الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتشرت عام 1890 وعربيات البنزين ضربتها في مقتل.. قصة ازدهار السيارات الكهربائية واختفائها

تاريخ السيارات الكهربائية
تاريخ السيارات الكهربائية

انتشرت في الآونة الأخيرة  السيارات الكهربائية  بالكامل في الأسواق، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ومن المتوقع أن تكون هي السائدة خلال العقد القادم مع التخلي التدريجي عن سيارات الاحتراق الداخلي التي تعمل بالبنزين وتؤدي لعوادم كربونية ضارة بالبيئة.

تاريخ السيارات الكهربائية

لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن  السيارات الكهربائية  ليست تقنية حديثة كما يظن أغلب الناس، بل جذرزها تمتد لزمن بعيد، منذ نشأة عالم المحركات وصناعة السيارات والاستعانة بها كوسيلة تنقل سريعة وعملية عن الخيول والكارتات، هي موجودة بالفعل منذ أكثر من 100 عام. 

سنة 1832 كانت أول سيارة كهربائية يتم اختراعها على يد روبرت أندرسون ولكنها لم تحظ بأية شهرة وانتشار حتى سنة 1870 بعد أن أدخل بعض التعديلات عليها لتصبح عملية أكثر.

وعلى الرغم من أن المخترع البريطاني روبرت أندرسون، طور أول عربة كهربائية بدائية، لم يقم المخترعون الفرنسيون والإنجليز الآخرون ببناء نماذج أولية للسيارات الكهربائية العملية حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

وفقا لتقرير موقع energy.gov في الولايات المتحدة، ظهرت أول سيارة كهربائية ناجحة لأول مرة في حوالي عام 1890 بفضل المخترع المبتكر ويليام موريسون، الكيميائي الذي عاش في دي موين، بولاية أيوا. 

كانت سيارته الكهربائية الأولية تتسع لـ ستة ركاب مع سرعة قصوى تبلغ 14 ميلاً في الساعة، أي أسرع قليلا من سيارة الواجن الكهربائية، لكنها ساعدت في إثارة الاهتمام بالسيارات الكهربائية.

على مدار السنوات القليلة التالية، بدأت الشركات المختلفة تصدر متغيرات كهربائية من سياراتها في جميع أنحاء الولايات المتحدة، خاصة مدينة نيويورك التي امتلأت وقتها بالمركبات المكهربة، حتى أنها كانت آنذاك تمتلك أسطولًا يضم أكثر من 60 سيارة أجرة كهربائية، كل ذلك ونحن ما زلنا في 1890. 

بحلول عام 1900، كانت السيارات الكهربائية في ذروتها، حيث شكلت حوالي ثلث جميع المركبات على الطريق في أمريكا. وخلال السنوات العشر التالية ، ازدهرت المبيعات بقوة.

مع دخول السيارات الكهربائية إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية، ظهر نوع جديد من السيارات التي تعمل بالبنزين ونظام الاحتراق الداخلي، بفضل التحسينات التي أدخلت على محرك الاحتراق الداخلي في القرن التاسع عشر بدأت في الانتشار ومنافسة الكهربائية. 

في حين أن سيارات البنزين كانت واعدة، إلا أنها لم تكن تخلو من العيوب مثل مشاكل في علبة التروس والنقل بين السرعات، وكانوا بحاجة إلى البدء باستخدام كرنك يدوي، مما يجعل تشغيلها صعبًا على البعض، وكانت صاخبة أيضًا وتفتعل الضوضاء، وكان عادمها مزعجًا.

تاريخ السيارات الكهربائية

لم يكن لدى السيارات الكهربائية أي من المشاكل المرتبطة بالبخار أو البنزين. كانت هادئة ولا تصدر أصواتا مزعجة وسهلة القيادة ولم تنبعث منها ملوثات كريهة الرائحة مثل السيارات الأخرى في ذلك الوقت. 

سرعان ما أصبحت السيارات الكهربائية شائعة بين سكان المدن والسيارات المفضلة لدى النساء، كانت المركبة المثالية للرحلات القصيرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مشكلتها الوحيدة كانت في أسعارها المرتفعة بالمقارنة مع سيارات البنزين، وهي المعضلة الأساسية التي جعلت سيارات الاحتراق الداخلي هي السائدة.

تاريخ السيارات الكهربائية

عام 1912، كانت تكلفة السيارة التي تعمل بالبنزين في حدود الـ 650 دولارًا فقط، بينما سعر السيارة الكهربائية كان حوالي 1750 دولارًا. 

في نفس العام، قدم المخترع  Charles Kettering المشغل الكهربائي للسيارات البنزين، مما ألغى الحاجة إلى الكرنك اليدوي وأدى إلى زيادة مبيعات السيارات التي تعمل بالاحتراق الداخلي.

تاريخ السيارات الكهربائية

كما ساهمت تطورات أخرى في  تراجع السيارة الكهربائية . بحلول العشرينيات من القرن الماضي، كان لدى الولايات المتحدة نظام طرق أفضل يربط المدن، ومع اكتشاف المزيد من حقول النفط الخام في تكساس وتوافرها وبالتالي رخص سعرها، أصبح البنزين رخيصًا ومتاحًا بسهولة للأمريكيين الريفيين، وبدأت محطات تعبئة الوقود تنتشر في كل أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية. 

بالمقارنة، كان عدد قليل جدًا من الأمريكيين خارج المدن لديهم شحن كهربائي في ذلك الوقت. 

في النهاية، اختفت السيارات الكهربائية بحلول عام 1935.