الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الماء المثلج سم قاتل.. شربة من كولدير تقضي على حياة طفل بالغربية

وفاة طفل بسبب الماء
وفاة طفل بسبب الماء المثلج

"وجعلنا من الماء كل شيء حي"، من المعروف أهمية الماء للجسم، ودائما ينصح الأطباء بشرب الماء بوفرة، ولكن متى يكون الماء مضرا؟، سؤال طرحه حادث أليم حيث لفظ طفل أنفاسه الأخيرة فور تناوله مياه مثلجة من مبرد مياه بمحافظة الغربية.

وفاة طفل بسبب الماء المثلج

وفاة طفل بسبب شرب الماء البارد

وتلقت أجهزة الأمن  بلاغاً بـ وفاة طفل لا يتجاوز عمره العاشرة، ويقيم في منطقة سيجر بمدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية إثر تناوله مياهاً مثلجة من مبرد مياه خلال لعبه بدراجة هوائية.

وكشفت التحريات أن الطفل كان يلعب بدراجته وبسبب حرارة الجو وتعرقه وفقدانه كمية كبيرة من المياه شعر بالعطش، ولذلك توجه إلى مبرد مياه مجاور، وتناول المياه المثلجة ليسقط بعدها على الأرض مغشيا عليه، ويلفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى المستشفى.

وكشف تقرير مفتش الصحة، أن الطفل توفي متأثرا بهبوط حاد في الدورة الدموية، فيما طلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة وصرحت بدفن الجثة.

وفاة طفل بسبب الماء المثلج

لما قد يتسبب الماء البارد في الوفاة

ومن جانبه قال الدكتور سامي الأجهوري، استشاري الرعاية المركزة والحالات الحرجة، في تصريحات تلفزيونية، إن شرب المياه المثلجة بعد مجهود كبير يشكل خطرًا على الصحة، مضيفا "الماء المثلج يسبب استثارة العصب الحائر، الذي يعمل على تباطؤ الدورة الدموية وانبساط الأوعية الدموية وقد يسبب الوفاة".

ونصح "الأجهوري" بشرب المياه تدريجيا لتبريد تجويف الفم والمريء، وتهيئته لاستقبال المياه، ويفضل أن تكون المياه فاترة، موضحًا أن الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم يؤدي إلى فقدان المياه والأملاح.

ومن جانب آخر قال الدكتور جمال شعبان، مدير معهد القلب السابق، إن هناك سببين للوفاة بعد تناول الماء المثلج، الأول حدوث سكتة قلبية،  وأن المياه الباردة تنشط العصب الحائر مما يتسبب في بطء شديد في دقات القلب الأمر الذي يؤدي إلي هبوط في الدورة الدموية وإغماء، ولكن حدوث الوفاة في هذه الحالة قد يكون بسبب أن الطفل غالبا كان يعاني من متلازمة اختلال كامن في كهرباء القلب وتم تنشيطها، والسبب الثاني التعرض لشرقة وتسرب المياه إلى الرئتين.

ويعرض لكم موقع "صدى البلد"، أضرار المياه الباردة والحالات التي لا يجب تناوله فيها:

أضرار الماء البارد عند الشرب

قد يؤدي شرب الماء البارد أو المثلج لتفاقم بعض المشكلات الصحية وازدياد أعراضها حدة وسوءًا، لا سيما حالات مثل الآتي:

1.حالة ضخامة المريء (Achalasia)

هي حالة نادرة قد تصيب المريء مسببة صعوبة بلع الطعام والشراب، وينصح المصابون بها بتجنب شرب الماء البارد، فالماء البارد قد يزيد أعراض هذه الحالة سوءًا.

 2. صداع الشقيقة

تبعًا لإحدى الدراسات، من أضرار الماء البارد المحتملة لا سيما الماء المثلج، أن شربه من قبل المصابين بالشقيقة قد يرفع من فرص التعرض لنوبات الصداع.

3. تحفيز الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي

على الرغم من شح الأدلة العلمية التي تستند إليها هذه الفرضية وتضاربها في بعض الأحيان، إلا أن بعض الباحثين يعتقدون أن شرب الماء البارد قد يحفز الإصابة ببعض مشكلات وأمراض الجهاز التنفسي، مثل:

  • نزلة البرد.
  • التهاب الحلق.
  • الإنفلونزا.

وترتفع فرص الإصابة بهذا النوع من المشكلات الصحية جراء شرب الماء البارد بشكل خاص بين كبار السن والأطفال.

