تفسير معنى قول النبي "احفظ الله يحفظك.. احفظ الله تجده تجاهك"

"عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف".
تفسير الحديث: قوله صلى الله عليه وسلم: " احفظ الله " يعني : احفظ حدوده ، وحقوقه ، وأوامره ، ونواهيه ، وحفظ ذلك : هو الوقوف عند أوامره بالامتثال ، وعند نواهيه بالاجتناب ، وعند حدوده ، فلا يتجاوز ما أمر به ، وأذن فيه إلى ما نهى عنه ، فمن فعل ذلك ، فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم الله في كتابه ، وقال عز وجل : هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب وفسر الحفيظ هاهنا بالحافظ لأوامر الله ، وبالحافظ لذنوبه ليتوب منها .
ومن أعظم ما يجب حفظه من أوامر الله الصلاة ، وقد أمر الله بالمحافظة عليها ، فقال : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، ومدح المحافظين عليها بقوله : والذين هم على صلاتهم يحافظون، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من حافظ عليها كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة وفي حديث آخر : من حافظ عليهن كن له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة .
وكذلك الطهارة ، فإنها مفتاح الصلاة ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن .
ومما يؤمر بحفظه الأيمان ، قال الله عز وجل: واحفظوا أيمانكم ، فإن الإيمان يقع الناس فيها كثيرا ويهمل كثير منهم ما يجب بها ، فلا يحفظه ، ولا يلتزمه .