الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عالم أزهري: اللَّه أكبر مفتاح النصر في حرب أكتوبر

الدكتور صفوت عمارة
الدكتور صفوت عمارة

قال الشيخ صفوت عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، إنّ الصراع العربي الإسرائيلي صراع قديم ولن ينتهي؛ إلا بتحرير الأراضي المحتلة، وحل عادل للقضية الفلسطينية، وأعظم ما حدث من حروب وانتصارات في عصرنا الحديث، هي حرب يوم السادس من أكتوبر، عام 1973م، العاشر من رمضان عام 1393هـ، واستعادت فيها مصر عزتها وكرامتها وهيبتها العسكرية، واستردت بها للأمة العربية شرفها وكرامتها، بعد مرور ست سنوات من هزيمة يونيو 1967م.

وأضاف «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ نصر أكتوبر كان بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، وتحطم أسطورة الجيش الإسرائيلى الذي لا يقهر، مما اضطر القيادات الإسرائيلية إلى الاعتراف بالإخفاق فى حرب أكتوبر، وتقدمت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير باستقالتها في 1974م.

وأكد صفوت عمارة، أنَّ مفاتيح نصر حرب أكتوبر كثيرة ومتعددة ومنها على سبيل المثال؛ اللغة النوبية التي أمنت الاتصالات، وخطة الخداع الإستراتيجي التي ضللت الأعداء، وأهم مفتاح لنصر أكتوبر كان صيحات «اللَّه أكبر» التي انطلقت من أفواه الجنود؛ فكانت المُحفز للقوات على العبور والنصر، فاستشعروا بعزة اللَّه وقوته وكبريائه ومعيته، لأن الجندى باسم اللَّه يتحرك، وعلى اللَّه يتوكل، ومن اللَّه يستمد عونه وانتصاره؛ فكان توفيق اللَّه سبحانه وتعالى لقواتنا المسلحة في تتويج بلادنا بتاج النصر، وبعد مفاوضات طويلة استعادت مصر أرضها كاملة.

وأشار «صفوت عمارة»، إلى ما ذكره الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، في مذكراته عن حرب أكتوبر، عن قصة اختيار «اللَّه أكبر»: «ولمعت في ذهني فكرة بعثها اللَّه لتوها.. لماذا لا نقوم بتوزيع مكبرات صوت على طول الجبهة، وننادي فيها: اللَّه أكبر.. وكانت هذه أقصر خطبة وأقواها»، وتابع «الشاذلي»: «وطلبت تدبير 50 مكبر صوت ووضعت على كل كيلو فردين معهم مكبر صوت ويقولون اللَّه أكبر وبالتالي كان الجنود يرددونها، وفي يوم السبت السادس من أكتوبر يوم العاشر من رمضان، الساعة الثانية والنصف ظهرا كانت الجبهة مشتعلة بنداء: اللَّه أكبر.. تردده موجات من عشرات الآلاف من الجنود خلف مكبرات الصوت في أثناء عبورهم للقناة وفي طريقهم لاقتحام خط بارليف».

وأوضح «عمارة»، أنّ حرب أكتوبر أصبحت درسًا يدرس في جميع الكليات العسكرية؛ نظرًا لصعوبة عبور الجيش المصري الموانع الطبيعية كقناة السويس، والمانع الصناعي خط بارليف، فضلا عن خطوط أنابيب النابلم في أسفل القناة، وسيبقى كل شهيد من شهداء الوطن أيقونة للإنتماء والولاء والوطنية؛ لأنهم ضحوا بأرواحهم من أجل أن يبقى هذا الوطن حرًّا عزيزًا شامخًا يعيش أبناؤه في أمن واستقرار، وسيبقى ما قدموه مصدر إلهام وفخر واعتزاز لكل إنسان وطني؛ فاللهم ارحم شهداءنا الأبرار.