قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عجز العلم أمام قدرة الله تعالى


قال تعالى:- "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ" سورة الحج : آية 73: مدنية.

يُنبهنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة على سخافة عقول عابدين الأصنام حيث لو أجتمع جميع ما تعبدون من الأصنام والأنداد على أن يقدروا على خلق ذباب واحد ما قدروا على ذلك حتى أنهم عاجزون أيضاً على الأنتصار من الذباب لو سلب منهم شيئاً من الذى عليها من الطيب.
معنى الآية: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ" الضرب هو إيقاع شيء على شيء بقوة ، والأمثال هى إعلام بشيء معلوم ليصل العلم فيه إلى شيء مجهول، والله تبارك وتعالى يضرب لكم هذا المثل ويقول خذوه في بالكم وانتبهوا له وافتحوا له آذانكم جيداً واعقلوه لأنه سينفعكم في علاقتكم برسول الله وبالمؤمنين.
والخطاب فى هذه الآية موجه للناس كافة فلم يخص أحداً دون أحد فلم يقل (يا أيها المؤمنون) لأن هذا المثل موجه إلى الكفار، فالمؤمنون ليسوا في حاجة إليه " فَاسْتَمِعُواْ لَهُ" يعني انصتوا وتفهموا مراده ومرماه لتسيروا في حركتكم على وفق ما جاء فيه وعلى وفق ما فهمتم من مغزاه.
وقوله "إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُواْ لَهُ" أي الذين تعبدونهم وتتجهون إليهم من دون الله " لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً"وهو أصغر المخلوقات " وَلَوِ اجْتَمَعُواْ لَهُ" يعني لو تضافرت جهودهم واجتمع أمرهم جميعاً لا واحداً واحداً وهذا ترق في التحدي حيث زاد في قوة المعاند.
وقوله تعالى "لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً" جاءت بنفي المستقبل فلم يقل مثلاً (لم يخلقوا) فالنفي هنا للتأبيد فهم ما استطاعوا في الماضي ولن يستطيعوا أيضاً فيما بعد حتى لا يظن أحد أنهم ربما تمكنوا من ذلك في مستقبل الأيام ، ونفي الفعل هكذا على وجه التأبيد لأنك قد تترك الفعل مع قدرتك عليه إنما حين تتحدى به تفعل لترد على هذا التحدي فأوضح لهم الله سبحانه أنهم لم يستطيعوا قبل التحدي ولن يستطيعوا بعد التحدي.
ثم يقول تعالى "وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ" فقد تقول إن عملية الخلق هذه عملية صعبة لا يتحدى بها لذلك تحداهم بما هو أسهل من الخلق فقد كانوا يذبحون القرابين عند الأصنام ويضعون أمامها الطعام ليباركوه فكانت الدماء تسيل عندها وتتناثر عليها فيحط عليها الذباب ويأخذ من هذه الدماء على أرجله النحيفة هذه أو على أجنحته أو على خرطومه فتحداهم الله تعالى أن يعيدوا من الذباب ما أخذه وهذه مسألة أسهل من مسألة الخلق.
لذلك يقول الله تعالى بعدها "ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ" الطالب هو الصنم والمطلوب هو الذباب والمعنى أن كلاهما ضعيف فالذباب في ذاته ضعيف وهم كذلك ضعفاء بدليل أنهم لن يقدروا على هذه المسألة لكن هناك ضعيف يدعي القوة وضعيف قوته في أنه مقر بضعفه.
ما يستفاد من هذه الآية الكريمة أن مهما تقدم العلم وتطورت التكنولوجيا فلن يستطيع أحداً إلى قيام الساعة أن يخلق جناح البعوضة فإن جميع الخلق سيظلوا عاجزين أمام قدرة المولى عز وجل.