قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كاتب بريطاني: سنظل ندافع عن أوروبا حتى لو غادرناها


خاطب الكاتب كون كوغلين، أبناء شعبه من الناخبين البريطانيين، قائلا: "إذا كنتم تصدقون ديفيد كاميرون ورفاقه في معسكر البقاء، فسوف ترون أن أكثر الناس سرورا بتصويت بريطانيا يوم الخميس المقبل لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، سيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومتعصبو تنظيم داعش."

ورأى كوغلين –في مقاله بالتلغراف- أن أحد أبغض التكتيكات التي وظفها معسكر الخروج هو تخويف الناخبين بحيث يظن هؤلاء أن تصويتهم لصالح خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي سيتركنا تحت رحمة الجنود الروس والدواعش.

ولفت كوغلين إلى أن "داوننغ ستريت حافظت على دعايتها التحذيرية منذ بداية حملة الاستفتاء، عندما أغرت ضابطا بالجيش متصل بـداوننغ ستريت بأن يقنع رؤساء سابقين له بالخدمة بأن يوقعوا على خطاب يدعوا إلى الاستمرار في عضوية الاتحاد الأوروبي، وبالنسبة لرئيس وزراء حاول ذات مرة أن يذكر الجيش بمرؤوسيته قائلا (أنتم تشتغلون في القتال، وأنا أشتغل في السياسة) – بالنسبة لرئيس وزراء كهذا فإن إدماج ضابط بالجيش بهذا الشكل المباشر في السياسة هو أمر غير متوقع، إن لم يكن مخالفا بشكل صريح للدستور."

ورأى كوغلين أن "الخطاب، كغيره من تكتيكات كثيرة تخويفية يستخدمها معسكر البقاء، قد تحوّل إلى سلاح مضاد؛ لقد قال بعض الموقعون على الخطاب إنهم تعرضوا لضغوط حتى يوقعوا، فيما أعلن آخرون –ومن بينهم رئيس أركان القوات المسلحة السابق الـفيلد مارشال لورد تشارلز جوثري- عن ميلهم الصريح للتصويت لصالح الخروج."

وأشار كوغلين إلى أن "المستر كاميرون لم يرتدع من تلك الانتكاسة (التي سببها الخطاب) وإنما صعّد أكثر بالتحذير من أن التصويت لصالح خروج المملكة من الاتحاد قد يتمخض عن تورط بريطانيا في حرب أوروبية رئيسية أخرى، ثم في عطلة الأسبوع الماضي، قارن رئيس الوزراء هذه المعركة لإبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بـقتال السير وينستون تشرشل ضد هتلر."

ونبه الكاتب إلى أن "المستر كاميرون لم يكن الصوت الوحيد المروّج لهذا الهراء؛ إذ خرج وزير الخارجية فيليب هاموند معلنا أن روسيا كانت الدولة الوحيدة التي تريد أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي، ثم أضاف وزير الدفاع مايكل فالون إلى هذه الهستريا بإعلانه أن التصويت لصالح الخروج لن يكون خبرا جيدا سوى في موسكو والرقة عاصمة الدواعش في سوريا."

وقال كوغلين "حسنا، إذا ما كان تنظيم داعش وروسيا وغيرهما من الأنظمة العدائية هم من الغباء بحيث يظنون أن لديهم سببا للاحتفال إذا ما صوت البريطانيون لصالح خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي، فإنهم (داعش وروسيا وغيرهما) يرتكبون بذلك خطأ فادحا في تقدير الأمور."

وأوضح كوغلين "بدايةً، وبغض النظر عن نتيجة الاستفتاء المزمع الخميس، فإن الطائرات الحربية والقوات الخاصة وغيرها من العناصر البريطانية ستواصل يوم الجمعة (اليوم التالي للاستفتاء) دعمها لجهود التحالف الذي تقوده أمريكا لإضعاف وتقويض جبهة داعش في كل من سوريا والعراق، وعلى الرغم من استغراق بريطانيا في حملة استفتائها، إلا أن الائتلاف استطاع لعب دور رئيسي في مساعدة قوات الحكومة العراقية في تحرير مدينة الفلوجة المهمة استراتيجيا من براثن الدواعش."

وأضاف كوغلين "إن تحرير الفلوجة يفتح الباب لتحرير الموصل بما ينهي حكم داعش الإرهابي في العراق، ولا حاجة للقول إن الاتحاد الأوروبي في حدّ ذاته لم يكن عاملا في نجاح جهود الائتلاف التي ستستمر بغض النظر عن استمرار عضوية بريطانيا في الاتحاد من عدمه."

على صعيد آخر، قال كوغلين "الأمر نفسه ينطبق على عمليات حلف شمال الأطلسي (ناتو) الراهنة في أوروبا الشرقية ودول البلطيق، حيث تشارك قوات وطائرات وسفن حربية بريطانية في عرقلة المستر بوتين عن الانخراط في مغامرات عسكرية جديدة على شاكلة النموذج الأوكراني، إنها إرادة بريطانيا في نشْر قواتها المسلحة دعمًا لمثل تلك العمليات من جانب الناتو، وليست عضوية بريطانيا في الاتحاد – هي التي عرقلت محاولات الكرملين عن توسيع مناطق نفوذه في أوروبا الوسطى ودول البلطيق."

وشدد الكاتب على أن "عاملا آخر لا ينبغي أن يغيب عن الأذهان، هو أنه حتى حال اختيار الشعب البريطاني التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، فإن هذا الشعب لا يريد أن يتخلى عن أوروبا؛ إن بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي ستظل تواصل العمل عن قرب مع حلفائها الأوروبيين، وبالأخص الفرنسيين الذين نشاركهم في اتفاقية دفاع مشترك."