الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نبيل فهمي في حوار لـ «روسيا اليوم»: مصر تتبنى سياسة عقلانية جديدة وعلى حلفائنا تفهم ذلك.. والأزمة مع السعودية سوف نتخطاها.. والعرب بحاجة إلى تعريف جديد لموقفهم بعيدا عن القوى الخارجية

صدى البلد

  • فهمي: سياسة مصر الإقليمية قائمة على محورين أهمهما عدم الظهور في تحالف ضد الآخر
  • وزير الخارجية المصري السابق: الاعتماد على القوى الخارجية سبب دمار للمنطقة
  • فهمي: هناك أزمة بين مصر والسعودية لكن الشراكة بين البلدين ستتخطى هذه الأزمة


لينك الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=4byyx7FylZU

استعرض وزير الخارجية المصري السابق، نبيل فهمي، في حوار مطول مع قناة "روسيا اليوم" رؤيته للتطورات التي تعيشها المنطقة، والسياسة الجديدة التي تتبعها مصر، وكذلك ضرورة إيجاد موقف عربي، بالإضافة إلى وجهة نظره في الصراع السعودي الإيراني.

الإيجاب والسلب
وفي مستهل حواره، أكد فهمي أن تطورات الأوضاع في المنطقة تسير في الاتجاهين الصائب والخاطئ، مشددا على ضرورة مناقشة الأمور المتعلقة بالنزاعات في العلن، ويتحمل كل شخص مسئولياته، وليست التزاماته فقط.

وأعرب فهمي عن أن هذا الوضع الجديد يعكس فهما بات منتشرا أن الأمور لا تسير بشكل جيد، مهما كانت الأجندات التي يريدها كل طرف، وشدد على ضرورة تفضيل المشاركة السياسية.

القوى الخارجية
في السياق نفسه، تطرق الوزير السابق إلى الوضع في سوريا، مؤكدا أن الحل العسكري لن ينهي الصراع في سوريا، رغم أنه يدعم استخدام القوة ضد الإرهابيين.

وأوضح فهمي أن كل طرف يرى أن تأخير عملية التفاوض ستزيد من حصصه وتدعم موقفه.

وأشار إلى أن الوضع في سوريا أصبح معقدا أكثر مع تدخل القوى العظمى ولعبها دور في دعم حصص الأطراف الموالية لها.

في السياق نفسه، أوضح فهمي أن المشكلات التي يعاني منها الشرق الأوسط، هي في الأساس نتيجة لسببين على الأرض، أولهما هي الطريقة السيئة التي تمت إدارة المتغيرات التي طرأت بها، أما السبب الآخر فيرتكز على الاعتماد الزائد جدا على القوى الخارجية في ملفات الأمن القومي، والذي يحدث بسببه أن الأجندات الخارجية للقوى الكبرى يتم إعطاؤها الأولوية على الأجندة المحلية للدول في المنطقة.

موقف عربي موحد
وأوضح الدكتور نبيل فهمي، أنه حان الوقت للدول العربية أن يكون لها موقف عربي موحد وغير مقصود منه دعم أي قوى خارجية.

وردا على سؤال القناة حول أن الموقف السعودي تجاه تصويت مصر لصالح المبادرة الروسية في الأمم المتحدة بشأن سوريا، كان يعكس بالأحرى الموقف الأمريكي أكثر منه الموقف السعودي تجاه الأزمة، أوضح الوزير أن العرب بحاجة إلى تعريف وتحديد موقفهم الخاص في القرن الواحد والعشرين والذي بالتأكيد مختلف عن الموقف العربي الإجماعي في القرن المنصرم، الذي كان في الأصل ضد الاستعمار الأوروبي والموقف ضد الصراع العربي الإسرائيلي.

وتابع فهمي بالقول: "لذا فنحن بحاجة لتعريف رؤيتنا الخاصة، وليس شرطا أن يكون هذا الموقف مطابقا لموقف كل دولة عربية، لكن ينبغي أن يكون هناك إجماع أكبر، وفي الوقت الحالي، أعتقد أن جميع العرب متفقين على دعم وحدة الدولة السورية، لكن هناك اختلاف في تكيتكات الوصول إلى ذلك".

عقلانية
وعلق وزير الخارجية المصري السابق، على منطلق السياسة الخارجية لمصر بعد 2013، بالقول إنه يعتقد أن السياسة المصرية تقوم على استراتيجية ذات محورين، أولهما هو توسيع شبكتك الخارجية وهذا ما تم تحقيقه، والآخر هو التحرك بشكل عمودي من خلال وضع اقتراحات على الطاولة، أو بمعنى أدق عقد نشاطات دبلوماسية مع الأطراف الأخرى.

