الجيش الجزائري يتأهب لإنهاء الصراع في ليبيا .. تصاعد التهديدات على الحدود وتهديد حقول الغاز ضغوط لا يمكن احتمالها

وجدت الجزائر في
الولايات المتحدة حليفا غير متوقع دعم موقفها ضد التدخل العسكري في ليبيا كما أيدت
واشنطن أيضا محاولات الجزائر بدء حوار وطني بين الليبيين تماما كما فعلت في مالي وتسعى
الجزائر إلى مساعدة الزعيم الاسلامي التونسي راشد الغنوشي لدفع الإسلاميين الليبيين
للمشاركة في الحوار المحدد له أكتوبر المقبل .
الجزائر التي نشرت
أعداد كبيرة من القوات لتأمين الحدود الجنوبية والشرقية مع ليبيا وتونس تعارض علنا
التدخل العسكري الغربي في ليبيا خاصة بعد المعارك الأخيرة بين ميليشيات في العاصمة
الليبية لأنها تدرك أن الأزمة في ليبيا سياسية .
وأيد وزير الخارجية
الامريكي جون كيري الموقف الجزائري عقب اجتماع مع العمامرة نظيره الجزائري الذي ترى
ضرورة استنساخ الجهود التي بذلت مع الأطراف المتنازعة في مالي ولأن الجزائر
لديها علاقات مع الجماعات الليبية المعادية للاسلاميين لذلك فإن التنسيق الجزائري التونسي
بدعم من الدول الغربية والخليجية يفترض به أن يؤدي إلى توحيد مختلف الأطراف في الأزمة الليبية
حول طاولة الحوار وتساعد على عزل الجهاديين والجماعات المتطرفة التي تسعى إلى إقامة
دولة إسلامية وفقا للنموذج الداعشي في أجزاء من سوريا والعراق وتهديد منطقة الساحل
ككل.
ويمر الوضع الأمني
بتدهور حاد على طول الحدود التونسية - الجزائرية وتم اغتيال العديد من الجنود التونسيين
كذلك اختفاء
إحدى عشرة طائرة مدنية من مطار طرابلس وردت تقارير تفيد بأن الطائرات كانت في أيدي
"الجهاديين" الذين يعتزمون استخدامها لأغراض إرهابية في الجزائر، والمغرب،
وتونس وتنفيذ هجمات مماثلة لأحداث 11 سبتمبر.
لتجد الجزائر نفسها
مضطرة لمواجهة هذه التهديدات بمفردها وعدم القدرة على الاعتماد على الدول المجاورة
يفسر الإنفاق العسكري في الجزائر نظرا لحدودها الطويلة التي تمتد ألف كيلومتر مع ليبيا.
فهل تدفع هذه
الأحداث الجيش الجزائري ليتدخل عسكريا في ليبيا ؟ التوقعات تشير إلى أنه لن يتخلى عن
ايديولوجيته وهي "عدم التدخل" فيما يتعلق بالمسائل الخارجية إلا أن مصادر
أمنية رفيعة المستوى تؤكد أن الجيش لن ينتظر بلا حراك بينما تأخذ الجماعات السلفية
الجهادية السلطة في ليبيا وتهاجم تونس وقال عقيد جزائري متقاعد "إن أي جيش في
العالم يكون من الغباء إذا لم يواجه تهديدا خطيرا نابعا من خارج حدوده." وتابع
إذا وقعت ليبيا ومن ثم تونس في أيدي" التكفيريين فإن ذلك يعني أن الجزائر ستتحول إلى ساحة حرب مفتوحة ما يدفع الجزائر
أيضا إلى التدخل العسكري في ليبيا هو تهديد الإرهابي لصناعتها النفطية خاصة بعد الهجوم
الإرهابي في يناير 2013 على منشأة للغاز في الصحراء الجزائرية.
على الرغم من أن
وكالة الأناضول ذكرت أن مسؤولين ليبيين زاروا الجزائر لطلب تدخل عسكري
للمساعدة في فرض النظام في طرابلس إلا أن وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة نفى وجود
أي نية للتدخل في بيان خلال الدورة السادسة للجنة الاستراتيجية الجزائرية في مالي معلنا أن الجزائر تدعم حوارا وطنيا شاملا في ليبيا، وليس حلا عسكريا.
إن رفض المسئولين
الجزائريين المستمر للتدخل العسكري في ليبيا ليس مطلقا، وأعتقد أن التطورات على الأرض
قد تجبر الجزائر على التدخل العسكري المحدود مع الآخرين وليس هناك شك في أن الجزائر
ستلعب دورا حاسما من نوع ما في منع الميليشيات المتطرفة من الاستيلاء على ليبيا.
وفي حال حدوث تدخل
عسكري ستكون هناك بالتأكيد تداعيات داخل الجزائر وستنفذ الميليشيات الليبية عمليات
انتقام عبر الحدود لكن نظرا للخبرة الواسعة للجزائريين في جهود مكافحة الإرهاب ونظرا
للعلاقة المباشرة وغير المباشرة مع الأطراف المتنازعة في ليبيا فيمكنها أن تلعب دورا
دبلوماسيا مهما في مواجهة تهديد المتطرفين في ليبيا.