الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى وأحكام .. صيام أول رجب .. يوم أم ثلاثة؟.. مجدي عاشور: يجوز تسمية البنت بـ مكة ولكن بشرط.. ما حقيقة أن الدعاء يغير القدر.. هل علي ذنب إذا لم أسامح من ظلمني؟

صدى البلد

فتاوى وأحكام

صيام أول رجب هل يوم أم ثلاثة؟.. الإفتاء تحدد

قد يتعذر عليّ صيام الأيام البيض من رجب .. فماذا أفعل؟ داعية يجيب

لماذا يعد رجب من الأشهر الحرم؟.. لسبب لا يعرفه كثيرون

هل علي ذنب إذا لم أسامح من ظلمني .. الإفتاء تجيب

ما حقيقة أن الدعاء يغير القدر .. الإفتاء توضح

مجدي عاشور: يجوز تسمية البنت باسم مكة ولكن بشرط

 

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ويحتاجون إليها في حياتهم اليومية.

 

فى البداية.. قالت دار الإفتاء المصرية ، عن صيام اول رجب ، أن الصوم في شهر رجب سواء في أوله أو في أي يوم فيه، جائز ولا حرج فيه لعموم الأدلة الواردة في استحباب التنفل بالصوم، و لم يرد ما يدل على منع الصوم في رجب سواء يوم أو ثلاثة أو حتى سبعة أيام.

وأوضحت “ الإفتاء” في مسألة صيام اول رجب ، أنه ممَّا ورد في فضل الصوم في شهر رجب بخصوصه حديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: «فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ لِصُوَّامِ رَجَبٍ» رواه البيهقي في "شعب الإيمان"، ثم قال: [قَالَ أَحْمَدُ: وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي قِلَابَةَ وَهُوَ مِنَ التَّابِعِينَ، فَمِثْلُهُ لَا يَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ بَلَاغٍ عَمَّنْ فَوْقَهُ مِمَّنْ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ].

وأضافت أن فضل شهر رجب ثابت، بغض النظر عن درجة الأحاديث الواردة فى فضائله، سواء كانت صحيحة أو ضعيفة أو موضوعة، وذلك لكون شهر رجب أحد الأشهر الحرم، التى عظمها الله تعالى في قوله: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ).

وأشارت إلى أن الصيام يطلق على الإمساك، قال الله تعالى:﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ من الآية 26 من سورة مريم، والمقصود به: الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية. 

ونبهت إلى أن الصيام قسمان: (صيام فرض، وصيام تطوع)، منوهة بأن صيام الفرض: يشمل صوم رمضان، وصوم الكفارات، وصوم النذر.، أما صيام التطوع : أي السُّنَّة، وهو ما يثاب المرء على فعله ولا يعاقب على تركه.

وأفادت بأنه قد رغَّب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صيام التطوع والذي يشتمل على الآتي: 

1- صيام ستة أيام من شوال؛ لحديث عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر». رواه الجماعة إلا البخاري والنسائي. 

2- صوم عشر ذي الحجة، وصوم يوم عرفة لغير الحاج. 

3- صيام أكثر شعبان؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم أكثر شعبان، قالت عائشة: «ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا صيام شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان». رواه البخاري ومسلم.

 4- صوم الأشهر الحرم وهم: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، رجب، وصيام رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور، إلا أنه من الأشهر الحرم.

 

يقول الدكتور رمضان عبدالرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، إنه  لا يشترط صيام الأيام البيض منتصف الشهر الهجري، فقد كان يصومها النبي صلى الله عليه وسلم ولا يبالي أكانت في أول الشهر أو أوسطه أو آخره.

والأيام البيض هي ثلاثة أيام من منتصف كلّ شهر في السنة الهجرية، وهي أيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر يصومها المسلّم تقرباً إلى الله وطاعة له، واقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.

وأما عن بيان فوائد وفضل صيام الأيام البيض، فإن صيامها كصيام الدهر والمقصود أنّ من صام هذه الأيام فكأنّه قد صام الدهر؛ ذلك أنّ الحسنة بعشر أمثالها، واليوم عن عشرة أيام، والثلاثة أيامٍ عن شهر، فمن صام ثلاثة أيامٍ من كلّ شهرٍ فكأنه صام الدهر كلّه.

كما ورد في الحديث الذي يرويه ملحان القيسي -رضي الله عنه-: (كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يأمُرُنا أنْ نصومَ البيضَ: ثلاثَ عشْرةَ، وأربعَ عشْرةَ، وخمسَ عشْرةَ، قال: وقال: هنَّ كهيئةِ الدهرِ).

وحرص النبي على صيامها فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم هذه الأيام من كل شهر، ويأمر أصحابه بذلك، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، ورَكْعَتَيِ الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنَامَ).

