الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفيضانات والحرائق تهدد روائع الفن والتاريخ في الصين والهند

فيضانات
فيضانات

تشهد الصين والهند ظواهر مناخية قاسية بسبب التغير المناخي، ما يسبب فيضانات وحرائق في عدة مناطق من هذين البلدين الآسيويين. وهذه الظواهر لا تؤثر فقط على حياة وممتلكات الملايين من السكان، بل تشكل أيضًا تهديدًا للتراث الثقافي والطبيعي للصين والهند، اللذين يضمان بعضًا من أشهر المعالم والمواقع في العالم.

التغير المناخي يهدد روائع الفن البوذي في الصين

قال باحثون هذا الأسبوع، إن لوحات جدارية بوذية قديمة في شمال غرب الصين تواجه “تهديدًا مباشرًا” نتيجة لمستويات غير مسبوقة من هطول الأمطار التي تسبب فيها التغير المناخي.

وأدت الأمطار الغزيرة في دونهوانغ وزانغي في مقاطعة قانسو الصينية إلى وضع مواقع التراث العالمي المدرجة في قائمة اليونسكو في خطر، حيث تضررت أديرة كهفية تعود إلى القرن الرابع، وفقًا لما ذكرته منظمة غرينبيس البيئية يوم الاثنين.

وقالت غرينبيس، إن تسرب مياه الأمطار وارتفاع الرطوبة ألحقت أضرارًا بلوحات كهفية قديمة، بما في ذلك تلك الموجودة في كهوف موغاو الشهيرة، وأضافت أن بعض الكهوف انهارت.

وقال لي تشاو، باحث أول في مكتب غرينبيس شرق آسيا، في بكين: “الزيادات المفاجئة في الرطوبة والفيضانات وانهيارات الكهف تحدث بالفعل”.

وقالت غرينبيس إن مجمل كمية الأمطار ازدادت في قانسو منذ عام 2000، لكن عدد أيام المطر انخفض في الواقع، مما يعني أن جولات الأمطار المفردة أصبحت أكثر شدة. كما ارتفعت درجات حرارة المقاطعة بشكل أسرع من المتوسط ​​العالمي.

وتقوم الصين حاليا بإجراء مسح وطني للتراث الثقافي، لكن لي حذَّر من أن بعض كنوز البلاد قد تكون قد اختفت بالفعل بحلول اكتمال المسح. وأضاف: “المواقع التي نظرنا إليها تشمل بعض أكثر المواقع التراثية تمويلًا وتأهيلًا في الصين.

وهناك مئات من المواقع التي تحظى بتمويل أقل ودراسة أقل في جميع أنحاء الصين والتي تواجه هذه المخاطر نفسها”.

ولم تكن قانسو هي المنطقة الوحيدة المعرضة للخطر. أدى ازدياد مستويات الأمطار في مقاطعة شانشي الشمالية الجافة عادة إلى إلحاق الضرر بالمباني القديمة، بعضها يزيد عمره عن 1000 عام، وفقًا لما ذكرته منظمة أصدقاء الطبيعة، وهي مجموعة بيئية في بكين، الشهر الماضي.

كما انهار معبد جينسي وكهوف تيانلونغشان، وهما موقعان تراثيان وطنيان في شانشي، وتضررت أبراج وجدران قديمة في المقاطعة بسبب الأمطار الغزيرة غير المعتادة، قالت المنظمة.

فيضانات الهند تصل إلى أسوار تاج محل الشهير

تعاني الهند من فيضانات مدمرة بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة التي تجتاح شمال البلاد منذ ثلاثة أسابيع. حيث وصلت مياه نهر اليمونة المنتفخ بالأمطار إلى أسوار تاج محل، أحد أشهر معالم البلاد وأكثرها جذبًا للسياحة، لأول مرة منذ 45 عامًا.

وحذر خبراء من أن التغير المناخي يزيد من احتمال حدوث فيضانات أكثر شدة وتكرارًا في المستقبل، مما يهدد التراث الثقافي والطبيعي للهند.

الأسباب والآثار

نهر اليمونة هو رافد رئيسي لنهر الغانج، ويجري على طول 1376 كيلومترًا من جبال الهيمالايا إلى عدة ولايات شمالية، بما في ذلك دلهي وهاريانا وأوتار براديش. وقد ارتفع منسوب نهر اليمونة إلى 208.57 متر (684 قدم) الأسبوع الماضي، حسبما قالت السلطات، مما دفع إلى إجلاء جماعي للسكان، حيث أبلغت الولايات الشمالية عن عشرات الوفيات بسبب الفيضانات الشديدة.

كما غمرت مياه نهر اليمونة حديقة تقع خلف تاج محل، ولامست الجدران الخارجية المصنوعة من الحجر الأحمر للمجمع المذهل، الذي بناه إمبراطور مغولي في القرن السابع عشر لتكريم زوجته التي توفيت أثناء وضع طفل.

وقالت هيئة المسح الأثرية في الهند (ASI)، التي تشرف على الموقع التابع للتراث العالمي لليونسكو، إن المعلم لا يوجد به تهديد من فيضانات حالية. “لا يحتمل أن تدخل مياه الفيضانات إلى المعلم. إن التصميم المدهش للبنية يستبعد مثل هذه التهديدات. لا يمكن للماء أن يدخل إلى ضريح رئيس حتى خلال فيضانات عالية”، قال هذا راج كومار باتيل، عالِم أثار رئيس في ASI1.

التوصيات

أصدرت الجهات المعنية في الهند تحذيرات، حيث طالبت باتباع تعليمات السلطات المحلية للتعامل مع الفيضانات والحفاظ على السلامة الشخصية، مثل الابتعاد عن المناطق المنخفضة والمياه الراكدة والجسور المتهالكة.

وكذلك اتخاذ إجراءات للتخفيف من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، التي تزيد من احتمال حدوث فيضانات أكثر شدة وتكرارًا في المستقبل، ودعم جهود حماية وصيانة المواقع التراثية والطبيعية في الهند، التي تشكل جزءًا من هوية وثقافة البلاد.