الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سامح الدهشان يكتب: رحلة الوعي (5) التّعامل مع الخذلان وخيبة الأمل

سامح الدهشان
سامح الدهشان

منذ بداية رحلتي مع مرض "السرطان"، وأنا ألقبها  برحلة الوعي، لِمَا لا ! وأنا أعيد اكتشاف كل شيء من جديد، وأرى نفسي ومفاصل وأركان حياتي من جديد، إطلالتك على أي مشهد جميل لا تعتمد على جمال وروعة الإطلالة فقط، وإنما على النافذة التي ستُطل منها، وأنا اخترت نافذة الوعي لرؤية تفاصيل ومحطات الرحلة، عندما زارني السرطان ظننت أن حياتي انتهت، وظل شبح الموت يصرخ في كل أمسياتي، ولكني لم أكن أعلم أن الله من الممكن أن يكتب البدايات الجديدة من هنا، من رحم الموت والألم، أول مراحل الوعي هي تفاعلي مع مواقف الخذلان وخيبات الأمل والأشخاص الذين خذلوني، كل ما كنت أريده صاغته إحدى المقربات على الطرف الآخر من الأرض في رسالة أرسلتها لي ذات مساء عبر الواتساب:                                       (it’s not allowed to you to give up you are not alone )، وكتبت إليها الرد سريعًا: (I will never give up) 

هذا هو جُل ما كنت أحتاجه ببساطة ألا أشعر أني وحدي أمام وحشية الألم وفجائية التجربة وقسوة الظروف، أن أجد من يقول لي: أنا معك، إحدى علامات بدايتي مع رحلة الوعي هو إحساسي بالشفقة تجاه من خذلوني، لم أشعر بالغضب أو الانكسار كرد فعل طبيعي تجاه خيبات الأمل، أغلقت نوافذ التعلق وأسدلت ستائر التوقعات، وجلست في غرفتي وحدي أقرأ رسائل القدر بكل وعي واستقامة وفي هدوء، يهبك أولئك الذين يخذلونك على الطريق علامات إرشادية لإتجاهات حقيقية غير مُزيفة تقودك إلى طريق إنسانيتك الحقيقي، إلى كل الذين خذلوني أقول: لا زلتُ قادرًا على قبول التحديات ورؤية الحقيقة بوعي ورضا وسأستكمل رحلتي مع هذا الضاري المُسمى بـ"السرطان"، وجودكم حولي في الرحلة أو على مقربة لا يعني استسلامي أو انكساري، حكيت لله عنكم ذات مرة في صلاتي ثم خجلت ، ماذا أريد من المخلوقين !! والخالق يُحيطني بكل هذا اللطف والود والرضا .. وللحديث بقية.