الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هالة عبد الحميد تكتب : عملوا للدولار قيمة وخلوه يتحكم فينا

صدى البلد

كتير مننا وخصوصا في الفتره الأخيرة بتدور في عقله اسأله والغاز كتيره أهمها :-
- ليه الدولار الأمريكي هو (العملة الاحتياطية في العالم واللي علي أساسه يتم تقييم السلع الدولية به)؟!!!!
- ليه دائمًا امريكا هي مفتاح اللغز وري الهجوم علي (ليبيا ، العراق ، افغانستان، اليمن، سوريا، ايران.....)

وعلشان نفهم الدوافع والأسباب الحقيقيه مالناش غير طريق واحد و هو "التاريخ" اللي بيرصد الأحداث الحقيقيه بالصوت والصورة والأدلة والبراهين اللي مينفعش تتغير أو تتزيف مهما حاول البشر.....

خلينا نحلل الموضوع بخطوات وطريقه بسيطه لأن اجابة السؤالين مرتبطين ببعض، علشان كده في الأول هنتكلم عن "مراحل نشوء المنظومة النقدية المالية الحالية":
• المرحلة الاولي :-
مؤتمر باريس الدولي 1867 و ولادة "المنظومه الماليه العالميه التقليديه" بإعتماد "الذهب" كمعيار دولي ....

• المرحله الثانية :-
مؤتمر چنوه الاقتصادي الدولي في ايطاليا 1922 اللي أقر "سبيكة الذهب" كمعيار مالي عالمي ( المعيار الذهبي او الصرف الذهبي ) تغطية الإصدار الورقي المحلي بنقود قابلة للتحويل بالذهب، عوضًا عن التغطية الذهبية المباشرة. و ده تم تطبيقه على المستعمرا فقامت الدول الاسـتعماريـة بعملية نهب وسرقة للاحتياطيات النقدية لمستعمراتها فاستبدلت الذهب بنقود ورقية لا تمتلك تغطيتها الذهبية لمجرد أنها أطلقت على عملاتها اسم (العملات الصعبه و من هنا ظهرت ( الكتل النقدية ) ...
• المرحله الثالثه للمنظومه النقديه المعاصره:- ( الذهب دولار )
مؤتمر بريتون وودز 1944 في ولاية نيوهامشير - امريكا عند نهاية الحرب العالميه التانيه و كان من اهم بنوده :
1. تحول الدولار الي وسيله عالميه للمعاملات و الاحتفاظ بالاحتياطات بحيث يمكن استبدالها بالذهب بمعدل ثابت 35 دولار للاوقيه ( التبادل الذهبي ) ...
2. تؤسس في امريكا المكاتب الرئيسيه للمؤسستين الماليتين الجديدتين علي الصعيد الدولي ( صندوق النقد الدولي ، البنك الدولي ) و اللي المفروض انهم اخدوا علي نفسهم عهد دور الرقيب علي أداء البنوك المركزيه للدول اللي قبلت بشروط اللعبه ...

ومن المرحله دي العالم كله دخل في اتجاه مسيطر جديد اتحكم في خريط العالم و هوضحهم في نقطتين :-
- اتفاقية بريتون وودز اعطت امريكا ميزة ماليه متميزة لانها كانت انطلاقة جعل الدولار الامريكي العملة الاحتياطيه العالميه وعن طريقه تقيم السلع الدوليه ( تحويل الدولار من عمله محليه امريكيه الي عمله احتياطيه دولية)..

- اتفاقية بريتون وودز كانت بداية تأسيس و انطلاقة " صندوق النقد الدولي" اللي من خلاله امريكا تمكنت من جعل الدولار العمله الدوليه و مصدر السيوله العالميه ، واللي له دور كمان في بروز امريكا كقوه اقتصاديه وعسكريه...

و بالفعل امريكا مخضعتش للرقابه من البنك الدولي في طباعة عملتها الورقيه و خصوصًا لان " الاحتياطي الفيدرالي " رفض السماح لاي مراجعه او إشراف علي مطابعها خصوصا في المرحله دي ...
واكبر دليل ان امريكا كانت بتطبع اكتر بكتير من قيمة الدهب اللي بتملكه هو نفقاتها الضخمه في حرب فيتنام ...

