إيه اللي هيحصل يوم 25 ؟

سألني الرجل في المترو وهو قلق كان يقصد ما يسمعه في أجهزة الإعلام، وما تنشره الصحف عن العنف المتوقع، منها اقتحام سجن طرة للقصاص مباشرة من رجال النظام السابق، واقتحام المركز الطبي العالمي ربما لإعدام مبارك.
ناهيك عن التهديدات المتبادلة بين بعض الثوار وبين بعض السلفيين، بالإضافة إلى تهديد البعض بمنع نواب مجلس الشعب من الدخول إلى مقر البرلمان.. مناخ موتر، ومخيف.
لم أجد ما أقوله للرجل وسائق التاكسي الذي كان قلقاً أيضاً سوى أنني لا أعتقد أنه سيكون هناك عنف، وأن هذا اليوم سيمر بسلام.
الحقيقة أنني لم أكن مستنداً إلى معلومات، ولا حتى إلي تحليل اجتهدت فيه، ربما لأنني خفضت بشكل تلقائي ما يتم تصديره في الصحف، ووسائل الإعلام من كافة الأطراف إلى النصف عندما ينزل إلى أرض الواقع، وربما كان ردي تعبيراً عن أمنية اكتشفت أنها ليس لي وحدي ولكن لكثيرين أقابلهم هنا وهناك.
لكن هذا القلق تعبير عن أزمة أعمق، وهي أننا مازلنا نعيش حالة شديدة الاحتقان، وأن كل القوى المجتمعية والسياسية لم تصل إلى اتفاق أو توازن، وأن الطريق الذي مهدت له هذه الثورة النبيلة لم يمتلئ سوى بالدم حتى الآن، وأننا بشكل أو آخر ما زلنا إلى حد كبير عند المربع الذي كان قبل 25 يناير.
هل هذا كلام محبط؟
نعم، وكل ما أتمناه أن يأتي علينا الخامس والعشرون في العام القادم بدون قلق وخوف ورعب.