«ادعاء النبوة» مهنة «المحبطين» للمتاجرة والشهرة.. خبراء: على الإعلام قتلهم بالتجاهل ويجب تجديد الخطاب الديني

خبراء:
الإعلام سبب ظهور "مُدّعي النبوة"
المُتاجرة بالدين وراء ظهور "مُدّعي النبوة"
البحث عن الشهرة دفع المُحبطين "لادعاء النبوة"
ظهر خلال الفترة الماضية بعض الأشخاص وادعوا النبوة وزعم أحدهم أنه مسئول عن صياغة الكثير من الأحداث فى مصر.
هذه الظاهرة دفعت للتساؤلات حول أسباب زيادة تلك الظواهر من مُدعّي النبوة، وهل لذلك أسباب نفسية أم اجتماعية وكيف نتصدى لذلك.
السطور القادمة تحاول الإجابة عن تلك التساؤلات.
أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن الإعلام هو السبب الرئيس وراء ظهور مدعي النبوة ونشر أفكار التخلف والخزعبلات، لأنه يبحث عن الإثارة والترويج المكسب المادي بعيدا عن أخلاقيات المهنة وأعرافها.
وقال "صادق" في تصريح لـ"صدى البلد": "الإعلام هو سبب ظهور مدعي النبوة، لأنه يبحث عن الإثارة ويعطي مساحة إعلامية لأي شخص ويعمل على تخيم هذه القضايا وإعطائها أهمية وحجما أكبر من حجمها بعمل مناظرات علانية لهؤلاء مع علماء دين".
وأضاف أن من أسباب تفحل هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة هو إتاحة مساحة كبيرة لأشخاص مرضى نفسيين، كما أن هذه الظاهرة تعكس التخلف الاجتماعي والثقافي والديني، مشيرا إلى أن هؤلاء الدجالين موجودن في كل مكان وزمان، لكن الإعلام هو الذي يضخم معتقاداتهم على عكس الإعلام الغربي الذي لا يلتفت إليها.
وعن مكافحة هذه الظاهرة للقضاء عليها، أكد أستاذ علم الاجتماع أنه لابد من وجود معايير إعلامية لعرض القضايا ويحدد من الذي يسمح له بالحديث في المنصات الإعلامية، بمعنى إهمال هؤلاء وقتلهم إعلاميا.
من جانبه أكد الدكتور شحاتة صيام، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن الذين يدعون النبوة يظهرون منذ فترة طويلة وزادت الظاهرة مؤخرا بسبب عدم المصداقية في التدين ، وكثرة انتشار من يتاجرون بالدين.
وأوضح "صيام" في تصريحات لـ"صدى البلد" عدم تجديد الخطاب الديني، ساعد في ذلك، بالإضافة إلى كثرة المفسرين بشكل خاطئ للقرآن الكريم.
وعن كيفية التصدي لمثل هذه الظواهر، قال:"يجب إعادة قراءة التراث الإسلامي مرة أخرى، وعدم التجاوب مع من يدعون ذلك أو الاهتمام بهم".
وفي سياق متصل قال الدكتور أحمد يحيى أستاذ علم الاجتماع، أن مدعي النبوة هو شخص محبط، يبحث عن الشهرة والترزق من شهرته على حساب ادعائه النبوة واستضافته بالقنوات الفضائية.
وأوضح "يحيى" في تصريحات لـ"صدى البلد" أنه يجب على وسائل الإعلام تجاهل هؤلاء ممن يدعي النبوة، حتى يعمل على تخييم هذه القضايا ولا يعطيها حجما أكبر.

أشهر "مدعي النبوة" في مصر:
سيد طلبة هو محمد أبو علي وكان يعمل موظفًا بسيطًا في هيئة الطاقة الذرية وعلى طريقة الفنان أحمد زكي في فيلم "البيضة والحجر" بدأ طلبة مسيرته بالعلاج بالقرآن، وما لبث أن اشتهر بين الناس، حتى ادعى النبوة وإنه النبي الجديد على الأرض، وادعى أن الله أيده بسر جديد وهو الشفاء بكلمة "كن فيكون"، وعلى الرغم من اعتقاده أن النبي محمد هو آخر الأنبياء إلا إنه قال إن الله أرسله لتثبيت العقيدة والدين في الأرض.

