قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«7 أسباب» لذكر قصص الأقوام السابقة في القرآن الكريم


عرف الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، القصص والقص بأنها لغة: تتبع الأثر، وفي الاصطلاح: الإخبار عن قضية ذات مراحل، يتبع بعضها بعضًا.

وقال «عويضة» خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس»، إن قصص القرآن أصدق القصص؛ لقوله تعالى: «وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا» (النساء: الآية87)، وذلك لتمام مطابقتها على الواقع، وكذلك أحسن القصص لقوله تعالى: «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآن» (يوسف: الآية 3) وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى، وكذلك أنفع القصص، لقوله تعالى: «لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَاب» (يوسف: الآية 111)، وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق.

وأشار مدير الفتوى، إلى أن القصص في القرآن ثلاثة أقسام: الأول عن الأنبياء والرسل، وما جرى لهم مع المؤمنين بهم والكافرين،والثاني عن أفراد وطوائف، جرى لهم ما فيه عبرة، فنقلة الله تعالى عنهم، كقصة مريم، ولقمان، والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، وذي القرنين، وقارون، وأصحاب الكهف، وأصحاب الفيل، وأصحاب الأخدود وغير ذلك، والثالث عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كقصة غزوة بدر، وأحد، والأحزاب، وبني قريظة، وبني النضير، وزيد بن حارثة، وأبي لهب، وغير ذلك.

وأوضح أن للقصص في القرآن حكِمًا كثيرة عظيمة منها: تسلية النبي صلى الله عليه وسلم، ولتهدئته، عما أصابه من المكذبين له؛ لقوله تعالى: «وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ» (فاطر:25) «ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ» (فاطر:26).

وتابع: وبيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص؛ قوله تعالى: «وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ» (القمر:4)، وقوله تعالى: «حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ» (القمر:5)، وأيضًا بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين؛ لقوله تعالى عن المكذبين: «وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّك» (هود: الآية 101)

واستطرد: وبيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين؛ لقوله تعالى: «إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَر نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِى مَن شَكَرَ» (القمر:34-35)، مضيفًا ومن الحكم من ذكر القصص ترغيب المؤمنين في الإيمان بالثبات عليه والازدياد منه، إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين، وانتصار من أمروا بالجهاد، لقوله تعالى: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ» (الأنبياء:88) وقوله: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ» (الروم:47).

وألمح إلى أن من حكم ذكر القصص في القرآن تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم، لقوله تعالى: «أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا» (محمد:10)، وكذلك إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن أخبار الأمم السابقة لا يعلمها إلا الله عز وجل، لقوله تعالى: «تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ» (هود:49) وقوله: «أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ» (إبراهيم: الآية 9).