EN 
تداول عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو، توضح انحسار مياه البحر المتوسط عن بعض الشواطئ بشكل ملحوظ، وربط البعض أن هذا يسبب حدوث موجات تسونامي، وأنه قد يكون له علاقة بزلزال تركيا وسوريا الأخير.
سبب انحسار مياه البحر المتوسط
وأكد جهات رسمية أن الأمر يرتبط بظاهرة المد والجزر التي تؤثر في انخفاض وارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط وفق المعدلات الطبيعية، فيما نفت الجهات الرسمية علاقة اختلاف منسوب المياه بأي ظواهر غريبة ولا علاقة له بحدوث تسونامي.
ولوحظت مشاهد انحسار مياه البحر في دول عدة في شرق البحر المتوسط، وكان من بينها مصر، حيث كانت بارزة عبر شواطئ العريش شمالي شرق البلاد، حسبما أظهرت لقطات مصورة جرى تناقلها عبر الشبكات الاجتماعية.
كما وثقت صور ومقاطع الفيديو صادمة جفاف شوارع مدينة البندقية السياحية الشهيرة، مما أثار المخاوف من أن تواجه إيطاليا موجة جفاف أخرى خاصة بعد أسابيع من الطقس الشتوي الجاف منذ حالة الطوارئ في الصيف الماضي، حيث شهدت جبال الألب أقل من نصف تساقط الثلوج المعتاد، وفقا لعدد من العلماء والجماعات البيئية.
يأتي التحذير في الوقت الذي تواجه فيه مدينة البندقية، حيث تشكل الفيضانات عادة الشاغل الرئيسي، موجات مد منخفضة بشكل غير عادي تجعل من المستحيل على الجندول، قوارب الأجرة المائية وسيارات الإسعاف التنقل في بعض قنواتها الشهيرة.
صرحت مؤسسة ليجامبيانتي البيئية أن الأنهار والبحيرات الإيطالية تعاني من نقص حاد في المياه بينما جفت المياه في شوارع مدينة البندقية السياحية الشهيرة، خاصة في شمال البلاد.
الجفاف نتيجة التقلبات والتغيرات
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن تعرض عدد من المناطق بأوروبا للجفاف ليس أمرا جديدا، موضحا أنها تغيرات طبيعية وليس لها علاقة بالزلازل.
وأضاف شراقي أن تعرض بعض الأنهار الشهيرة للجفاف يعتبر حادثا طبيعيا، موضحا أن نهر النيل تعرض لجفاف كبير أثناء فترة حكم نبي الله يوسف، ولا توجد علاقة بين زلزال تركيا وجفاف نهر النيل.
وذكر أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن جميع أنهار العالم تتعرض لتقلبات وتغيرات من وقت للآخر في إطار الطبيعي، موكدا أن انحسار الأمطار لعدة سنوات ببعض المناطق لا يعتبر تغيرًا حقيقًيا ولكنها تغيرات عادية يجب الالتفات إليها.
وأوضح أنه يجب على الإنسان أن يتكيف مع الظروف الطبيعية التي تحدث حوله من جفاف وأمطار وزلازل.
وتابع: نصف اثيوبيا بها فيضانات بينما يعاني النصف الآخر من جفاف ومجاعات بذات الدولة، نظرا للظروف الطبيعية.
انحسار مياه البندقية وشواطئ إيطاليا
وكان انخفاض المد في البندقية قد أدى إلى جفاف القنوات في المدينة السياحية الشهيرة، وسط مخاوف من أن تواجه إيطاليا موجة جفاف أخرى.
وجعلت مستويات المياه الحالية من المستحيل على الجندول وسيارات الأجرة المائية وسيارات الإسعاف التنقل في أجزاء من المدينة، مما أدى أيضا إلى تعطيل الكرنفال السنوي الذي اجتذب العام الماضي حوالي 100000 محتفل إلى البندقية.
وقال ألفيس بابا، رئيس مركز المد والجزر في البندقية، إن 15 عاما على الأقل مرت منذ آخر مرة شهدت فيها مستويات المياه في المدينة مثل هذا التراجع، بأكثر من 50 سم عن المتوسط المعتاد.
والحد الأدنى الآمن للتنقل في قنوات البندقية هو 60 سم، وحذرت خدمات الطوارئ من أنها غير قادرة على الوصول إلى بعض السكان في منازلهم.
المركز الإعلامي ينفي المتداول
وكان المركز الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء، أصدر بيانًا للتعليق على هذا الأمر لافتًا أن بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي تداولت أنباءً بشأن انحسار مياه البحر عن بعض شواطئ الجمهورية بشكل كبير مما ينبئ بحدوث تسونامي.
وقال البيان إن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تواصل مع المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، والذي نفى تلك الأنباء، مُؤكدًا أنه لا صحة لانحسار مياه البحر عن بعض شواطئ الجمهورية بشكل كبير مما ينبئ بحدوث تسونامي، مُوضحًا أن انخفاض منسوب المياه في تلك الشواطئ يُعد ظاهرة طبيعية تحدث بشكل دوري وتكون مرتبطة بحركتي المد والجزر ولا علاقة لها مطلقًا بحدوث تسونامي.
وأوضح أن محطات رصد حركة المياه في البحار، سجلت حدوث انخفاض في منسوب المياه ببعض الشواطئ وسيرتفع المنسوب مرة أخرى في موعد محدد بشكل طبيعي، مُناشدًا المواطنين عدم الانسياق وراء تلك الأخبار المغلوطة التي تستهدف إثارة حالة من الهلع بين المواطنين، مع ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
وناشد مجلس الوزراء جميع وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي ضرورة تحري الدقة قبل نشر مثل هذه الشائعات، والتي قد تؤدي إلى بلبلة الرأي العام.
