الفنان السوري:
- درست في مصر الحبيبة بمعهد الفنون المسرحية
- استخرجت حوالي 300 كلمة من القاموس الصعيدي
- استعددت لشخصية “رماح” في المسلسل بشكل عجيب كالمعجزة
نجاح كبير حققه النجم السوري جهاد سعد، في مسلسل ستهم، من خلال شخصية «رماح» التي لعبها في أحداث المسلسل، والتي جسدت ظلم الرجل للمرأة في الصعيد، بصراع درامي قوي بين الأخ وشقيقته.
ومن خلال الحوار التالي، كشف جهاد سعد، عن تفاصيل ترشحه لمسلسل ستهم، وتحضيره لشخصية «رماح» التي لعبها، ورأيه في قضايا المرأة في الصعيد والوطن العربي.

في البداية حدثنا عن الترشيح لمسلسل ستهم.. كيف جاء؟ ولماذا قبلت الدور؟
عندما انضممت إلى بطولة مسلسل ستهم، كانت صدفة غريبة، وحينها كنت في لبنان أصور بطولة مسلسل كلمني الدكتور أشرف زكي، وقال لي عندنا مسلسل وسأل عن أخبار شغلي ومواعيدها، وبعد فترة كلمني مرة أخرى هو والفنانة روجينا.
وناصر عبدالرحمن المؤلف ورؤوف عبدالعزيز المخرج، هم الأربعة كلموني عن المسلسل، وعن الدور، وقالوا لي نحن نريدك معنا، ووقتها لم أكن قارئا للسيناريو ولا أعلم أي شيء، فوافقت، وهذا كان أول بداية للعلاقة مع مسلسل ستهم بطلب من مجموعة العمل.

كم استغرقت تحضيراتك للدور؟
جئت إلى هنا، وجلست في غرفتي وكل يوم استغرق من سبع إلى ثماني ساعات، وفيها قرأت معظم تاريخ الصعيد، واستخرجت حوالي 300 كلمة من القاموس الصعيدي، وشاهدت مسلسلات صعيدية قديمة مثل ذئاب الجبل ودهشة وغيرهما.
وجلست أكتب الحوار بالصعيدي وأصلحه من عندي، ثم يرسلون لي «فويس مسدج» معدل، واستمر هذا لما يقرب من شهر ونصف الشهر في معسكر لم أخرج من المنزل سوى مرة أو مرتين.
وكنت أعود كأني سجين، وعندما دخلنا التصوير، كنت أركز في الحالة الروحية لشخصية «رماح» التي استطعت ان اقترب منها كثيرا، وهي حالة صعبة إلى أبعد مدى لا تشبهني أبدا فارجو من الناس ألا ينظروا لي على أساس إني أنا رماح.

كيف أتقنت اللهجة الصعيدية؟ وهل وجدت صعوبة في الدور الذي تلعبه لأول مرة؟
فعلا لأول مرة أشارك بدراما صعيدية، واستعددت لهذه الشخصية بشكل عجيب كالمعجزة، ولم أكن قمت بأي دور صعيدي قبلها، رغم إني درست في مصر الحبيبة بالمعهد للفنون المسرحية، وعشت في مصر حوالي 12 سنة، فأنا تربيت ثقافيا وإنسانيا في مصر وهذا أثر على إتقاني اللهجة المصرية.
وجئت إلى مصر وعمري عشرين سنة قادما من فرنسا بعدما درست سنتين هندسة عمارة وبدأت دراستي في المعهد، وسبق وقدمت أعمالا مصرية، مثل: (نابليون المحروسة، شطرنج، فرقة ناجي عطا الله، مأمون وشركاه، لا تطفئ الشمس، فيلم فص ملح وداخ) وغيرها، فأنا عشت في مصر كثيرا، وجئت لمصر وفي اليوم التالي دخلت على التصوير من غير أي تحضير على الاطلاق، سوى تحضيرات أولية، ومصحح اللهجة الصعيدية حسن قناوي، شجعني ودخلت التصوير، والصعيدي لهجة مستعصية ليس على الكل، وليس سهل أن ينطقها أحد إلا من أهل الصعيد كما ينطقون به.

ماذا عن المشاهد أمام روجينا خاصة مشهد الضرب بالشومة والحركة.. هل حدث إصابات؟
لم تحدث إصابات نهائيا، وكانت ضربة الشومة مدروسة بالوقت المناسب دون أن يكون هناك أي ضرر، وأسلوب الإخراج والكاميرات والتقطيع، فتركب المشهد بطريقة وضحت أنها طبيعية للغاية، طبعا هناك كنترول عند الممثل دائما يجب أن يستخدمه في المشاهد العنيفة كي لا تتحول الى عنف حقيقي، وهذا ما تحقق بكل بساطة في ضربة الشومة، وكانت روجينا متفاعلة، لأنها خريجة معهد فن مسرحي، وتدرك فن الحركة وحركة الجسد.

