قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لا أبكي عند سماع القرآن أو الدعاء.. هل يعني قسوة القلب؟

لا أبكي عند سماع القرآن أو الدعاء
لا أبكي عند سماع القرآن أو الدعاء

لا أبكي عند سماع القرآن أو الدعاء، هل يعني قسوة القلب؟، سؤال يشغل ذهن كثير من الناس، لما يمثله البكاء من صورة ذهنية لدى البعض، باعتباره أحد أسباب الخشوع ولين القلب وصلاح العبد، فهل عندما لا يبكي المسلم عند سماع القرآن أو الدعاء فإنه يعاني من قسوة القلب؟.

لا أبكي عند سماع القرآن أو الدعاء

وقسوة القلب تعني عدم تأثر الإنسان إذا ذكر الله أو رسوله - صلى الله عليه وسلم- بحسب الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، الذي بين أن هناك من يرق قلبه بذكر النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وقد يدخل فى حال مع الله ويحدث له خضوع وخشوع، وهذا يدل على أن قلبه ما زال حيًا.

وأوضح علي جمعة، أن هناك من يمتلك لين القلب كمن يرى الكعبة ويندهش من رؤيتها فيرتجف قلبه ويشتاق إلى أن يطوف بها ويرى فيها التجليات الإلهية ومحل لنظر الله – سبحانه وتعالى- ومنهم من ينظر إليها ويتباكي ويشتاق لها، وهم قلة من المسلمين، مشيراً إلى أن هذا اللين من الأسرار المعلومة، كما أن الله – تعالى- هدانا إلى يوم الجمعة، وإلى سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وإلى الكعبة، وبالتالي القرآن الكريم، كذلك هناك من يرق قلبه عند سماع ذكر الله مستشهدًا بقوله تعالى {أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} .

وفيما يتعلق بـ علاج قسوة القلب، شدد على أمرين أساسين، الأول: البكاء باستخدام العقل للوصول إلى الخشوع حتي يلين القلب، ثانيًا: كثرة الصلاة على النبي- صلى الله عليسه وسلم- وإدمانها؛ لأنها من الأعمال المقبولة والخيرة وكنوز الأسرار التي يجد الانسان فيها نفسه ويلين قلبه.

حكم البكاء عند قراءة القرآن الكريم

كما أن البكاء عند قراءة القرآن الكريم مستحب؛ بحسب دار الإفتاء المصرية، مستدلة بحديث سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قال: قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ بِحُزْنٍ، فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا» أخرجه ابن ماجه في “سننه”، لافتة إلى أن البكاء في حال القراءة من صفات العارفين وعباد الله الصالحين؛ يقول تعالى: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء: 109].
ويذكر الإمام النووي في "التبيان في آداب حملة القرآن": [فصل في البكاء عند قراءة القرآن... البكاء في حال القراءة، وهو صفة العارفين، وشعار عباد الله الصالحين؛ قال الله تعالى: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾، وقد وردت فيه أحاديث كثيرة وآثار السلف؛ فمن ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اقرءوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا». وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه صلى بالجماعة الصبح، فقرأ سورة يوسف، فبكى حتى سالت دموعه على ترقوته، وفي رواية أنه كان في صلاة العشاء، فتدل على تكريره منه، وفي رواية أنه بكى حتى سمعوا بكاءه من وراء الصفوف. وعن أبي رجاء قال: رأيت ابن عباس وتحت عينيه مثل الشراك البالي من الدموع، وعن أبي صالح قال: قدم ناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فجعلوا يقرءون القرآن ويبكون، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: هكذا كنا. وعن هشام قال: ربما سمعت بكاء محمد بن سيرين في الليل وهو في الصلاة. والآثار في هذا كثيرة لا يمكن حصرها، وفيما أشرنا إليه ونبهنا عليه كفاية، والله أعلم] اهـ.