الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل طه ويس من الأنبياء.. وحكم التسمية بهما؟ علي جمعة يجيب

النبي محمد صلى الله
النبي محمد صلى الله عليه وسلم

يتساءل الكثيرون عن المراد بـ «طه» و«يس» اللذان وردا في مطلع السورتين المسمتين باسمهما، وهل هما اسمين من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم؟ وحكم التسمية بهما. 

حيث يقول سائل: هناك من يقول إن" يس" و" طه" ليست من أسماء الرسول ﷺ فأرجو من حضرتك أن توضحها لنا؟، ليجيب الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن طه ويس من حروف المصحف وليست أسماء للرسول ﷺ فهذا وجه من وجوه التفسير, وهو وجه طيب, واجتهاد مقبول, ولا بأس به, فبعض المفسرين يري أنها حروف مقطعة مثل{الم}، ولذلك عندما جمعوا الحروف وجدوها 28 حرفا, عدوا منها" طه" و" يس".

وتابع: عندما جمعوا الحروف وجدوا أنه يمكن أن نكون منها جملة" نص حكيم قاطع له سر" وهذه الحروف 14 حرفا, والـ14 حرفا الأخرى هي من الـ28 حرفا لم تذكر في أوائل الصور, فإذا" طه" و" يس" هي ليست من أسماء النبي ﷺ علي قول بعض المفسرين.

وأضاف: هناك من جمع للنبي ﷺ أكثر من 300 اسم, وعدوا منها" طه" و " يس", فالأمر سهل, وليس محل قضية معضلة, هذه أقوال نسميها اختلاف التنوع وليس اختلاف التضاد، فمن يقول إنها حروف مقطعة ومن يقول إنها حروف مقطعة ولكنها مطلقة علي النبي ﷺ .. حسب فهم كل مفسر.. فهذا لا بأس فيه.
 

حكم التسمية شرعا بـ طه ويس؟ 

وقالت الإفتاء في إجابتها:"نعم، يجوز شرعًا التسمية بهذين الاسمين، وعدّهما بعض العلماء من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم".

وبينت الإفتاء أنه لاحرج في تسمية الأبناء بهذه الأسماء، وكون هذه الأسماء من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو ليست من أسمائه أمرٌ مختلفٌ فيه؛ فقد ورد حديثٌ ضعيفٌ عند ابن عدي وابن عساكر يذكر فيه أن (طه، ويس) من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فأخرج ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (4/ 509)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (3/ 29)، عَن أَبِي الطُّفَيْلِ عامر بن واثلة الكناني رضي الله عنه قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي عَشْرَةَ أَسْمَاءٍ»، قَالَ أبو الطفيل: قد حفظت منها ثمانية: «محمد، وأحمد، وأبو القاسم، والفاتح، والخاتم، والماحي، والعاقب، والحاشر»، قَالَ أبو يَحْيى: وزعم سيفٌ أن أبا جعفرٍ قَالَ له: إن الاسمين الباقيين: يس، وطه.


وأضافت الإفتاء: لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم أسماء كثيرة، بعضهم أوصلها إلى ثلاثمائة اسم، منها أسماء ‏وردت في القرآن الكريم، وهي: (الشاهد، والمبشر، والنذير، والمبين، والداعي إلى الله، ‏والسراج المنير، والمذكر، والرحمة، والنعمة، والهادي، والشهيد، والأمين والمزمل، ‏والمدثر)، ومنها ما ورد في القرآن والسنة النبوية، وهي: (أحمد، ومحمد)، ومنها ما ورد ‏في السنة فقط، وهي: (الماحي، والحاشر، والعاقب، والمقفي، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، ‏والمتوكل)، ومن أسمائه المشهورة صلى الله عليه وآله وسلم: (المختار، والمصطفى، والشفيع، والمشفع، ‏والصادق، والمصدوق).

وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِي خَمْسَة أسْماءٍ: أَنا محمَّدٌ، وَأَنا أحْمَدٌ، وَأَنا الحاشِرُ الّذِي يُحْشَرُ النّاسُ على قَدَمي، وَأَنا المَاحِي الذِي يَمْحُو الله بِيَ الكُفْرَ، وَأَنا الْعاقِبُ» أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما".

قال العلامة المناوي في "فيض القدير" (2/ 518) في شرح الحديث السابق: [وفيه جواز التسمية بأكثر من واحد، قال ابن القيم: لكن تركه أولى؛ لأن القصد بالاسم التعريف والتمييز والاسم كاف، وليس كأسماء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن أسماءه كانت نعوتًا دالة على كمال المدح لم يكن إلا من باب تكثير الأسماء لجلالة المسمى لا للتعريف فحسب، (تتمة) قال المؤلف -يقصد السيوطي- في "الخصائص": من خصائصه أن له ألف اسم، واشتقاق اسمه من اسم الله تعالى، وأنه سمي من أسماء الله بنحو سبعين اسمًا، وأنه سمي أحمد، ولم يسم به أحدٌ قبله] اهـ.

وشددت الإفتاء: لقد اهتم علماء الأمة رحمهم الله تعالى بإفراد أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتأليف، فأُلِّف في أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدة مؤلفات، وفي "كشف الظنون" و"ذيليه" تسمية أربعة عشر كتابًا، وهي للأئمة: ابن دحية، والقرطبي، والرصاع، والسخاوي، والسيوطي، وابن فارس، وغيرهم، وقد طبع منها "الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة" للسيوطي، و"البهجة السنية في الأسماء النبوية" للسيوطي أيضًا.