قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

غدا.. بداية الأيام العشر الأواخر من رمضان التى تحتضن أوتارها ليلة القدر


تبدأ غدا الثلاثاء الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان التي تحتضن ليلة القدر المباركة الواقعة في وتر هذه الأيام ، وتوافق هذا العام ليلة غد الثلاثاء، وليالى الخميس والسبت والأثنين والأربعاء القادمة ، ولان المناسبات السعيدة والمؤثرة يبقى لها بالذاكرة ترقب وحضور، فإن ليلة القدر واحدة من أهم تلك المناسبات التي ينتظرها المسلمون كافة ويترقبونها في كل عام في شهر رمضان، فمن يسر الله أن يدعو بدعوة في وقت يوافقها كتبت له الإجابة ، فكم من أناس سعدوا من استجابة دعائهم في تلك الليلة.
وليلة القدر ليلة مباركة إذ أنها أعظم ليالي شهر رمضان، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي، لتكون ليلة العبادة فيها خير من ألف شهر، " أي خير من عبادة ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر" ، وهى ليلة ليست خاصة لهذه الأمة، بل هي عامة لها ولسابقاتها من الأمم، وقدرها وشرفها يرجع إلى نزول القرآن الكريم فيها، وأول ما نزل منه الآيات الخمس من سورة العلق .
إيمان المسلمون بعظم أمر ليلة القدر إيمان يقيني فهي ليلة ذات شأن عظيم، والعمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وتقدر مقادير الخلائق على مدى العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والحاج والداج، والعزيز والذليل، ويكتب فيها الجدب والقحط، وكل ما أراد الله تبارك وتعالى في تلك السنة أن يطرأ على العباد من أحوال من هذه الليلة إلى مثيلتها من العام القادم.
عظم الله ثواب العبادة في تلك الليلة ، فإذا كانت نزل الروح الآمين جبريل والملائكة من غروب الشمس إلى طلوع الفجر يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله ، وقيامها يكون بالصلاة وتلاوة القرآن، وإطالة الصلاة بالقراءة أفضل من تكثير السجود مع تقليل القراءة، ومن اجتهد في القيام والطاعة وصادف تلك الليلة نال من عظيم بركاتها.
لقد دأب المسلمون في كافة أرجاء المعمورة على تحرى ليلة القدر في أوتار العشر الأواخر من شهر رمضان، عسى أن يكونوا من السعداء الذين تصادفهم ويصادفوها، وأرجى ما تكون ليلة سبع وعشرين، فيجتهدوا في العبادة والذكر، والتنبؤ بوقوعها مستدليين في ذلك على بعض العلامات ، ومنها مايبشر بقدومها وتسمى "علامات مقارنة " و تتمثل في قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، و طمأنينة قلب المؤمن وانشراح صدره ، و سكون الرياح، و" علامات لاحقة " لا تظهر إلا بعد أن تمضى تلك الليلة وفيها تشرق الشمس في صبيحتها لا شعاع لها، أو تصبح يومها حمراء ضعيفة، وتكون ليلتها معتدلة لا باردة ولا حارة.
وجاء في تسميتها " بليلة القدر " خمسة أقوال، الأول منها ارجعها لعظيم قدرها، وجلالة مكانتها عند الله عز وجل وكثرة مغفرة الذنوب، وستر العيوب في هذه الليلة المباركة، والثاني أشار إلى أنه بسبب أنها ليلة تضيق فيها الأرض على الملائكة الذين ينزلون من السماء، والثالث يعزوه لأن الأشياء تقدر فيها، والرابع لأن من لم يكن له قدر صار بمراعاتها ذا قدر، أما الخامس فلأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، وتنزل فيها رحمة ذات قدر، وملائكة ذو قدر.
وفضل ليلة القدر يرجع لأنها خير من ألف شهر عملا وصياما وقياما وفيها نزول الملائكة والروح والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحلقات الذكر ويضعون أجنحتهم تعظيما لطالب العلم بصدق، فهي سلام إلى مطلع الفجر لا يحدث فيها داء يملؤها البركة والخير، ومن قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، إنها ليلة بلجة منيرة مضيئة لا حارة ولا باردة ، لا يرمى فيها بنجم يعني لا ترى فيها هذه الشهب التي ترسل على الشياطين.
وليس من الضروري لمن أدرك ليلة القدر أن يعلم أنها ليلة القدر، بل قد يكون ممن لم يكن له منها إلا القيام والعبادة والخشوع والبكاء والدعاء وهؤلاء هم أفضل عند الله تعالى، وأعظم درجة ومنزلة ممن عرفوا تلك الليلة، فالعبرة هى بالاستقامة، والجدية، والإخلاص فى التعبد لله عز وجل.