الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطبة الجمعة من مصر... وزير الأوقاف: الدنيا لن تغني عنك ما لم تلتزم بالحلال والحرام.. إبراهيم الهدهد: خطبة الوداع لم تكن واحدة وإنما تكررت لكثرة الحجيج

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

خطبة الجمعة من مصر

وزير الأوقاف: الدنيا لن تغني عنك ما لم تحل الحلال وتحرم الحرام

إبراهيم الهدهد: خطبة الوداع لم تكن واحدة وإنما تكررت لكثرة الحجيج
واعظ بالأزهر: أفضل أيام العام عيد الأضحى يليه عرفة
 

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الإيمان الحقيقي والصوم الحقيقي والذكر الحقيقي هو ما يصرف صاحبه عن الحرام، مؤكداً أن الدنيا لن تغني عنك ما لم تحل الحلال وتحرم الحرام، فكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به.

 

وتابع وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة تحت عنوان :" الدروس المستفادة من حجة الوداع"، إن الإيمان لا يتجزأ، فارضى بما قسم الله لك من الرزق الحلال بلا غش ولا استغلال يقول النبي الحلال بين والحرام بين.

قال الدكتور إبراهيم الهدهد، خطيب الجامع الأزهر، إن  يوم عرفة هو يوم حجة الوداع ، وهو من أيام الله، فلقد اجتمع للمسلمين في هذا اليوم أعياد عدة.

وأضاف الهدهد، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، أن هذا اليوم عيد ليوم عرفة، وهو يوم عيد لموافقته يوم حجة الوداع، وهو عيد ليوم الجمعة.


وأشار إلى أن الصحابة سموها حجة الوادع، لأن المصطفى من جملة ما قاله في خطبة الوداع قوله "فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" ومنها أيضا "لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا" ففهم الصحابة رضوان الله عليهم أنه وداع سيدنا رسول الله.

وتابع: أنزل الله تعالى الآية الكريمة من سورة المائدة  (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).

قال الشيخ صفوت محمد عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، إنّ يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويأتي بالمرتبة الثانية بعد يوم النحر؛ حيث قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «إنَّ أعظم الأيام عند اللَّه تبارك وتعالى يوم النحر».

 

وأضاف عمارة خلال خطبة الجمعة، ان أفضل أيام العام يوم الأضحى ويأتي بعده مباشرة في المنزلة يوم عرفة يوم الحج الأكبر، الذي تُغفر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتق فيه الرقاب من النار،؛ فعن عائشة رضي اللَّه عنها، أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟» [رواه مسلم].

 

وتابع «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ اللَّه عزّ وجلّ أقسم بيوم عرفة في كتابه الكريم لعظم مكانته وفضله؛ فقال تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3]؛ فاليوم المشهود هو يوم عرفة يشهده الناس وتشهده الملائكة، وهو اليوم الذي أكمل اللَّه لنا فيه ديننا؛ فعن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه، أنّ رجلًا من اليهود قال: يا أمير المؤمنين، آيةٌ في كتابكم لو نزلت علينا معشر اليهود  لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا قال: أيُّ آيةٍ؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] فقال عمر: «قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي أنزلت فيه نزلت على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بعرفاتٍ يوم جمعةٍ» [أخرجه البيهقي في فضائل الأوقات].

 

وأشار «عمارة» إلى أنّ يوم عرفة يُكفر ذنوب سنتين؛ كما ورد في صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي اللَّه عنه، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، عندما سئل عن صيام يوم عرفة قال: «أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التى قبله والسنة التى بعده»؛ ففيه تكفير سنة سابقة، وسنة لاحقة، ويشرع صيامه لغير الحاج ممن لا يقف بعرفة؛ أما الحاج يُكره له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف، ولفعل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في حجة الوداع؛ فعن أم الفضل بنت الحارث رضي اللَّه عنها: «أنَّ ناسًا تماروا :أي اختلفوا عندها يوم عرفة، في صيام رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائمٍ، فأرسلت إليه بقدح لبنٍ، وهو واقفٌ على بعيره بعرفة، فشربه» [متفق عليه]، وإذا وافق يوم عرفة يوم الجمعة فيجوز إفراده بالصوم منفردًا إذا كان هناك سببٌ لهذا الصوم بغير كراهة؛ كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء، وكذلك كافة الأيام التي يُستحب صيامها، إذا وافقت صومًا مُعتادًا للمسلم.

 

وأضاف «عمارة» أنّ علينا أن نجتهد في العبادة، ونستعد لليوم الذي ينزل اللَّه فيه إلى السماء الدنيا، ويباهي بأهل عرفة أهل السماء، وألاّ نضيِّع هذه الفرصة للفوز بهذا اليوم، وذلك يكون بالنوم ليلة عرفة مبكرا، ثم نستيقظ قبل الفجر لتتسحر بنية صيام يوم عرفة، وعلينا بالإستغفار قبل الفجر حتى نكتب عند الله من المستغفرين في الأسحار، ونستعد لصلاة الفجر ونستشعر أن ذنوبنا تخرج مع آخر قطرة من الوضوء، ونصلى الفجر وبعد السلام مباشرة نبدأ بالتكبير، ونجلس في المصلى نذكر اللَّه ونقرأ القرآن حتى يحين وقت صلاة الضحي فنصلي ركعتين؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «من صلَّى الْغداة في جماعةٍ، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجةٍ، وَعمرةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ» [أخرجه الترمذي]؛ فثواب جلسة الذِّكر والقرآن بعد صلاة الفجر في جماعة، إلى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين، كثواب الحج والعمرة.

 

وذكر ان أفضل الدعاء هو دعاء يوم عرفة؛ فعن طلحة بن عبيد اللَّه أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ»، وتنوع في الطاعات تكبير، ذكر، تلاوة، حتى لا تمل، ثم نام بنية أن تتقوي على الطاعة، وإلى أن يؤذن لصلاة الظهر قم وتوضأ ثم صل وكبر، واستمع لخطبة عرفات بكل جوارحك، ولتكن هذا العام أفضل من كل عام، واقرأ شيئا من القرآن، ثم صل العصر وكبر، وخصص ساعتين للدعاء بين العصر والمغرب، وإبدأ الدعاء بخشوع وأدع اللَّه ألا تغرب شمس عرفة إلا وأن تكون من عتقائه من النار، واختم بأذكار المساء، واستغفر اللَّه حتى يؤذن لصلاة المغرب، ونسأل اللَّه أن يجعلنا من عتقائه من النار ومن المقبولين.