أكد الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المسافر له رخصة شرعية في أداء الصلاة، تتمثل في الجمع والقصر.
فالجمع يكون بين صلاتَي الظهر والعصر، وكذلك بين المغرب والعشاء، أما القصر فيتم بأداء صلوات الظهر والعصر والعشاء ركعتين فقط، بينما تبقى صلاة المغرب كما هي ثلاث ركعات، مشيرًا إلى أن هذا الحكم يطبَّق أثناء السفر، أي أثناء كون الشخص في الطريق.
وأضاف عبد السميع، خلال مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية، أن شرط القصر هو أن تكون المسافة التي ينوي المسافر قطعها تتجاوز 85 كيلومترًا، مؤكدًا أن من يقيم في مكان سفره 3 أيام فقط، دون احتساب يومَي الدخول والخروج، يجوز له القصر والجمع، أما من ينوي الإقامة أكثر من 4 أيام غير يومي الوصول والمغادرة، كأن يسافر من القاهرة إلى الإسكندرية ويقيم فيها 4 أيام دون احتساب يومي الذهاب والعودة، فلا يجوز له الأخذ برخصة القصر والجمع، لأنه في هذه الحالة يصبح "مقيمًا" وليس "مسافرًا"، وبالتالي يؤدي الصلوات بشكل طبيعي تام.
كما بين عبد السميع أن الشخص غير المسافر لا يجوز له الجمع بين الصلوات إلا لعذر، مثل المطر أو المرض أو الخوف، أو كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم أحيانًا، ولكن بشرط ألا يتخذ ذلك عادة.
مسافة السفر التي تحتاج للقصر
أجابت دار الإفتاء المصرية بأن مسافة السفر التي تترتب عليها أحكام القصر والجمع في الصلاة تُقدّر بحوالي 83.5 كيلومتر، وتُحسب هذه المسافة من حدود المدينة التي يخرج منها المسافر إلى حدود المدينة التي يقصدها.
وإذا قطع الشخص هذه المسافة، جاز له قصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، بشرط أن يتجاوز حدود مدينته، كما يجوز له الجمع بين الظهر والعصر أو المغرب والعشاء في وقت أي منهما.
وأضافت دار الإفتاء أنه يجوز للمسافر الجمع والقصر في الصلاة بعد الوصول إلى وجهته، بشرط ألا ينوي الإقامة فيها أكثر من أربعة أيام غير يومَي الدخول والخروج. أما إذا نوى الإقامة مدة أطول، فعليه أن يؤدي الصلوات بشكلها الكامل من وقت الوصول.
وأوضحت دار الإفتاء أن تقدير المسافة بالسفر هو أربعة بُرُد، استنادًا إلى ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا أهل مكة، لا تقصروا الصلاة في أدنى من أربعة بُرُد؛ من مكة إلى عسفان»، رواه الدارقطني والبيهقي والطبراني. ورغم أن الحديث ضعّفه بعض العلماء، فقد صحّحه ابن حجر العسقلاني، وأورد أن الصحابة كابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم كانوا يقصرون الصلاة ويفطرون في السفر لمسافة أربعة بُرُد.