قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سر تحوّل الألتراس من روح الملاعب إلى كتلة من النار والدخان


كان لظهور الألتراس فى الملاعب المصرية من الأمور المبهجة والمفرحة، وقد لا يشعر بقيمة هؤلاء الألتراس وما يمثلونه من لوحة تشكيلية رائعة، تتزين بهم الملاعب المصرية، ولا يحسها بدرجة كاملة، إلا من كان حاضرا فى الملعب وشاهدهم بعينه كلوحات حية ونابضة ومتحركة، ولمس عن قرب روعة هؤلاء الجماهير، والذين هم بالفعل روح الملاعب وسر من أسرار بهجتها، فهم بالفعل يمثلون قوة شحن حقيقه للاعبين.
ولكن ما الذى حدث، ليصبح الألتراس يمثلون كابوسًا جاثمًا على صدر إدارات الأندية بسبب العقوبات التى يتم توقيعها بسبب ما يقومون به من أفعال خاصة إشعال الشماريخ، التى حولت بعض الملاعب إلى كتلة من النار والدخان.
والسؤال الذى يطرح نفسه وبقوة: وما الذى حوّل الألتراس من عوامل فرح وبهجة فى الملاعب إلى حالة من القلق والشغب والتوتر؟، كيف لزهور وورود الملاعب أن يتحولوا إلى شوك، وصبار، ويتم إبعادهم بقرارات لجنة المسابقات وحرمانهم من ممارسة طقوسهم وحياتهم، فكان لابد من إصدار ذلك الحكم القاسى بالحرمان، والبحث عن حلول اخرى والاستماع إليهم، بدلا من إنزال العقاب بهم دون الاستماع إليهم.
كثيرون هم الألتراس فى كل ناد شعبى وجماهيرى، لهم اسماؤهم الخاصة، والتى أصبحت مثل العلامات المسجلة بأسمائهم، ولو عدنا لكلمة ألتراس لوجدناها فى الأصل كلمة لاتينية تعني الشيئ الفائق أو الزائد، وقد يكون لتشجعيهم الفائق وحماسهم الزائد عاكس لمعنى الألتراس، وهي فئة من مشجعي الفرق الرياضية والمعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها وتتواجد بشكل أكبر بين مُحبي الرياضة في أوروبا وأمريكا الجنوبية.
أول فرقة ألتراس تم تكوينها عام 1940 بالبرازيل وعرفت باسم "Torcida"، ثم انتقلت الظاهرة إلى أوروبا وتحديداً إلى يوغوسلافيا ثم كرواتيا وبالتحديد جمهور "Hajduk Split" الذي كان أول من أدخل هذا النوع.
وتميل هذه المجموعات إلى استخدام الألعاب النارية أو "الشماريخ" كما يطلق عليها في دول شمال أفريقيا، وأيضا الغناء وترديد الهتافات الحماسية لدعم فرقهم، كما يقومون بتوجيه الرسائل إلى اللاعبين. وتقوم هذه المجموعات بعمل دخلات خاصة في المباريات المهمة، وكل ذلك يضفي بهجة وحماس على المباريات الرياضية وخاصة في كرة القدم.
والمبادئ الأساسية الأربعة للألتراس.. لا يتوقف الغناء أو التشجيع خلال المباراة، ومهما كانت النتيجة.يمنع الجلوس أثناء المباراة، حضور أكبر عدد ممكن من المباريات (الذهاب والإياب)، بغض النظر عن التكاليف أو المسافة، يظل الولاء قائم للمجموعة المكونة (عدم الانضمام لأخرى).
والجماعات المتطرفة من الألتراس عادة ما يكون لها ممثل، والذي يتولى الاتصال مع أصحاب الأندية على أساس منتظم، ومعظم هذه الاتصالات تكون من أجل التذاكر، وتخصيص مقاعد معينة، وأماكن لتخزين الأعلام والرايات (الدخلات في تونس والطلعات في المغرب)، بعض النوادي توفر للألتراس أرخص التذاكر وغرف تخزين اللافتات والأعلام، والوصول المبكر إلى الملعب قبل المباريات من أجل الإعداد للعرض.
غير أن بعض المشجعين ليسوا من الألتراس، حيث ينتقدون هذا النوع من العلاقة، وينتقد آخرون الألتراس لعدم الجلوس على الإطلاق خلال عرض المباريات وإشهار الرايات والأعلام، وذلك يمنع رؤية المباراة من قبل المشجعين الذين يقفون وراءها، وانتقد آخرون الألتراس لقيام بعضهم باعتداءات جسدية أو تخويف للذين ليسوا من الألتراس.
ويمكننا أن نجعل من الألتراس ظاهرة مفيدة فى حياتنا بعد أن أصبحوا فى نسيج المجتمع المصرى، وكان لدورهم المهم فى ثورة 25 يناير، نظراً لوجود وازع وطنى رائع، لا يقل عن عشقهم للأندية التى ينتمون إليها، إن ظاهرة الألتراس لابد من التوقف كثيرًا أمامها ، وأن نجعلهم بالفعل روح الملاعب وعطرها الفواح.