لطيف صبحي بدأ حياته في العمل في بريطانيا، ثم ادعى بعد فترة أن الله أرسله لهداية الناس وذلك في عام 1995 مستدلًا على معنى اسمه بالفرنسية والذي يتكون من مقطعين Tea+Ia والتي تعني "لاشىء" حسب اعتقاده، واستدل بآيات من القرآن الكريم، حيث قال إنه ذكر في سورة الكهف وتحديدًا في قول الله: "ولا تقولن لشىء إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يشاء الله"، وكانت دلالة وجوده هي كلمة لشىء وهى إسمه بالفرنسية.

رشاد خليفة ولد خليفة في كفر الزيات بالبحيرة، وكان والده شيخًا للطريقة الصوفية في المدينة وعرف التصوف وبعد إنهاء دراسته الجامعية سافر إلى أمريكا لدراسة الكيمياء وترقى في المناصب حتى عُين خبيرًا في الأمم المتحدة، وما لبث أن ترك عمله واشتغل بالدعوة في مسجد بمدينة توسان الأمريكية وترأس المركز الإسلامي ثم أعلن أن جبريل أتاه بوحي من الله وادعى النبوة، وبعد فترة عثرت السلطات في ولاية أريزونا على جثة خليفة وهو غارق في دماءه يوم 31 يناير 1990.

محمد إبراهيم محفوظ عمل محفوظ مديرًا لإحدى شركات الملاحة في الإسكندرية ثم أعلن أنه نبي وأنشأ "الطريقة الروحية" وتقوم فكرته على أن النبي محمد لم يمت وإنما تجسد فيه وأباح الربا بعد ذلك، وارتكب جرائم كثيرة منها أنه كان ينفرد بالنساء في جلسات العلاج الروحي ويقوم بالاعتداء عليهن.

محمد الجعفري وهو من الصعيد وتحديدًا من أسوان وعمل بالزراعة وهو أمي لم يدرس شيئًا، ومع ذلك وصلت أصداء دعوته إلى الأحياء الراقية بالقاهرة كالزمالك وصار له منهم أتباع.

عمر أمين حسنين بدأ زعيمًا للطريقة البيومية الصوفية في القاهرة وادعى النبوة وقال إن جبريل عليه السلام وعزرائيل يتآمرون معه ويخففون عنه آلامه وأنه نجح في رفع الصلاة عن بعض أتباعه لبلوغهم درجة اليقين، وهو عم منال التي ادعت النبوة بعد ذلك، وتم القبض عليه وسجنه ومات في السجن.

منال وحيد مناع وهي تشبه سجاح اليمنية، التي ادعت النبوة بعد وفاة الرسول، وزعمت منال أن بيتها مسجد للصحابة والأولياء وأن عمها الذي ادعى النبوة ومات في السجن قام وهو الآن يؤدي مناسك الحج بالنيابة عن أتباعه، فلا داعي أن يحجوا، وأن جبرائيل عليه السلام ومولانا الحسن والحسين عليهما السلام وكلا من السيدة زينب وفاطمة الزهراء عليهما السلام يتجلون لها بصحبة عمها عمر حسنين.
وفي عام 1990 ادعت النبوة وكان أغلب أتباعها على درجة عالية من الثراء منهم تجار ذهب ورجال أعمال وأساتذة جامعة وأطباء وسياسيون وبلغ عددهم 250 شخصًا.

رامي عبد الفتاح درس رامي الهندسة ولم يعمل في مجاله بل ادعى النبوة مؤكدًا هبوط وحي السماء لاختياره نبيًا لآخر الزمان، وأن الوحي طلب منه تبشير المسلمين والمسيحيين وباقي أتباع الديانات بدعوته وضرورة اتباعها قبل حلول يوم القيامة الذي حدده بيوم 11 مارس 2000.

صالح أبو خليل اشتهر إعلاميًا باسم دجال الشرقية ويطلق عليه أتباعه فضيلة العارف بالله الشيخ صالح أحمد الشافعى محمد محمد أبوخليل الكبير، نقيب السادة الأشراف بالزقازيق ورئيس الجمعية الخليلية الإسلامية.