وأوضح فهمي، ردا على السؤال الذي وجهته المذيعة حول أن "السياسة الخارجية المتعددة الأحجام التي تتبناها مصر والتي لا تقوم على التقارب من طرف على حساب الآخر، ربما يتم فهمها بشكل موضوعي من قبل الروسيين والأمريكان، ولكن ماذا عن جيران مصر من الخليج الذين يتعاملون بشكل عاطفي أكبر في سياستهم الخارجية، وهو ما قد يتعارض مع عقلنة المصالح الوطنية لمصر"، رد الوزير المصري السابق بالقول إنه من المهم لمصر أن توضح منظورها وعقلنيتها للسياسة الخارجية بشكل واضح، وأنه حينما تتخذ موقفا، لا ينبغي على الدول الأخرى أن تشعر بالاندهاش.

وأوضح أنه على سبيل المثال حينما أراد الرئيس أوباما قصف سوريا في 2013، وقفت مصر لتعلن عدم دعمها لهذا القرار، وهو موقف كان مغايرا لموقف بعض الدول العربية، يلفت فهمي إلى أن مصر لم تعلن هذا القرار فقط، بل قامت بالتفاهم مع الدول العربية، وأخبارهم لماذا اتخذت مصر هذا الموقف.

وتابع فهمي بالقول إنه على الدول العربية أن تفهم الموقف المصري، لاسيما وأن البلاد لا تزال تعاني من تداعيات ما حدث في ليبيا منذ التدخل الغربي، مضيفا:" لذا شرحنا لهم أن هذا جزءا من الدبلوماسية".

وأضاف فهمي: "أعتقد أن هناك بعض عدم التفاهمات وبعض التوترات بين مصر وبعض الدول العربية في الوقت الحالي، لكني لست قلقا حول العلاقة الطويلة معهم، فنحن ندرك أهمية العلاقات مع الدول العربية وشمال أفريقيا، وأعتقد أنهم يتفهمون ذلك أيضا.

مصر والسعودية
وفيما يتعلق بسؤال هل السعودية اتبعت مع مصر خلال الأزمة الحالية أسلوب الضغط الدبلوماسي والعقاب الاقتصادي، مثل وقف إمدادات البترول للبلاد، وهو الأمر الذي تستخدمه واشنطن من أجل معاقبة الدول التي تجرؤ على تحديها، أوضح فهمي: "أعتقد أن هناك بعض المصداقية في هذه الأمثلة المطروحة، لكن يوجد أيضا بعض المناطق الرمادية في التفاصيل حول ماذا حدث بالضبط".

وأشار فهمي إلى أنه من الواضح أن هناك اختلافات واضحة في وجهات النظر بين مصر والسعودية حول ملف سوريا، معبرا عن اعتقاده أن هذا الاختلاف سوف يتم تخطيه لأن المصلحة الجماعية هي الحفاظ على الهوية العربية والتي هي أكبر بكثير من الاختلافات الموجودة الآن.

إيران
وقال فهمي إن إيران تتبع خطا عنيفا تماما في سياستها بالشرق الأوسط، وأوضح أنه لا يؤيد ما يقال بأن السعوديين يحاولون بسط النفوذ خارج أراضيهم أكثر من الإيرانيين، لافتا إلى أن السعوديين لم يخططوا لخلق دعم دولي وإقليمي أكثر من الإيرانيين.

وأضاف أن العالم العربي لديه مهمة لشرح رؤيته للقرن الواحد والعشرين، موضحا أنه لا يوافق على ضرورة تحديد مستقبل العرب على المغازلة السنية الشيعية أو الدرزية أو غيرها، لافتا إلى أنه ينبغي التركيز على موقف كل دولة، فلا يمكننا أن نقسم الشرق الأوسط مرة أخرى على أساس طائفي لأن هذا سيقود إلى تناقض مع النظام العالمي القائم على الدول وليس الطوائف.

وتابع فهمي: "لا أوافق على أن يخطط أي أحد لتبني سياسة التقسيم الطائفي"، لافتا إلى أن مصر لا تضع في سياستها هذه الطائفية، فيمكن أن تدعم أو تنتقد سياسات، كما أنها تمتنع عن قول نحن هذا النوع من المسلمين.

وحث فهمي الدول "عربية وغير عربية" على أن تتحدث فيما بينها حول نجاحاتها واختلافاتها كدول وليست كطوائف.