الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى ذكرى وفاته.. 10 حقائق لا تعرفها عن "محمد نجيب" من واقع مذكراته

صدى البلد

تصادف اليوم الذكرى الثانية والثلاثون لوفاة "محمد نجيب"، أول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد ثورة 23 يوليو 1952؛ وسنعرض فيما يلى بعض الحقائق التى لا يعرفها الكثيرون عن "محمد نجيب"، فضلا عن بعض آرائه فى الثورة وتنظيم الضباط الأحرار، والتى أوردها فى مذكراته التى نشرت عام 1984، تحت عنوان "كنت رئيسا لمصر".

1. ولد فى "الخرطوم" بالسودان ولا يعلم تاريخ ميلاده تحديدا:

ولد "محمد نجيب" فى "الخرطوم" لأب كان يعمل ضابطا بالجيش المصرى، وسافر إلى السودان ليلتحق بالكتيبة "17- مشاة"، وكان جده لأمه ضابطا كبيرا فى الجيش وقائدا لإحدى حاميات الجيش بالخرطوم.

ولا يعرف "نجيب" تاريخا محددا لميلاده، فهناك ثلاثة تواريخ، وهو لا يعلم أيهما أدق، فوالده كتب فى مفكرته الخاصة أنه ولد فى 28 يونيو 1899، فى حين أن القسم الطبى بالجيش حدد له تاريخا آخر خلال عملية "التسنين" وهو 19 فبراير 1901؛ فيما أخبره أحد أقاربه أن أحد أفراد عائلته أصغر منه بـ40 يوما، وحدد له تاريخ 7 يوليو 1902.

2. سنتيمتر واحد كان سيمنعه من دخول الكلية الحربية:

عندما تقدم "نجيب" لاختبارات القبول بالكلية الحربية، أخبره مديرها بأنه "قصير" وتحديدا "أقصر سنتيمترا واحدا" من الطول المطلوب، إلا إن "نجيب" رد عليه قائلا: "أنا أيضا صغير فى السن وأمامى فرصة للنمو، وأبى كان قصيرا مثلى ثم مرة واحدة اتفرد"؛ فوافق المدير على دخوله.

3. الملكة "نازلى" عرضت زيارته فى منزله بعد أن اعتقدت أنه من "الباشوات":

بعد تخرج "نجيب" من الكلية الحربية عمل فى الحرس الملكى؛ وذات يوم كانت أمه وأخته مدعوتين فى حفل لأسر ضباط الحرس فى القصر الملكى، إلا أنهما دخلتا بالخطأ إلى جناح الملكة والأميرات، ورحبت بهما الملكة وقدمت لهما الهداية بعد أن رأت معهما كارت يحمل اسم "محمد نجيب"، فاعتقدت أن "نجيب" أحد الباشوات، ووعدتهما برد الزيارة؛ لكن "نجيب" تمكن من شرح سوء الفهم الذى وقع لزملائه قبل وقت قصير من زيارة الملكة لمنزله "الفقير"، على حد وصفه.

4. أول لقاء بالملك "فاروق" كان بـ" المايوه" و"الشبشب":

عندما كان "نجيب" فى السابعة والثلاثين من عمره، كان مسئولا عن المتحف الحربى بالقاهرة، وجاءته أوامر بالسفر إلى الأسكندرية، حيث كان الملك يقضى إجازته، بصحبة سيارتين لورى محملتين بالتحف الأثرية.

وما أثار دهشته، هو أن الملك "فاروق" طلب من الحرس الملكى إبلاغ "نجيب" بانتظاره فى الحديقة، فيما قدم "فاروق" لمقابلته بلباس البحر، وطلب من "نجيب" البقاء معه 6 أيام لإخباره عن الأسلحة النادرة ومقتنيات المتحف الحربى.

