قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عبدالفتاح النادي يكتب: بصيرة السيسي

عبد الفتاح النادي
عبد الفتاح النادي

لم يكن الأمر صدفة ولم تكن مجرد "صفقات" تبرمها الأوراق  وتوثقها عناوين الصحف فقط، حين قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يفتح أبواب السماء والبحار والبر أمام أحدث منظومات السلاح في العالم، كان يدرك أن مصر تدخل مرحلة استثنائية، وأن جيوش القرن الحادي والعشرين لا تعيش إلا بامتلاك القوة، القوة الرادعة التي لا تجامل ولا تنتظر إذنا من أحد.

منذ سنوات، تساءل البعض: لماذا الرافال؟ ما الحاجة إلى حاملات الميسترال؟ ولماذا الغواصات الألمانية؟ ولماذا كل هذا الإنفاق على تسليح الجيش؟.. ربما كانت الأسئلة مشروعة في وقتها، لكن الإجابة لم تكن مكتملة حينها.
اليوم، ومع تصاعد التهديدات الإقليمية، ومع تلويح إسرائيل بين الحين والآخر بخيارات عسكرية، أدرك الجميع أن رؤية السيسي لم تكن رؤية عابرة، بل كانت استباقا للغد ونابعة من بصيرة استراتيحية وعسكرية صلبة يمتكلها القائد الوطني، تحصينا للوطن قبل أن تفتح عليه أبواب الخطر.

الجيش المصري لم يكتفي بسلاح قديم أو عقيدة مقاتلة جسورة فقط، بل نحن أمام قوة برية هي الأكبر في المنطقة، مدعومة بدروع متطورة وصواريخ تكتيكية حديثة، وأمام قوات بحرية تسيطر على الممرات الاستراتيجية من قناة السويس إلى البحرين الأحمر والمتوسط.

أما السماء، فقد أصبحت ساحة تلمع فيها الرافال والسوخوي والمقاتلات متعددة المهام، تحمل رسالة واحدة: من يقترب.. سيدفع الثمن.. كما قالها الرئيس السيسي: اللي عاوز يجرب يقرب.

لكن وراء كل قطعة سلاح، هناك فلسفة.. فلسفة تقول إن مصر ليست دولة تبحث عن الحرب، لكنها لا تسمح بالانكسار، وأن الأمن القومي لم يعد يتوقف عند حدود سيناء، بل عند كل شبر يمس المصالح المصرية في الإقليم، من ليبيا إلى غزة، ومن سد النهضة إلى البحر المتوسط، كانت مصر بحاجة إلى ذراع قوية تشهر السلاح إذا لزم الأمر، وتفرض معادلة الردع على أي خصم يفكر في اختبار صبرها.

إن من ينظر إلى الخريطة اليوم، سيدرك أن ما فعله السيسي كان تأسيسًا لجدار من الصمت المسلح.. سلاح لا يستخدم في الضجيج، بل في لحظة الحقيقة فقط.. وهنا تكمن الحكمة: أن تكون مجهزا دائما، فلا تفاجأ أبدًا.

لقد أدرك المصريون الآن لماذا كان الرئيس حريصًا على أن يمتلك الجيش كل ما هو حديث ومتطور.. لأن الكرامة لا تصان بالشعارات، بل بالقوة الرادعة.