قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الحكمة من وضع الهلال على رأس المآذن


رأى بعض المؤرخين أن وضع قطعة نحاسـية أو معدنية على شكل هلال أعلى المآذن يعد رمزًا له معنى وله أصل، وتكون فتحة الهلال باتجاه القبلة لتعطي دلالة على تحديد اتجاه القبلة لسكان المنطقة المحيطة بالمسجد وللمارة، فالقبلة تعرف من داخل المسجد باتجاه المحراب وتعرف من خارج المسجد من فتحه الهلال وهذا هو الهدف والغاية من وضع الهلال على رأس المنــارة.
رأى آخر:
وقال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، إن تشكّل المآذن والقباب، إحدى أهم العلامات البارزة، في عمارة المساجد، مشيرًا إلى أن المسجد الواحد قد يتضمّن أكثر من مئذنة، وقبة، كما هو السائد، في المُدن والحواضر الكُبرى، في ربوع العالم الإسلامي.
وأوضح «ممدوح» في تصريح له، أن هناك سببًا لا يدركه البعض في تصميم مئذنة المسجد على هذا النحو بأن تتألف من 3 طوابق، وفوقها الهلال مفتوح للأعلى، موضحاً أن ذلك التصميم يرجع إلى معتقدات المسلمين.
وبيّن مدير إدارة الأبحاث الشرعية، أن الطوابق الثلاثة من المئذنة فيها إشارة إلى 3 مراتب يعتقدها المسلم، وهي: «الإيمان والإسلام والإحسان».
وأضاف: أما الهلال فوهو شعار المُسلمين، الذي يكون من معدن أصفر لمّاع، أو من ذهب براق، يُثبّت في أعلى الجوسق، ويكون مفتوحا للأعلى مع بعض الميل، ليكون ذلك إشارة إلى أنه يتلقى المدد من السماء ويُصبه على الأرض.
تصميمات المآذن
ويمكن تصنيف المآذن التاريخية، علي النحو التالي: الطراز الأموي: وهو الأقدم، ومن أهم سِماته، اتخاذ قاعدته شكلاً أقرب إلى الأضلاع الرُباعية، الضخمة الهيكل، والسمكية الجُدران، بشكل مُلفِت للنظر.. وتتعدد الشُرفات، التي يصعد إليها المؤذن، حيث تتراوح حول الأربعة شُرفات، ومن أشهر نماذجها، التي مازالت قائمة إلى الآن، مآذن الجامع الأموي في دمشق، والزيتونة في تونس، والخيرالدا في أشبيلية.
الطراز العباسي: هو الأكثر تأثرًا بالعمارة القديمة، لحضارة وادي الرافدين، وبخاصة عمارة الزاقورات، حيث يتسم بالمسقط الأسطواني الدائري، وتقل الشُرفات، ويزداد الارتفاع، ويكون السطح الخارجي للمئذنة أملس، وتتكاثف الزخارف والمُنمنمات.
الطراز الفارسي: ومن أبرز سِماته، وجود الأقواس المُدببة، ذات الصفة التزيينية، أو الإنشائية، إضافة إلي أنواع مُتباينة من الزخارف، والمنحوتات، والخطوط.
الطراز المصري: الذي ظهرت سِماته المُميّزة، إبان العصر الفاطمي، وتطوّر في العصرين الأيوبي، والمملوكي.. والسِمة الأبرز، لمآذن هذا الطراز، الأضلاع المُتعددة، التي تأخذ شكلاً سُداسيا أو مثمنا، وفي كثير من الأحيان، يأخذ الجوسق، شكل الكُرسي الصغير، المُستنِد إلي قوائم من الرخام.
الطراز الهندي: وهو يتّسم بالبدن المضلع، الذي تبدو أضلاعه، أشبه بأعمدة مُتلاصقة، وشُرفاته مُتعددة، وغالبا ما تزدان بالمقرنصات بديعة الشكل، ومن أشهر نماذجه، مئذنة قطب منارة، في دلهي، التي شُيِّدت في عهد أول سلاطين المماليك، في الهند، قطب الدين أيبك.
الطراز العثماني: وإذا كان البعض يري بأنه امتداد وتطوير لإبداعات السلاجقة، في تصميم وهندسة المآذن، إلاّ أن المُشاهدات والتدقيقات الفنيّة والهندسية، تُثبت تأثره بكُل الطُرز، التي سبقته، بدءًا من المآذن الأموية، حيث البدن ذو الشكل المربع، وصولاً إلي المآذن السلجوقية، التي يغلب علي هيكلها، الشكل الدائري، أو المُضلّع، وتعدد الشُرفات.. وإذا كان الطراز العثماني، قد أدخل المزيد من التطوير، إلاّ أنه انفرد بالعديد من الخصائص، لعل من أبرزها، الارتفاع الكبير، الذي يزيد عن الخمسين مترًا، في العديد من المآذن، وكذا الشكل المُدبب، المُغطى بصفيحة من الرصاص، والذي تنتهي به الشُرفة العلوية، ويأخذ هيئة السهم، الذاهب نحو السماء، وتُعد مدينة اسطنبول، المعقل الرئيسي لطراز المآذن العثمانية، كما سنُبيّن بعد قليل.
وإضافة لما سبق، فإن ثمة مآذن، ذات طراز خاص، تشتهر باسم الملويات، وهي شبه مخروطية، ويدور السلِم من الخارج، على بدنها الملآن، ومن أمثلتها مئذنة مسجد سامراء، (المئذنة الملوية)، ومئذنة مسجد أبو دلف شمال سامراءبالعراق، ومئذنة مسجد أحمد بن طولون، بالقاهرة.