ومن هنا حصل تضخم في الدولار مما ادي الي الانخفاض السريع لقيمته .. و في الفتره دي كانت امريكا بتحاول تجمع و تستعيد الذهب علشان تسد العجز الشديد لكن حصلت مشكله اكبر كصراع الدول الرأسماليه ( فرنسا طلبت سحب رصيدها من الذهب )...
لكن الرئيس الامريكي وقتها " ريتشارد نيكسون " 15 اغسطس 1971 رفض و اعلن تليفزيونيا و قال حرفيا " لقد كلفت امين الخزانه باتخاذ الاجراءات اللازمه لحماية الدولار من المضاربين و من هنا ، اوقفت وزارة الماليه الامريكيه تبديل الدولار بالذهب " وقف التعامل باتفاقية بريتون وودز ( التعويم المدار )....
و فعلا في الفتره ما بين 1971 و 1976 حصل فراغ في النظام العالمي المالي اللي كان مبني علي ربط الدولار بالدهب
بس لو جينا للحقيقه بقا فالفتره دي كانت عباره عن كواليس مهمه و دقيقه جدا للحدث الاهم و الاكبر و اللي هو بداية حل اللغز...

• المرحله الرابعه :- ( البترودولار ) القاضيه المميته
مؤتمر صندوق النقد الدولي في چامايكا 1976 اللي كان بمثابة مؤامره كبيره و مخطط لها مسبقا من الفتره 1971 اللي كانت كواليسها بتتلخص في الاتي :
1. زيارات "هنري كسينچر" وزير الخارجيه الامريكي لبلدان الشرق الاوسط و الادني اللي تعتبر البلدان الرئيسيه المستخرجه و المصدره للنفط لاقناعهم بان تصدير النفط لن يتم الا بالدولار الامريكي سواء بيع او شراء...
2. و بالفعل استطاع كسينچر من اقناع " الملك فيصل " ملك المملكه العربيه السعوديه عن طريق تقديم وعود كثيره :
- تزويد الرياض بالاسلحه الحديثه
- التعهد بضمان امن السعوديه و توفير الحمايه لحقول النفط
- اعطاء دور قيادي لها في المنطقه
و بالفعل تم عقد المؤتمر في يناير 1976 و تم اعلان انتقال النظام المالي العالمي رسميًا الي ( المعيار النفطي) و ربطه بالدولار ..
3. زيارة " چون بركنز " للسعوديه في منتصف السبعينات لاقناع حكامها بايداع ارباح الدولار من تصديرهم للبترول في البنوك الامريكيه ، و من هنا نستنتج كام مصيبه ...
- امريكا هتستعيد البترودولارات اللي انفقتها علي شراء البترول يعني الفايده مضاعفه (اعادة تدوير الدولارات ).
- يتم تقديم الدولارات الي تم استعادتها علي هيئة قروض لمختلف بلدان العالم ( قروض صندوق النقد الدولي ) و من هنا طبعًا يتم السيطره علي هذه الدول من خلال الديون مع زيادة الارباح في البنوك من القروض ...
- علاقة البترودولار تعتبر ( اكبر عملية نصب مالي في التاريخ ) من خلالها اختل التوازن في النفقات العسكريه بين امريكا ( الاتحاد الفيدرالي) و مثيلتها ( الاتحاد السوفيتي) و خصوصا في سباق التسلح في الحرب البارده بسبب قدرتها علي التحكم في رفع الاسهم لاستنزاف اي دوله تانيه .. و من هنا اصبحت امريكا قوه عظمي بلا منازع مع عدم وجود منافس ...

 و يعتبر ده حل اللغز الاول طيب بالنسبه لحل اللغز التاني :-

خلينا نقول ان امريكا حاليًا عارفه كويس جدًا انه لو حتي دوله صغيره بدات تبيع بترولها بعملات اخري غير الدولار ده هيتسبب في سلسله ردود فعل مماثله و من هنا هيسقط الدولار نهائيًا .. لانهم علي علم تام انه لا يوجد اي شئ تاني يحافظ علي قيمة الدولار و قيمة امريكا عالميًا الا البترول ، و من هنا قررت امريكا استخدام قواها العسكريه الغاشمه لسحق اي دوله تحاول تتمرد او تقاوم نظام البترودولار..
و هستعرض معاكم كام مثال حي بالادله و البراهين:-
 العـــــراق :-
و لها محاولتين في التمرد علي البترودولار و اخدت عقابها في المرتين :
o في حرب الخليج غزت امريكا العراق و دمرت بنيتها التحتيه تمامًا زي ( محطات تنقية المياه و المستشفيات ) و فرضت عليها عقوبات قاسيه جدًا منعتها من اعادة بناء بنيتها التحتيه المدمره ، و استمرت العقوبات دي اللي بداها "بوش الاب" مرورا بــ " كلينتون " ، و تم فيها قتل ( اكتر من خمسمائة الف طفل عراقي ) يعني اكتر من اللي حصل في هيروشيما..و لما تم سؤال "مادلين اولبرايت " وزيرة خارجية امريكا وقتها عن الاطفال دي قالت حرفيا " انا اعتقد انه خيار صعب جدا و نحن نعتقد ان الثمن يستحق ذلك "!!!!!!

o في نوفمبر 2000 بدا العراق المحاوله التانيه ببيع بتروله فقط و حصريا باليورو و ده كان هجوم مباشر علي امريكا .. و من هنا كان رد فعل امريكا بمساعدة وسائل الاعلام الرئيسيه بعمل حمله دعائيه كاذبه ، ادعت فيها ( ان العراق تملك اسلحة دمار شامل و انها ناويه تستخدمها ) ، و فعلا في 2003 تم غزو العراق و تم فورًا تحويل مبيعات البترول العراقي بالدولار الامريكي مره تانيه...