وجاء عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (يا أبا ذَرٍّ إذا صُمْتَ من الشهرِ ثلاثةَ أيامٍ، فصُمْ ثلاثَ عَشْرَةَ، وأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وخَمْسَ عَشْرَةَ).

ومن فوائدها المباعدة عن النار فصوم الأيام البيض يدخل في فضل صوم يوم تطوعاً، فلقد ثبت في الحديث الصحيح أنّ صوم يوم في سبيل الله؛ يباعد المسلم عن النار سبعين خريفاً، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا).

وهي من أحب الأعمال التي يقوم بها المسلم للتقرب من الله ونيل رضاه هي صيام النوافل بعد الصيام المفروض في شهر رمضان، وصيام الأيام البيض يعتبر من هذه النوافل، وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي الذي يرويه عن الله -تعالى-: (... وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ).

كذلك دخول الصائمين من باب الريان ينال المسلم الذي صام الأيام البيض الأجر والثواب على ذلك، ويدخل الجنة من باب الريان الذي لا يدخله إلا الصائمين، فقد ثبت عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (إنَّ في الجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ).

 

ثم ورد سؤال مضمونة: هل علي ذنب إذا لم أستطع مسامحة من ظلمني ؟ .. سؤال ورد إلى دار الإفتاء ،وقال الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ردا على  السؤال إن عدم استطاعتك مسامحة من ظلمك لا يعتبر ذنبا.

 

وأضاف أمين الفتوى: ولكي تستطيعي أن تسامحي غيرك عليك أن تستحضري أنك أيضا جانية فى حق غيرك وفى حق نفسك أمام الله وأنك محتاجة إلى عفو الله، وتحتاجين من الذين اعتديتِ عليهم بغيبة أو نميمة أو أى نوع من أنواع المظالم أن يسامحونكِ.

 

ومن جانبه قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلا: إنه إذا جاء شخص يطلب من إنسان أن يسامحه، فليس واجبا عليه فعل ذلك، وإنما حسب راحة قلبه، فالعفو بالطبع أفضل، لكنه ليس واجباً.

 

وأضاف شلبي، أنه قال تعالى "وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم وجنَّةٍ عرضُها السَّماوات والأرض أعدَّت للمتَّقين * الذين ينفِقُونَ في السَّرَّاء والضَّرَّاء والكاظمين الغيظ والعافين عن النَّاس واللّه يُحبُّ المحسنين * والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللّه فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذُّنوب إلاَّ اللّه ولـم يُصرُّوا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرةٌ من ربِّهم وجنَّاتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجرُ العاملين"  صدق الله العظيم، فالعفو من صفات المؤمنين، فإن استطعت العفو فهذا أفضل، ولكن ليس ملزماً به.

 

فيما ورد الى دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه، هل الدعاء يغير القدر؟.

وقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ردا على السؤال: نحن مأمورون بالدعاء، ولا ندري ما القدر، وماذا كتب عند الله

وأضاف أمين الفتوى : الإنسان لا يعلم إلا ما أمر به وهو الدعاء، قال تعالى “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ”، وكما قال النبي “ الدعاء العبادة” وفي رواية "الدعاء مخ العبادة".

وأشار أمين الفتوى إلى أن المهم أن يؤدي الإنسان العبادة التى عليه ويرفع يده لله ويدعو ، أما القدر فلا يدري ما كتب عند الله حتى يعلم أن الدعاء رد القدر أم لا.

ونوه أمين الفتوى بأن العبد عندما يدعو الله فيحدث له أحد الأمرين؛ الأول إما أن يحقق الله له ما أراد او أن يرفع عنه مصيبة بمثل ما دعا به، فمثلا شخص دعا أن ينجح ابنه في الامتحان ورسب، فلا يقل لم يستجب الله  لي ، فالله أعطاه نعما أخرى ورفع عنه بلايا أخرى وهو لا يدري بها .

وتابع: “والأمر الآخر قد لا يستجيب الله لك فى الدنيا ولكن يأجرك فى الآخرة ، فأنت فى كل الأحوال إذا دعوت الله فأنت الأجور وهي متاجرة مع الله”.

 

وقال الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إنه لا مانع شرعًا من تسمية البنت باسم مكة؛ فالتسمية بكل ما هو شريف ومعظم بركة لصاحبه، كما أننا نسمى أبناءنا على اسم النبى – صلى الله عليه وسلم-.

وأضاف « عاشور» فى إجابته عن سؤال يقول صاحبه: ما حكم تسمية البنت مكة؟، أن من يسمى ابنته مكة ينبغي له أن يزيد فى إحترامها والرفق بها.

واختتم أن تسمية البنت باسم "مكة" والولد باسم "محمد" يحمل تشريفًا وتعظيمًا لصاحبه؛ فما من بيت فيه محمد إلا لابد أن يُكرمَ كرامة لعيني رسول الله.