قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د. منال إمام تكتب: مصر في مرمى الحروب الخبيثة "زمن المؤامرات"

د. منال إمام
د. منال إمام

في زمنٍ تتداخل فيه الحقيقة بالوهم، وتُشَنّ فيه الحروب بلا جيوشٍ ولا مدافع، تقف مصر كعادتها صامدة في وجه المؤامرات، محتسبة على الله عدالة قضيتها، ومستمرة في مسيرتها رغم كيد الكائدين وتآمر المتآمرين.
أحبكِ يا مصر، وأشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بمسؤولية الانتماء. نحن لا نعيش فقط في وطن، بل نحن شركاء في حمل الأمانة، وفي الدفاع عن دولةٍ تتعرض لحرب شرسة من نوع جديد، لا تُخاض في ميادين القتال، بل في العقول، وفي تفاصيل الحياة اليومية، وفي نشر الفوضى والفتن، وافتعال الأزمات.
 

احتراق سنترال رمسيس: حادث أم إنذار؟
ما حدث مؤخرًا في قلب القاهرة من احتراق سنترال رمسيس، ليس مجرد حادث عرضي، بل جرس إنذار. فتلك الحوادث المتفرقة التي تتكرر هنا وهناك تحمل في طياتها ملامح حروب الجيل الخامس: حرب الوعي، وحرب التضليل، وحرب بالوكالة وحرب زعزعة الثقة بين الشعب ومؤسساته (الحروب الخبيثة)
هذه الحروب لا تحتاج إلى طائرات أو دبابات، بل تحتاج فقط إلى عملاء من الداخل، وأدوات رقمية، وإشاعات ممنهجة، ومجموعات إلكترونية تثير البلبلة وتغذي مشاعر الإحباط والشك واليأس.
 

أعداء الخارج وخونة الداخل: تحالف قوى الشر
في خضم هذه الحرب، نجد تحالفًا بين أعداء الخارج ممن يزعجهم أن تبقى مصر مستقرة، وخونة الداخل الذين يبيعون ضمائرهم مقابل حفنة من المال أو وعد بسلطة زائلة. هدفهم واحد: إضعاف الدولة، هدم الثقة، وشلّ إرادة الأفراد.
لكن مصر ليست دولة هشّة. مصر أمة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وتنهض دائمًا بعد كل محنة أقوى مما كانت عليه.
الظروف الإقليمية: الطوق الملتهب حول حدودنا؟ ما يزيد من خطورة الموقف هو الوضع الإقليمي المتفجر من حولنا:
•    في الجنوب، السودان يغرق في أتون الحرب الأهلية، ويمثل ذلك تهديدًا مباشرًا لأمننا الحدودي.
•    في الغرب، ليبيا لا تزال تعاني من الانقسام والصراعات المسلحة.
•    في الشرق، العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة يهدد المنطقة بأكملها، ويضع مصر في موقف حرج ما بين الدفاع عن القضية الفلسطينية ومنع امتداد الفوضى إلى حدودها.
•    وفي البحر الأحمر، الحوثيون يعطلون حركة الملاحة الدولية دعماً لوقف الحرب على غزة، مما يؤثر على قناة السويس، شريان مصر الاقتصادي.
•    أما في منابع النيل، فملف سد النهضة ما زال يستخدم كورقة ضغط على مصر في واحدة من أخطر معارك الأمن القومي، معركة المياه.
قضيتنا العادلة لن تتغير
كل هذه التحديات تهدف إلى تغيير موقف مصر من القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. لكن من يعرف مصر جيدًا، يدرك أن مواقفها لا تُشترى ولا تُباع. مصر ستظل سندًا للقضية الفلسطينية، وستظل تدافع عن الحقوق المشروعة للشعوب، لأنها ببساطة دولة ذات حضارة وضمير.
 

رسالة إلى كل مصري ومصرية: انتبهوا!
رسالتي اليوم إلى كل مواطن مصري: انتبه! لا تكن أداة في يد من يتربصون ببلدك. لا تسهم دون أن تدري في نشر الأكاذيب أو الإحباط أو الفوضى. شارك في حماية الوطن بالوعي، بالمعلومة الصادقة، بالتصدي للشائعات، بالعمل، بالإخلاص، وبالتمسك بالثوابت.
الوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها، بل كرامة وهوية ومستقبل. ومهما كانت التحديات، فإن مصر ستبقى. لأنها بلد حفظها الله، ولأن فيها شعبًا يعرف جيدًا كيف يقف في وجه العواصف.
ختامًا…

نحن في زمن لا يكفي فيه الحب، بل يجب أن يكون الحب فعلًا. فعل وعي، وفعل حماية، وفعل إيمان بمستقبل هذا الوطن، مهما تآمر المتآمرون، فاللهم أحفظ بلادي وجنبها الفتن ما ظهر منها ما بطن.