الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عدم الرد على السفهاء من صفات المؤمنين

صدى البلد

" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا" سورة الفرقان:آية63:مكية

يخبرنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة عن بعض صفات المؤمنين التى ينبغى عليهم الاتصاف بها وهى عدم مخاطبة السفهاء الجهلاء لأن فى مخاطبتهم مجارة لهم فى السفه.

معنى الآية: أضاف الله تعالى العباد إلى الرحمن إشارة إلى أنهم وصلوا إلى هذه الحالة بسبب رحمته تعالى وحتى لا نظن أن العبودية لله ذِلة ،ثم يذكر الله صفات هؤلاء العباد فيقول" وَعِبَادُ الرَّحْمَـانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً " يعني برفق وفي سكينة دون اختيال أو تكبر ، لماذا؟ لأن المشي هو الذي سيُعرضك لمقابلة مجتمعات متعددة وهذا الأدب الرباني في المشي حتى يُسويِّ بين جميع البشر.

وقيل إن المراد بالمشي الهون هو الذي يسير فيه الإنسان على سجيته دون افتعال للعظمة أو الكبر لكن دون انكسار وذلة فمشية المؤمن وسط لا متكبر ولا مذلول ،فالمتكبر هو شخص ضُرِب الحجاب على قلبه فلم يلتفت إلى ربه الأعلى ويرى أنه أفضل من خلق الله جميعاً ولو استحضر كبرياء ربه لاستحى أن يتكبر على خلق الله فتكبره دليل على غفلته.

ثم تتحدث الآية بعد ذلك عن صفات عباد الرحمن وعلاقاتهم بالناس فيقول تعالى" وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً " والجاهل هو السفيه الذي لا يزن الكلام ولا يضع الكلمة في موضعها ولا يدرك مقاييس الأمور لا في الخلق ولا في الأدب ،والمعنى: إذا خاطبك الجاهل فحذار أن تكون مثله في الرد عليه فتَسفه عليه كما سَفِهَ عليك بل عاقبه بأدب وقل "سَلاَماً " لتُشعره بالفرق بينكما.

وقيل أن المراد من السلام هنا سلام المتاركة لا سلام الأمان الذي نقوله(السلام عليكم)فحين تتعرض لمن يؤذيك بالقول ويتعدى عليك باللسان تقول له سلام يعني سلام المتاركة ،وبعض العلماء يرى أن كلمة " سَلاَماً" هنا تعني المعنيين سلام المتاركة وسلام التحية والأمان فحين تحلُم على السفيه فلا تُجاريه تقول له لو تماديتُ معك سأوذيك فأنت بذلك خرجت من سلام المتاركة إلى سلام التحية والأمان.

والفرق بين الجاهل والأميّ: أن الأميّ هو خالي الذهن ليس عنده معلومة يؤمن بها وهذا من السهل إقناعه بالصواب ،أما الجاهل فعنده معلومة مخالفة للواقع لذلك يأخذ منك مجهوداً في إقناعه لأنه يحتاج أولاً لأن تُخرِج من ذهنه الخطأ ثم تُدخل في قلبه الصواب.

مايستفاد من هذه الآية أن أفضل إسلوب فى معاملة السفهاء عدم الرد عليهم حتى لانصبح مثلهم.