كيف رأيت التعاون مع المخرج رؤوف عبد العزيز في أول عمل بينكما؟
التعاون مع رؤوف عبدالعزيز، تعامل راقٍ فهو مخرج ومدير تصوير وفنان ويعرف كيف يحرك الصورة واللون والضوء والممثل، وهو مسيطر على كل وسائل التعبير ومريح جدا في لوكيشن التصوير، وعنده القدرة على إدارة الممثل أيضا بطريقة راقية وهذا كان يسبب لي راحة تماما في العمل، وكنت أقول له هذا عندما أراه من بعيد أو وراء «المانيتور» أحس بأنني بحماية مخرج فاهم لكل أدواته.

ما أصعب المشاهد التي أديتها في مسلسل ستهم؟
كل المشاهد كانت صعبة في مسلسل ممتعة وصعبة للغاية، وطبعا هناك مشاهد أصعب من مشاهد، وهناك مشاهد أقل صعوبة، ولكن بالعموم المسلسل أخذ جهدا كبيرا مني، وأخذ طاقة ولم تكن هناك ساعات كافية للنوم وكنت أقوم بالتحضير في المنزل 8 ساعات ثم إلى التصوير من الخامسة صباحا، والمسلسل كله كان تنفيذه صعب جدا وممتع جدا والحمد لله كانت النتائج جميلة.
كيف كانت الأجواء في التصوير والتعاون مع باقي الفنانين؟
التعامل مع باقي الفنانين كان رائعا، وكل الممثلين كانوا متعاونين متقنين لأدوارهم وكانت فعلا عائلة واحدة، وكل من شارك كانوا ملتزمين الى أبعد مدى.

هل خشيت من كره المشاهد لشخصية رماح التي تلعبها؟
لا لم أخف من كره المشاهد لشخصية رماح، يمكن الناس يكرهونه على مدار المسلسل، وعندما يكتمل المسلسل يمكن ما يكرهون رماح وأسلوبه، وهذا إذا كان هناك نموذج في الواقع منه، وهو فعلا كان عنيفا وكان قاسيا على أخواته وعلى نفسه أيضا، وربما خط سير المسلسل سيوضح هذه النقطة، وإذا كان الجمهور كره رماح فهذا معناه أنني استطعت أن أقدم رسالة من هذا الدور وهذا ما اتمناه لأنه يعني نجاح الدور بهذه الطريقة، بالأخص إنني أول مرة أمثل باللهجة الصعيدية التي استمتعت بها كثيرا، وأحسست فيما بعد كأنني كنت أعرفها من قبل.

هل قابلت شخصيات مشابهة لـ رماح في الحقيقة؟
لا، لم أقابل أحدا في الواقع مثل «رماح» ولكن قد يجوز أن يكون هناك مثله في الواقع لكنني لم اقابل احدا، وربما هناك تقاطعات من شخصية «رماح» مع طبائع بعض الشخصيات الموجودة في واقع الحياة.
ونحن قدمنا رسالة من خلال هذا الدور أيضا، رسالة إنسانية كنت أعيشها في كل لحظة وفي كل كلمة، وموقفي من رماح مختلف لكنني أديته كما هو من لحم ودم حتى لا يكون سلبي أو إيجابي، والباقي للجمهور، وهذه شخصية لم أقدم مثلها في حياتي بهذا العنف وباللغة الصعيدية ولغة جسده ربما كانت المرة الأولى.
ما رأيك في القضية التي يناقشها المسلسل وحقوق المرأة؟
أنا مع هذه القضية لتحرير المرأة من كل العوائق الاجتماعية المفروضة عليها ومن أي سلطة عليها سواء في الإخوة أو العائلة، أنا طبعا مع حقوق المرأة إلى أبعد مدى لأنها كائن أساسي في المجتمع ربما قد تكون في بعض المجالات أساسية أكثر من الرجل بفعاليتها، فهي الأم وهي الجدة وهي المعلمة وهي الأخت التي تأخذ مسؤولية الأولاد، فيجب أن تأخذ المرأة حقوقها المجتمعية والشرعية والإنسانية بالكامل، وطبعا أنا مع هذا الشيء ولست مع ظلم المرأة طبعا على الإطلاق، أنا مع حرية المرأة وأن تأخذ حقوقها وتكون مستقلة تماما ولها كيانها.

هل المرأة العربية تعاني كالمرأة الصعيدية في ستهم؟
قد يجوز أن يكون هناك معاناة للمرأة العربية في بعض الأماكن من الوطن العربي تشبه معاناة المرأة في ستهم التي هي جزء من من الصعيد وقد يكون هناك مثلها في الصعيد أو في سوريا أو في تونس أو في أي مكان في العالم، فمن الممكن أن تكون هناك نساء كثيرات فقدوا حقوقهن بسبب وقوع الظلم عليهن، وهذا اللي خلى ستهم ترتدي ثوب الرجال، ثم تذهب إلى سبيلها في الحياة مع بنتها لكي تربيها وتعتمد على نفسها، وهذا شيء قوي طبعا وأنا لا أتمنى هذا للمرأة.