4. حالة إجهاد البرد (Cold stress)

من أضرار الماء البارد المحتملة المتعلقة بشربه أنه قد يؤدي لتحفيز نشأة رد فعل يطلق عليه علميًّا اسم إجهاد البرد، وهي حالة قد تؤدي لحصول التغييرات الآتية في الجسم:

  • إبطاء وتيرة حركة الأهداب (Cilia)، وهي أنسجة شبيهة بالشعيرات تتواجد في الحلق وتساعد على صد بعض أنواع البكتيريا والفيروسات التي قد تحاول الارتباط بأنسجة جدار الحلق.
  • تقليل أعداد خلايا الدم البيضاء في الجسم لفترة مؤقتة، والإخلال بكمية السيتوكينات (Cytokines) التي يتم إنتاجها في الجسم، مما قد يضعف المناعة.
  • تضيق الأوعية الدموية في الحلق.

كما تعد حالة إجهاد البرد أكثر شيوعًا بشكل خاص بين ذوي المناعة الضعيفة، مثل: كبار السن، والأطفال، ومرضى السكري.

5. تحفيز الإصابة بالصداع حتى لدى غير المصابين بالشقيقة، وتزداد فرص نشأة الصداع إذا كان الماء مثلجًا بشكل خاص.
6.اضطرابات هضمية قد تنشأ بشكل خاص عند شرب الماء البارد أثناء تناول الوجبة أو بعد الانتهاء من الوجبة بفترة بسيطة، مثل: عسر الهضم، والإمساك.

وفاة طفل بسبب الماء المثلج

حالات لا يجب شرب الماء فيها

1. قبل أو بعد أو أثناء تناول الطعام مباشرة

شرب الماء في هذه الأوقات يؤدي إلى الشعور بالانتفاخ، كما أنه يمنع المعدة من القيام بإفراز أنواع العصارة الهضمية التي تساعد في تفتيت الطعام لأجزاء صغيرة يسهل هضمها، وتفسد الامتصاص الطبيعي للمغذيات بعد عملية الهضم، لذلك ينصح بتجنب وضع الماء إلى جانب الطعام أثناء تناوله وإبقاءه بعيدًا، ويفضل شرب الماء قبل تناول الطعام بحوالي 30 دقيقة أو بعد تناول الطعام بحوالي 30 دقيقة.

2. عند تغير لون البول

فعندما يصبح لون البول أصفر باهت فهذا يعني وجود فرط في السوائل بالجسم، أي أنه تم شرب كمية من الماء زائدة عن الحد المناسب، وتكمن الخطورة هنا في قلة نسبة الصوديوم، وهذه الحالة تسمى نقص صوديوم الدم، والذي ينتج عن فرط التعرق أو التبول وخروج السوائل بصورة كبيرة من الجسم، ويمكن أن ينتج عن هذه الحالة:

  • غثيان وقيء.
  • النوبات القلبية التي قد تؤدي إلى الوفاة.

لهذا ينصح بعدم الإفراط في تناول الماء عند الشعور بالعطش الشديد، وخاصةً لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة فيحتاجون إلى شرب كمية كبيرة من الماء.

3. قبل النوم

يلجأ بعض الأشخاص إلى شرب الماء قبل النوم، وهو أمر مفيد للصحة، لكنه قد يسبب اضطرابات في النوم والاستيقاظ بشكل متكرر للتبول.

ولا يستحب شرب الماء قبل النوم لدى الأشخاص الذين يعانون من المثانة النشطة أو التبول اللاإرادي والتهاب البروستاتا، وكذلك المرأة الحامل التي تشعر بثقل في المثانة نتيجة ضغط الجنين في منطقة الحوض، ويفضل شرب الماء قبل النوم بحوالي 30 دقيقة ليكون هناك فرصة لدخول الحمّام قبل النوم.

4. بعد ممارسة الرياضة

في حالة القيام ببذل مجهود كبير أو ممارسة رياضة، مثل: الجري أو التمارين الشاقة أو حتى صعود الدرج، ينصح بالانتظار قليلًا قبل شرب الماء.

وهذا لأن القلب يحتاج إلى الراحة بعد ممارسة الرياضة، لكن مع شرب كثير من الماء في هذا الوقت سوف يسرع القلب من حركته ليكمل مهامه، وسوف يزداد الشعور بالتعب لاختلال التوازن بين الماء والأملاح في الجسم، وبالتالي تزداد فرص الإصابة بالصداع والدوخة، وخاصةً إذا كان الماء باردًا.

5. على الريق

يعتاد كثير من الأشخاص على شرب الماء البارد فور الاستيقاظ في موسم الصيف للتخلص من الشعور بالحرارة، وفي شهر رمضان يفطر بعض الأشخاص على الماء البارد بعد الصيام.

هذه العادة خاطئة وتؤدي للعديد من الأضرار في الجسم، حيث أن الماء البارد يؤدي إلى الآتي:

  • تقلصات في المعدة.
  • إعاقة عملية الهضم بصورة طبيعية.
  • اختلال في امتصاص الطعام.
  • التهاب الحلق وأمراض الجهاز التنفسي، وخاصةً لدى الأطفال.

لذلك ينصح باستبداله بالماء المعتدل أو يمكن شرب الماء البارد قليلًا، لكن ليس على معدة خاوية.