EN
كلما أسمع أو أقرأ لمن ينددون بظاهرة التحرش في مصر.. أتحسس مسدسي وأشعر بالقلق كما لو كنت بان كي مون القلوق العام للأمم المتحدة، واللي بيقلق طول الوقت خصوصا لو كانت مصر هي محل قلقه، وأحيانا بيقلق على روحه كدة وهو نايم (خصوصا على الأوضاع في مصر ماعرفش ليه).
وقلقي من كثرة الحديث عن ظاهرة التحرش في مصر أن هناك من يتعمد تصوير الأوضاع في مصر وكأننا مافيش ورانا غير التحرش بالإناث وغير الإناث.. ويقيني أن هناك جهات معينة تتعمد التهويل والتركيز على أن الشعب المصري قد فسدت أخلاقه وذوقه العام وسلوكياته حتى في الدراما.. وخصوصا في شهر رمضان الكريم شهر العبادات.
بيهرونا مسلسلات كلها ستات قالعة هدومها وبتخون أزواجها وبتخون صديقاتها، والرجالة بلطجية وأسطورة وهمية زي أسطورة أخونا محمد رمضان.. اللي أنا مش فاهم هو أسطورة في إية بالظبط.. فين الأسطورة في الموضوع دا راجل مجرم وقاتل وبتاع مخدرات.. ماعلينا نفس الجهات اللي بتمول دراما الدعارة والتحشيش والخيانات الزوجية والنسوان اللي منفخة من كل حتة.
هي اللي بتتعمد التركيز على.. أن التحرش في مصر ظاهرة.. لا هو مش ظاهرة.. وفيه تحرش في مصر بس زي زي أي حتة في العالم ويمكن أقل.. يعني مافيش داعي طول الوقت نقعد نجلد نفسنا وشبابنا ونقولهم انتم متحرشين.. وفيه كمان اللي عملك خريطة للتحرش في مصر HarrassMap هي حصلت يبقى لها خريطة.
أنا مع التوعية المجتمعية بس مش بالطريقة الفجة اللي بتحصل.. زي اللي ينشر موضوع بعنوان.. مصر الثانية على العالم في التحرش الجنسي بعد أفغانستان.. وحياة أمك.. حسبتها إزاي دي؟ أنا مش هتكلم عن مصر بس هو حسبها إزاي في أفغانستان.
هي المرأة في أفغانستان حد بيشوفها عشان يتحرش بيها؟ وطبعا هو ناقل الموضوع من جريدة أمريكية هي كمان ناقلة الأرقام من دراسة متعرفش عاملوها إزاي في مركز لحقوق المرأة هو عبارة عن شقة أوضة وصالة في معروف أو في عابدين.. المهم اليافطة والتمويل واتنين كمبيوتر وواحدة سكرتيرة والأفندي أو الهانم مديرة المركز راح ومدير المركز جه.. وإحنا نلبس في الحيطة وسمعتنا تبقى زي الزفت.. وتخرج لك الدراسات وتقولك:
صدرت دراسة حديثة للمركز الفلاني العلاني لحقوق المرأة عن التحرش الجنسي تحت عنوان "غيوم في سماء مصر"، قد كشفت عن أن 64.1% من المصريات، يتعرضن للتحرش بصفة يومية، في حين أشارت 33.9% إلى أنهن تعرضن للتحرش أكثر من مرة وليس بصفة دائما، بينما أكدت 10.9% على أنهن يتعرضن للتحرش بصفة أسبوعية، وفي المقابل تتعرض 3.9% للتحرش بصفة شهرية. . أي كلام وخلاص .. عشان كدة أنا أويد أنه يبقى فيه قانون لمراقبة ويشدد على مصادر تمويل هذه المراكز.
اللي شوهت صورتنا أمام العالم كله ومافيش مانع من بوقين زي أن ( الدارسة أثبتت أن سبب ارتفاع معدلات التحرش في مصر) ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وقلة الوعي الديني، فضلًا عما تبثه وسائل الإعلام من بعض المواد الإباحية وسوء التنشئة الأسرية للمتحرش وعدم وجود قانون واضح وفعال يجرم التحرش فى المجتمع المصري.
ده حتى الدكتور جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة اللي أنا من المعجبين بأدائه ونشاطه وتفكيره من خارج الصندوق في إدارة شئون أعرق جامعة في المنطقة وأكبرها.. وقع في الخية هو كمان .. وخرج في مسيرة داخل الجامعة تندد بالتحرش وكأن جامعة القاهرة العريقة.. تحولت لوكر للتحرش.. مايصحش يادكتور جابر.. وكمان عملت مركز لمكافحة التحرش داخل جامعة القاهرة.
زعلتني منك يادكتور جابر لأن ده هايرسخ الفكرة ويعطي صورة ذهنية مغلوطة عن جامعة القاهرة بشكل خاص وجامعاتنا بشكل عام، ورغم ماقمت به من جهود عظيمة للنهوض بجامعة القاهرة، لكن أرجوك لا تضخم ولا تهول من مسألة التحرش في جامعة القاهرة، هناك من يتعمد الإساءة لمصر طوال الوقت فلا تعطيه مبررا لذلك،وأعتقد أنك من المسئولين القلائل في مصر اللي بيسمع للرأي والرأي الأخر ويتراجع عن الخطأ.
الخلاصة ياقوم.. أن التحرش موجود في العالم كله وفي أكثر المجتمعات الغربية انفتاحا وتحررا..وموجود في مصر والتوعية بمخاطره واجبة مافيش كلام .. لكن أننا نهوله ونحوله إلى (ظاهرة مصرية)، وأقول لمن يتعمد طول الوقت الإساءة إلى مصر(ماتشقطهاش) ربنا يهدك.. والله المستعان.
