الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سر زيارة حماس المفاجئة لسوريا بعد قطيعة دامت 10سنوات.. وموقف الإخوان منها

زيارة حماس لسوريا
زيارة حماس لسوريا

عانت سوريا خلال العشر سنوات الماضية من حالة من الحصار والعزلة على المستوى العربي والاقليمي والدولي وتسبب في ذلك حالة الصراع التي شهدتها البلاد منذ ما عرف بـ الربيع العربي في 2011.

بدأت تتقلص حالة الحصار والعزلة خلال آخر عامين، وشهدت سوريا عدة زيارات من مجموعة من القيادات والمسئولين العرب للأراضي السورية والتقوا بالرئيس بشار الأسد وتفقدوا بعض المناطق داخل سوريا، ومن أبرز هذه الزيارات زيارة وزير الخارجية الإماراتي وزيارة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن.

زيارة حماس لسوريا

حماس في سوريا بعد 10 سنوات

وشهدت حالة تقليص مستوى العزلة تقدم جديد، حيث قرر وفد من حماس زيارة سوريا لأول مرة منذ 10 سنوات للقاء الرئيس بشار الأسد، وسينضم وفد حماس إلى اجتماع القيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية، لمناقشة الحوارات الفلسطينية الفلسطينية التي تمت في الجزائر.

ويضم الاجتماع الفلسطيني كلا من طلال ناجي الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة)، وزياد نخالة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، وخالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وأبو نضال الأشقر الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، وسمير الرفاعي سفير فلسطين في سوريا، ومحمد قيس الأمين العام للقيادة الفلسطينية لحزب البعث أمين عام منظمة الصاعقة، وزياد الصغير أمين عام حركة فتح الانتفاضة، وجميل مزهر نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

وكانت حركة حماس قد أعلنت في بيان لها، الخميس 15 سبتمبر الماضي، أنها ماضية في علاقاتها في تطوير علاقات راسخة مع الجمهورية العربية السورية، مشيرة إلى أن قرارها يصب في "خدمة الأمة وقضاياها العادلة، وفي القلب منها القضية الفلسطينية، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة.

وكانت قيادات حماس قد أيدت علنا الانتفاضة المدنية السورية التي اندلعت عام 2011 ضد حكم بشار الأسد، وتركت الحركة مقرها في دمشق في سنة 2012، وهي الخطوة التي أثارت غضب حليفهم المشترك إيران على وجه الخصوص.

جهاد الحرازين

ما سر الزيارة المفاجئة من حماس لسوريا بعد 10 سنوات

ومن جانبه قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادي بحركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن زيارة وفد حماس لدمشق تأتي في اطار محاولات إعادة العلاقات بين حماس وسوريا خاصة إن حماس التى كانت تتنعم بكل الامتيازات المتاحة وأكثر من ذلك من قبل النظام السوري ولكنها بعد قيام الأحداث بسوريا تنكرت لكل ما قام به النظام السوري معها وأعلنت دعمها للثورة ووقوفها ضد النظام السوري أملا فى فوز الاخوان المسلمين وسيطرتهم كما حدث فى بعض البلدان العربية.

وأضاف الحرازين في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن حماس الأن تحاول العودة إلى سوريا وذلك عبر وساطة مباشرة من قبل حزب الله وإيران خاصة أن حماس لم يعد لها مصداقية أو مكان تذهب إليه بعد القيود التركية والقطرية على عناصر وقيادات حماس، مضيفا أنه في هذا الاطار بدأت الضغوط من قبل حزب الله على النظام السوري ومن إيران لأجل إعادة العلاقات في محاولة لإعادة إحياء ما يسمى بمحور المقاومة الذى لا علاقة له بالمقاومة.

وأوضح الحرازين أنه يبدو أن القرارات العليا التى صدرت للنظام السورى وخاصة حالة الارتباط والمصالح والمواقف دفعت لقبول هذه الزيارة علما أن هناك موقفا واضحا للنظام السورى وهو ما عبر عنه الرئيس الأسد فى أحد لقاءاته بالجاليات العربية عندما قال لهم بأننا قدمنا كل شيء لحماس ولكن أول من وجه لنا طعنة في الظهر كانت حماس ولكن مع تغير الأوضاع سيستقبل النظام السورى وفد حركة حماس وتهدف حماس من هذه الزيارة العودة إلى سوريا ومحاولة تنقية العلاقات مع النظام السورى. 