5. هدد بالاستقالة من الجيش لو لم يفرجوا عن "أنور السادات":

كان والد الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" صديقا وجارا لـ"نجيب" فى الخرطوم، وبعد اتهام "السادات" بالتجسس لصالح ألمانيا، جاء والده إلى "نجيب" وطلب منه المساعدة، فما كان من "نجيب" إلا إن تقدم بمذكرة لـ"ابراهيم عطا الله"، رئيس أركان الجيش المصرى قال فيها إنه حتى لو ثبتت تهمة التجسس على "السادات" فإنها تهمة ليست ضد مصر، وإنما ضد العدو بريطانيا لصالح الألمان؛ وعندما تم رفض المذكرة، هدد بالاستقالة من منصبه كنائب أحكام إذا حوكم "السادات"، فاكتفوا بطرد الأخير من الجيش.

6. كان "نجيب" أول من أطلق عبارة "تنظيم الضباط الأحرار" وندم على تلك التسمية بعد ذلك:

يقول "نجيب" فى مذكراته: "الحقيقة تقتضى أن أقول إننى أول من أطلق عبارة الضباط الأحرار على التنظيم الذى أسسه جمال عبد الناصر".

ويستطرد قائلا: "وأنا اعتذر عن هذه التسمية لأنها لم تكن اسما على مسمى، فهؤلاء لم يكونوا أحرارا وإنما كانوا أشرارا، وكان أغلبهم من المنحرفين أخلاقيا واجتماعيا"؛ و"لقد استغل الضباط الأحرار اسمى وسمعتى وشعبيتى أحسن استغلال فى اختبار قوتهم واحساسهم بذاتهم".

7. رفض الانتقال إلى قصر عابدين بعد أن أصبح رئيسا للجمهورية وآثر البقاء فى منزله المتواضع، وعندما علم أن راتبه سيكون 500 جنيه شهريا، قرر أن يتنازل عن نصفه طوال فترة رئاسته لدعم المشروعات الجديدة وعملية إصلاح وبناء الدولة.

8. قدم "نجيب" استقالته فى 22 فبراير عام 1954، فخرجت الجماهير فى مظاهرات حاشدة استمرت لمدة 3 أيام للمطالبة بعودته، ليعود إلى حكم مصر فى 27 فبراير.

9. قرر مجلس قيادة الثورة عزله من الحكم فى 25 مارس 1954؛ وتم وضع "نجيب" تحت الإقامة الجبرية مع أسرته لمدة 30 عاما، وتم منعه من السفر أو استقبال أى شخص فى منزله؛ ووصف "نجيب" ما تعرض له على يد الضباط الأحرار فى مذكراته قائلا:

- "الضباط الأحرار كانوا يريدون تحطيم صورتى فى عيون وقلوب الجماهير.. ويحولوننى من ثائر إلى فترينة"؛

- "حاصرونى فى بيتى وقطعوا إتصالاتى ومنعوا الصحف وأنا لا أزال رئيسا للجمهورية"

- "شطبوا اسمى من كتب التاريخ فلم يصدق أطفالى أننى كنت رئيسا لمصر".

10. ابنه الأكبر مات بعد الاعتقال والأوسط قُتل فى ألمانيا والثالث طُرد من عمله بقرار جمهورى:

يقول "نجيب" فى مذكراته إنه تم إلقاء القبض على ابنه الأكبر ووجهت له تهمة الاعتداء على النظام، وبقى فى السجن خمسة أشهر ونصف خرج بعدها مريضا بالقلب ومات بعد فترة قصيرة؛ وابنه الأوسط كان له نشاطا ضد اليهود فى ألمانيا أثناء دراسته هناك، فتم اغتياله، واتهم "نجيب" المخابرات المصرية بقتله بعد أن رأوا فى أنشطته "إحياءا لأبيه"؛ فيما صدر قرار جمهورى بفضل ابنه الثالث من عمله، ليعمل بعد ذلك كسائق تاكسى.

وعانى "نجيب" فى أواخر أيامه من أمراض الشيخوخة ودخل فى غيبوبة لعدة أيام ثم توفى فى 28 أغسطس عام 1984.


-