذه الظروف.