و بالمناسبه كان في لقاء تليفزوني مع " الچنرال ويسلي كلارك " 2 مارس 2007 قال فيه ( كنت في اجتماع مع الرئيس الامريكي و كان وقتها قصف افغانستان و سألته "هل سنستمر في الذهاب الي حرب العراق" رد و قال الرئيس الامريكي "نعم " و بمجرد وصولي لمكتبي استلمت مذكره من وزير الدفاع الامريكي فيها وصف عن كيفية الاستحواذ علي 7 دول خلال خمس سنوات " بدايه من العراق ثم سوريا و لبنان و ليبيا و الصومال و السودان و نهايتا بايران"....

 ليبيـــا :-
حاول "القذافي" تنظيم كتله من البلدان الافريقيه لانشاء عمله ذهبيه ( دينار ذهبي) و اللي كان ناوي يستبدلها بالدولار الامريكي في الدول دي .. و من هنا ساعدت امريكا مع حلف الناتو في زعزعة استقرار و اسقاط الحكومه الليبيه سنة 2011 و طبعا بعد السيطره علي ليبيا تم اعدام القذافي بدم بارد علي ايد المتمردين المسلحين بالاسلحه الامريكيه .. و بعدها فورا تم تشكيل البنك المركزي الليبي ...

 ايــــران :-
بدات ايران بشن حمله لسحب المبيعات النفطيه بالدولار و استخدام عملات اخري بديله .. و أمنت مؤخرا اتفاقيات " لبدء تداول النفط مقابل الذهب "..
و بالفعل امريكا استخدمت مع ايران نفس خطة العراق بمساعدة وسائل الاعلام و كانت فيها بتستهدف الدعم الدولي لتوجيه ضربات عسكريه لايران بحجة " منعها من بناء سلاح نووي"...
و في نفس الوقت اصدرت امريكا عقوبات علي ايران تسببت في انهيار الاقتصاد الايراني....

 سوريــــا :-
سوريا اقوي حليف لايران و ملزمون باتفاقية الدفاع المشترك , ده غير طبعا مشكلتها في رفض توصيل النفط من قطر لتركيا و منها لدول الاتحاد الفيدرالي ....
هنلاحظ ان الدول اللي لم يتم مهاجمتها مباشرتًا زي العراق بيتم زعزعة استقرارها عن طريق المساعده السريه من حلف الناتو ...
و السبب في عدم مهاجمتها مباشرتًا ان روسيا و الصين قامت بتحذير امريكا بشكل حاسم و واضح " انهم لن يتساهلوا علي اي هجوم علي سوريا او ايران " و خصوصا ان ايران من اهم الدول المستقله المنتجه للبترول في المنطقه ، ده غير انهم علي علم تام انه في حال سقوط ايران لن يتمكنوا ابدا من الهروب من الدولار بدون حرب...

و علي الرغم من التحذيرات الا ان امريكا بتحاول جديًا تدفع الامور للتأزم مع خلق السياق اللي يعطيهم التغطيه الدبلوماسيه ليفعلوا ما تم تخطيطه من قبل و ده تم اعلانه من البيت الابيض ( انهم يبحثوا احتمالية التدخل العسكري ) ...

 الخلاصه و رزقي علي الله :-
 احنا حاليًا عايشين ( حرب البترودولار ) بمعني ان كل اللي بيحاول يتمرد علي نظام "البترودولار" اي بيع بتروله بغير الدولار هياخد اشد عقاب ..
 كل روؤساء امريكا بمختلف معتقداتهم ما هما الا اداه لتنفيذ عملهم المخطط له مسبقًا من الجهه اللي لها مصلحة استمرار طباعة و بقاء الدولار الامريكي ( البنك الفيدرالي ) ....
 حياتنا و حياة الناس اللي بنحبهم مجرد احجارفي لعبة شطرنج كبيره الهدف منها التمهيد للحرب العالميه التالته و هما مسيطرين علي النظام المالي العالمي...
 و يا ريت في الحاله دي ينفع بجد نقول ( اللي حضر العفريت يصرفه )...