الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الكيل بمكيالين".. روسيا "سمن على عسل" مع تركيا بعد "الطعنة في الظهر".. تدعمها بعد تفجير"أتاتورك" ومستمرة في تعليق رحلاتها لشرم الشيخ

الرئيس الروسي فلاديمر
الرئيس الروسي فلاديمر بوتين و نظيره التركي رجب طيب أردوغان

محللون:
خبير بالشأن الروسي: موسكو لم تتعامل بازدواجية تجاه "القاهرة" و"إسنطبول"
خبير بالشأن التركي: الموقف مختلف مع مصر
طارق فهمي يكشف سر "الرضا الروسي" عن أردوغان عقب تفجير مطار "أتاتورك"
سفيرنا السابق بموسكو: تصرفات روسيا غامضة


"الطعنة في الظهر".. هكذا وصف الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، عمل تركيا بإسقاط القاذفة الروسية "سو-24" في نوفمبر الماضي، وألقت هذه الحادثة بظلها على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث قررت روسيا فرض عقوبات تجارية على تركيا شملت العديد من القطاعات، منها حظر استيراد المنتجات الزراعية، ووقف الرحلات السياحة، ومنع توظيف العمال الأتراك، وفرض تأشيرة على الأتراك الذين يزورون روسيا.

لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم في 27 يونيو اعتذاره لروسيا عن إسقاط الطائرة الحربية الروسية، في بادرة وصفت بأن أنقرة تسعى لتحسين العلاقات التي أضر توترها باقتصادها.

وفتحت هذه الخطوة الباب أمام تطبيع العلاقات بين تركيا وروسيا، ورفع موسكو القيود التجارية والاقتصادية المفروضة على أنقرة، وأستأنفت روسيا رحلاتها إلى تركيا عقب هجوم مطار أتاتورك مباشرة، وأعلنت دعمها الكامل لتركيا.

على الجانب الآخر مازالت تركيا تعلق رحلاتها إلى مطار شرم الشيخ، ردًا على سقوط طائرتها أكتوبر الماضي.

هذا الأمر الذي طرح تساؤلات "هل تتعامل روسيا بازدواجية مع تركيا والقاهرة؟!".. حيث إنها مازالت تعلق رحلاتها إلى مطار شرم الشيخ عقب سقوط الطائرة الروسية في أكتوبر الماضي.
والسطور القادمة تجيب عن ذلك.

"الازدواجية مستبعدة"
في البداية، استبعد الدكتور محمد فراج أبو النور، الخبير بالشأن الروسي، تعامل روسيا بازدواجية في موقفها مع تركيا ومصر، مشيرًا إلى أن دعمها لتركيا جاء عقب اعتذار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إسقاط المروحية الروسية بالأراضي السورية نوفمبر الماضي، فضلًا على أن تركيا تعرضت للعديد من الهجمات الإرهابية الصعبة، والتي جعلت الجميع يتعاطف معها وعلى رأسهم روسيا.

وأوضح "أبو النور" في تصريحات لـ"صدى البلد" أنه بين مصر ورسيا علاقات وطيدة لا يمكن أن تتوقف عند سقوط طائرة بشرم الشيخ، مؤكدًا أن روسيا علقت رحلاتها إلى شرم الشيخ بسبب ضغوط المواطنين على الحكومة عقب سقوط الطائرة، ولكن العلاقات الاقتصادية والعسكرية لم تتجمد بسقوط الطائرة.

وأضاف: "عقب سقوط الطائرة مصر وروسيا وقعتا العديد من الصفقات الهامة والتي من أبرزها إنشاء محطة الضبعة، فضلًا على المباركة الروسية لشراء الميسترال من فرنسا".

كما أكد أن الجميع، وكذلك روسيا مازالت تنتظر تقرير الشركة البريطانية المكلفة بفحص مطار شرم الشيخ، والتي لم تظهر نتائجها بعد لسبب مجهول حتى الآن.

