النفط يواصل التراجع| فما سبب انخفاضه في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية؟

خلال الآونة الأخيرة، شهدت أسعار النفط تراجعا كبيرا، بالتزامن مع هدوء المخاوف حيال وفرة المعروض النفطي بالأسواق خلال الفترة المقبلة وبخاصة بعد انتهاء أزمة تمرد مجموعة فاجنر في روسيا.

 وأثارت المخاوف حيال تقلص إمدادات النفط الروسية، ولكن بعد انتهاء الأزمة سريعا والتوصل إلى اتفاق يقضي بخروج المجموعة من الأراضي الروسية، فإن المخاوف حول إمدادات النفط الروسية انتهت تماما، ولذلك بدأت الأسعار في الانخفاض.

تراجع النفط للشهر الخامس

وتراجعت أسعار النفط للشهر الخامس على التوالي حيث انخفضت بأكثر من 15% منذ بداية العام وحتى الآن، إذ أثّرت البيانات الضعيفة الواردة من الصين والولايات المتحدة على النظرة المستقبلية للطلب على النفط.

وفي هذا الصدد، واصلت أسعار النفط تراجعها عالميا اليوم الثلاثاء، حيث خسرت العقود الآجلة لخام برنت حوالى 1٪ مسجله نحو  ٧٣ دولارًا للبرميل، حيث سجل سعر خام برنت  نحو 73.52 دولارا، بنسبة تراجع 0.90%، وانخفض الخام الأمريكي الوسيط بنسبة تراجع (1.05%) مسجلا 68.67 دولارا للبرميل.

وكذلك، تضررت أسعار النفط الخام من تصريحات المسؤولين في الصين حول النمو الاقتصادي في البلاد والذي بدوره قد يضعف الطلب الصيني على النفط. 

وقال رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، لمندوبين في قمة المنتدى الاقتصادي العالمي في تيانجين، اليوم الثلاثاء، بأن نمو الاقتصاد الصيني في الربع الثاني سيتجاوز الربع الأول، ومن المتوقع أن يصل في نهاية العام إلى 5%، وهذه التصريحات عززت المخاوف حيال تباطؤ الطلب الصيني للنفط هذا العام.

 التراجع إيجابي للاقتصاد المصري 

بالإضافة إلى ذلك، لا تزال أسعار النفط تتضرر بفعل المخاوف حيال تباطؤ نمو الطلب الصيني على النفط الخام وبخاصة بعد قيام عدة بنوك كبرى بخفض توقعاتها للنمو الاقتصادي الصيني هذا العام، حيث أصدرت وكالة ستاندرد آند بورز S&P Global أحدث تقرير حول التوقعات الاقتصادية للصين؛ حيث خفضت الوكالة الائتمانية توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 5.2% من 5.5% في 2023 الجاري، وفي هذا الصدد، أضافت ستاندرد آند بورز جلوبال بأنه يجب أن يستمر تعافي الصين ولكن بوتيرة متفاوتة.

ومن جانبه، قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن تراجع أسعار النفط يعود بفائدة كبيرة على الاقتصاد المصري، حيث إنه عند زيادة أسعار النفط تسببت في ارتفاع أسعار الدولار، مما يساعد على زيادة مصروفات الدولة، وكل دولار ينخفض يساعد على تقليل فاتورة الاستيراد بنفس الرقم، فيعتبر هذا التراجع إيجابيا للغاية.

وأضاف الإدريسي خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "تشهد هذه الفترة الكثير من التقلبات على أسعار النفط، حيث إنه حدث تراجع وقد نرى زيادة مرة أخرى، فبالتالي لا يحدث انخفاض مستمر إنما تقلبات في أسعار النفط، والدول تنقسم لشقين دول مصدرة وأخرى مستوردة، فتعود إيجابيات هذا التراجع على الدول المستوردة فقط".

وتابع: "عندما يحدث هناك انخفاض في تكلفة الحصول على الطاقة، تحدث زيادة حركة في عجلة الاستثمار والتي تساهم بعض الشيء في الخروج من حالة الركود التي يشهدها الاقتصاد العالمي".

وفي الوقت ذاته، تترقب أسعار النفط صدور بيانات معهد البترول الأمريكي في وقت لاحق من اليوم، وغدا تصدر بيانات إدارة الطاقة الأمريكية الرسمية حول مخزونات النفط الخام، وسوف تلقي هذه البيانات الضوء على مدى إقبال الأمريكيين على الوقود خلال موسم الصيف والذي يزيد فيه معدل القيادة.

وبالنسبة لأسعار الطاقة الأخرى، فقد سجلت عقود البنزين انخفاضا بتعاملات اليوم بنسبة 1.15% ووصلت إلى 2.4266 دولارا للجالون، وأيضا، تراجعت عقود الغاز الطبيعي بنسبة 1.42% لتستقر قرب 2.851 دولارا لكل مليون وحدة حرارية. وكذلك، سجلت عقود زيت التدفئة هبوطا بواقع 0.09% لتسجل نحو 2.4106 دولار.