ولفت الحرازين أنه عن رؤية الاطراف المتصارعة داخل سوريا لزيارة وفد حماس لسوريا فهذا الأمر يعد مستغربا لديهم حيث كيف تهاجم هذه الحركة النظام السوري وتقف إلى جانبهم واليوم تتوسل للعودة إلى حضن النظام الأمر الذى يفقدها وافقدها مصداقيتها كما فقدتها لدى الشارع الفلسطيني الذى ينظر إليها على أنها حركة جباية وليس مقاومة.

أيمن الرقب

موقف الإخوان من زيارة حماس لسوريا

ومن جانب آخر قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح، إنه التقى اليوم وفد الفصائل بما فيهم ممثل حركة حماس خليل الحية مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأن وصول وفد حماس لسوريا اليوم بعد قطيعة لمدة عشر سنوات هو اعلان عن عودة العلاقات بين دمشق وحركة حماس بشكل رسمي بعد وساطة روسيا و إيران وحزب الله.

وأضاف الرقت في تصريحات لـ “صدى البلد”، لم نسمع موقف من المتصارعين في سوريا حول الزيارة أو حول عودة العلاقة بين حماس ودمشق بإستثناء موقف تنظيم الاخوان الذي يعتبر العلاقة منذ الأساس خطأ ويرفضها لأنه يصنف نظام بشار الأسد عدو له.

وتابع الرقب، حماس التي طردها نظام الرئيس بشار من دمشق قبل عدة سنوات نتيجة سلوكها وتأييدها للعنف في الشام يرى أن حماس قد استفادت من التجربة ووجودها سيكون مقيد على الأراضي السورية.

الحرب الأهلية السورية

الحرب الأهلية السورية

الحرب الأهلية السورية، وتسمّى أيضاً الأزمة السورية، هي صراع مسلح داخلي طال أمده مُتعدد الجوانب في سوريا منذ 2011، شاركت فيه عدّة أطراف دوليّة، يخاض بالدرجة الأولى بين الحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، وقوات المعارضة المسلحة، إلى جانب الجماعات الإسلامية والتنظيمات المتشددة.

والاضطرابات في سوريا هي جزء من موجة أوسع نطاقًا من احتجاجات الربيع العربي 2011 التي بدأت من تونس عندما قام البوعزيزي بحرق نفسه ثم تأثرت بها باقي الدول العربية، وقامت الثورة السورية بسبب استياء الشعب من الحكومة، بعد بسجن مجموعة من الأطفال في مدينة درعا السورية، ورفض طلب الأهالي بإطلاق سراحهم، مما أدى إلى خروج الأهالي بمظاهرة قوبلت بإطلاق نار من الجنود الحكوميين، وقد تصاعدت إلى نزاع مسلح بعد قيام قوات الأمن بقمع الاحتجاجات الداعية إلى إبعاد الأسد.

وتشترك عدة جهات في النزاع، وهي الحكومة السورية مدعومة من حلفاءها روسيا وإيران وحزب الله، وعلى الطرف الآخر تحالف واسع لجماعات المعارضة المسلحة على رأسها الجيش السوري الحر، وجماعات سلفية جهادية (بما فيها جبهة النصرة) و‌تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التي تضم أغلبية كردية، مع تدخل عدد من البلدان في المنطقة وخارجها إما بالمشاركة العسكرية المباشرة، أو بتقديم الدعم إلى فصيل مسلح واحد أو أكثر.

وشكلت جماعات المعارضة السورية الجيش السوري الحر وسيطرت على المنطقة المحيطة بحلب وأجزاء من جنوب سوريا. 

وبمرور الوقت، انشقت بعض فصائل المعارضة السورية عن وضعها المعتدل الأصلي لمتابعة رؤية إسلامية لسوريا، وانضمت إلى مجموعات مثل جبهة النصرة وداعش. 

وفي 2015، ضمت وحدات حماية الشعب صفوفها إلى القوات العربية والآشورية والأرمنية وبعض المجموعات التركمانية لتشكيل تحالف عسكري باسم قوات سوريا الديمقراطية، في حين ظلت معظم الميليشيات التركمانية مع الجيش الحر وحصلت على دعم مباشر من تركيا.

وتدعم روسيا و‌حزب الله الحكومة السورية عسكريًا، وقد بدأ ائتلاف من دول الناتو في الفترة من 2014، في شن الضربات الجوية ضد داعش.

وقد اتهمت المنظمات الدولية الحكومة السورية وتنظيم داعش والجماعات المعارضة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والعديد من المذابح. 

لقد تسبب النزاع في أزمة لاجئين كبيرة، وخلال الحرب، أطلقت عدد من مبادرات السلام، بما في ذلك محادثات السلام التي عقدت في جنيف في مارس 2017 بشأن سوريا برعاية الأمم المتحدة، ولكن القتال لا يزال مستمرًا.