"ضغوط على الحكومة الروسية"
ومن جانبه، أكد الدكتور جمال شقرا، مدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس والخبير بالشأن التركي، أن روسيا تسعى لتهدئة الأوضاع مع تركيا هذه الفترة، لذلك تدعم تركيا عقب هجوم مطار أتاتورك، ولم تعلق رحلاتها إلى تركيا منذ هذا الهجوم، مشيرًا إلى أن هناك تغيرات عديدة تجري بالنظام العالمي من تقارب وتهدئة وصراع.

وأوضح "شقرا" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن روسيا لم تتعامل مع تركيا بالشكل التي تعاملت به مع مصر رغم إسقاط تركيا مروحية روسية، ولم تعلق رحلاتها من وإلى تركيا حدث مع القاهرة، بسبب الضغوط التي واجهتها الحكومة الروسية من المواطنين عقب سقوط الطائرة الروسية بشرم الشيخ أكتوبر الماضي، لافتًا إلى أن سقوط المروحية لا يؤثر على العلاقات كسقوط طائرة ركاب كبيرة تحمل المئات من الركاب.

"صرف التعويضات كلمة السر"
وفي سياق متصل، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ السياسة العامة والخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط وعضو شبكة مراكز الأبحاث الاستراتيجية بواشنطن، أن ما حدث في مطار أتاتورك من هجوم إرهابي، كان يستدعي على روسيا تعليق رحلاتها من وإلى تركيا، ولكن حدث العكس تمامًا، بل تم استئناف الرحلات التي كانت معلقة عقب إسقاط تركيا لمروحية عسكرية روسية بالحدود السورية، مشيرًا إلى إعلان تركيا عزمها عن صرف تعويضات لروسيا جراء إسقاط المروحية، جعل موسكو تغير موقفها تجاه أنقرة 180 درجة.

وأوضح "فهمي" في تصريحات لـ"صدى البلد" أن إعلان تركيا دفع التعويضات لروسيا، هي بمثابة الصفقة التي كانت تسعى إليها روسيا، وقد قاربت على البدء في تنفيذها، لافتًا إلى أن روسيا بهذه المبادرة التركية أصبحت تدعم تركيا حتى تواجه أزماتها وكذلك الهجمات الإرهابية التي تقع داخلها.

وأضاف: "التعاون التركي الروسي سيتطور الفترة المقبلة ليشمل أمن الطاقة كالغاز وغيره، وكذلك التجارة المتبادلة بينهم، فضلًا على التغير الذي سيشهده الملف السوري الفترة المقبلة وكذلك أمن الخليج والملف الإيراني، بعد هذا التعاون".

"الغموض"
كما أكد السفير عزت سعد، سفير مصر السابق بروسيا، أن استمرار روسيا في تعليق رحلاتها إلى مطار شرم الشيخ مازال غامضًا وغير مفهوم، في ظل رفع الحظر عن رحلاتها إلى تركيا خاصة عقب أزمة مطار أتاتورك، الذي وقع به هجوم مسلح الثلاثاء الماضي.

وأوضح "سعد" في تصريحات لـ"صدى البلد" أن اختلاف معطيات المشهدين لا يزيل الغموض، فقد قدمت تركيا اعتذارا عن خطأ ارتكبته وتعهدت بصرف تعويضات للجانب الروسي، بينما مع الجانب المصري قد تكون "موسكو" مازالت تنتظر نتيجة التحقيقات للبت في رفع حظر رحلاتها إلى مطار شرم الشيخ.

وأضاف: "هناك موقف غريب من جميع الدول في تعاملها مع تركيا عقب هجوم أتاتورك، ففي حين وقوع الهجوم العديد من الدول أوقفت رحلاتها إلى تركيا وتراجعت عن قرارها عقب ساعات قليلة منه، وذلك أمر يثير لتساؤلات عديدة لماذا لم تتراجع تلك الدول عن رفع حظر رحلاتها إلى مصر؟".